( رصيف الذكريات )
هائمٌ .. كنت مع نفسي يوماً ..
أنظر إلى ذاك الرصيف .. كم عليه تقابلنا .. وتهامسنا ..
أو حتى تجادلنا ..
ذلك الرصيف الذي اتخذناه لنا ..
نهرب إليه من أعين العالم ..
وضجيج الشوارع ..
كان بالنسبة لنا رصيف الأمنيات ..
نبحر بأحلامنا .. نسافر بأفكارنا ..
ونتكلم دونما مللٍ ..
أتذكرين تلك اللحظات يا حبيبتي ..
اتذكرين بائع البقالة وتلك النظرات التي كان يرمقنا بها ..
والشيخ الطيب الذي كان يستقبل مرورنا بابتسامة ..
وذلك المقهى الصغير على الرصيف المقابل ..
أتتذكرين ؟..
أنا لم أنسى شيئا ..
كل لحظة لنا معا دونتها في مذكرة عمري ..
أصبحت جزءاً من كياني وحياتي ..
كُل تلك اللحظات أصبحت من الماضي ..
ذكرى مع باقي الذكريات التي نعود لها كلما اشتدت علينا رياح الحنين ..
والآن .. هناك حبيبان بعدنا ..
يُعيدان للمكان عَبَقه وسِحرَهُ ..
ويمران بجانب تلك البقالة .. وذلك الشيخ الطيب ..
على رصيف الذكريات ...
محمود العرابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق