انتقام ..!!
في وقت ما من مرحلة اللاتوازن من الزمن الاغبر حين اشتعلت حرائق الكراهية واحتلت الوجوه الكالحة عناوين القرار انفلت عيار اللصوص .. ليتسيدَوا ويمارسون طغيانهمُ كذئابٍ منفلتٍة امام قطيع خراف لا أحدَ يرعاها ، فيطاردُون هذا ويغرسون مخالبهُم بذاك ، ساعةَ يَشَاءُون .. كانت الايام عابسة ،والسموات متجهمة ،والشوارع با كيه ،والأرصفة تمتليءبشباب ونساء وكبار سن رؤوسهم مهشمة ،والبعض اجسادهم مثقوبة ،وبين الحين والاخر تأتي سيارات الشرطة وهي تعوي بمنبهاتها ،لتضع اكداس الجثث فوق بعضها البعض، وكأنها خراف خارجة من مسلخ، وترميهم على ابواب الطب العدلي حتى امتلاء وفاض .. كان الموت يأتي بغته ،مثل شاحنة كبيرة فقدت فراملها، وسط شارع مكتظ بالناس، فاكتسحت بطريقها كل ماموجود ،وأحيانا يأتي صاخبا على شكل دراجة ناريه ،يمتطيها ذلك المراهق صاحب الشعر ألرمادي والعيون الصفراء ،العامل في محل كماليات باسل المدعو عقيل ،فيحصد بطريقه الرؤوس، كما يحصد المنجل الزرع في مواسم الحصاد بيد خشنه لم ترتعش ،وكأنها تعرف دورها تماما ، هذا العقيل الذي بدا منسجم مع دوره الجديد وكأنه يملء فراغ في نفسه او ليعوض النقص الذي يشعر به ولازمه منذ الطفولة ومقاعد الدرس الذي تركه ونظرات الاستهزاء به ولهذا كان سلاحه الوحيد يوم لم يكن للسلاح وجود استخدام الالفاظ البذيئة وهو يطوي سنواته حتى غدا شابا لا احد يود مصادقته او التعرف اليه.. ولأنه يعرف هذا ،بدا يستعرض وقاحته بقوة ،وهو يستفز المجتمع ،يدور بين الازقة بالدراجة النارية بسرعة ،وبصوتها العالي والسلاح على كتفه ،وعلى خاصرته مسدس يلوح به بين الحين والاخرقائلا (لن ابقي لهم اثرا وسوف "اصكهم "الواحد تلو الاخر اولاد..ال..لامكان لهم في مدينتنا) . .كان مثل طائر البومة عنوان شؤم يدير رأسه بكل الاتجاهات ليحدد نوع ضحيته المقبلة ،وهذا ماكان ذات ضحى ،حين اقبل مسرعا وهو يوجه مسدسه بطريقة الكاوبوي على رجل اعزل تجاوز منتصف العقد الخامس ،كان يحمل بيدية كيس خضار ،ويرديه باطلاقتين متتاليتين مضرجا بدمه دون ان يستطيع احد من المارة التجروء للاقتراب من الضحية..وذات صباح احرق منزل، فيما دهم وشلة من امثالة منازل اخرى هنا وهناك ،ليقتل شباب تحت انظار امهاتهم ،ويأخذ ماخف حمله وثقل وزنه ..كان يزرع الرعب حينما حل كوحش كاسر تحت عناوين مختلفة وهو يمارس القرصنه، فيخطف هذا ويساوم عليه لقاء مادي، ويقتل ذاك ليهجره او يجبره على بيع عقاره بابخس الاثمان ،ولم يمر وقت طويل حتى طمع بالمحل الذي كان عاملا فيه وتقدم نحو باسل وقد اضمر الشر مسبقا قائلا:اريد شراء المحل
- ولكنني لم اعرضه للبيع ولا انوي بيعه فهو مصدر رزقي كما تعلم
• بكيفك انا حذرتك تبيع ام لا ؟
دارت الدنيا بباسل وهو يراجع نفسه في ذهنه نعم اقبل ما يعرض عليك فلم
يعد باليد حيلة اذ اقبل الغادر الغدار،وهو يتمنطق السلاح فما ارخص الرصاصة اليوم في راس انسان وأنت تعرف مدى نذالته وقباحته لقد تحول من احتضنته ورعيته زمنا ليس بالقصير عاملا في محلك ليأكل الرزق الحلال الى وحش لاينام حتى يتذوق طعم الدم ، فتجنب ما امكن تجنبه وتنازل عما يمكن التنازل عنه لتحفظ راسك فوق كتفك فثمة عائلة بانتظارك وبناتك الان احوج لمن يرعاهن فهذا النتن لا أمنَ له ولا أمانَ ولو غسلته بالبحارِ السبعِ ..!!
لقد شيطن الحياة وغمرها بالخراب.. ليجعلُ أيامها خريفاً عاصفا وطريقها شاحباً
وهكذا رد على مضض راضخا بالموافقة على تسليم المحل لعقيل.
• حسنا ولكن بالسعر الذي انا احدده وبالتقسيط مع شرط ان لاتفتح محل كماليات في المنطقة هل فهمت قالها بنبرة تهديد صريح
- نعم فهمت وأمري الى الله..سأعمل بمهنة اخرى
عقيل بعد ان اخذ المحل بفترة تزوج بيد ان زواجه لم يعمر اكثر من اشهر قليلة لمزاجيته وعصبيته فضلا عن تعامله الخشن مع زوجته ..مع ذلك بقي يمارس عربدته وبقي وسخا ذو رائحة نتنه حتى جاء يوم اصاب المرض عقيل ونال من جسدة وزحف على كل من يده ورقبته وصدرة وأقدامه ببروز بثور سرعان ماتتقيح قذارة ..واصبحت رائحتة مثل رائحةخنزير، في زريبة او جرذ استوطن (بالوعات) المجاري الثقيلة .
مما جعله يتوارى طريح الفراش منبوذا حتى ممن زاملوه في النهب والقتل..وامتد به المرض لسنوات دون علاج ولهذا باع المحل الذي استولى عليه واغتصبه من صاحبه وبعدها بفترة لفظ انفاسه .. فيما الناس لازالت كلما تذكر اسمه ترفقه باللعنات ..لقد كان واحدا ممن انتجتهم مرحلة الخراب في البلاد.
أنتقام //قصة قصيرة بقلم الاستاذ الاديب مؤيد عبد الزهرة
لا يوجد مواضيع ذات صلة لهذه الفئة
- التالي نحوت مجددا // بقلم الأستاذ الشاعر جواد الشلال
- السابق ( اعترافات سكراااااااااااااااااااااااان ) بقلم الأستاذ الشاعر باسم عبد الكريم الفضلي
نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم
76129
النصوص الأكثر قراءة اليوم
-
وامحمداه باق مع الأيام والأعوامِ فأنا أراه على الدوام أمامي . هو رحمة الله النبي المصطفى زين الورى بجماله البسامِ . في جنح ليل با...
-
نسيئةُ الحروف نسيئةُ الحروفِ في أهلّةِ المعاني، دبيبُ الكلام ِ في رعشةِ التغافلِ.. للمخارقِ سيوف ٌ وللمطالعِ ورْدٌ. مواقدٌ للثلجِ وللجحيمِ ا...
-
{ نبوءاتِ طائرِ النار / نبوءةُ المطر } تبختري فوقَ أنفاسِ غدي ....................... أنينا فلقد نسيتُ ...................... حسابَ ما...
-
بحث لنص امنحيني مطرَ الدّفء / للشاعر الأستاذ شلال عنوز _ قراءة للمعادل الوجداني المعنوي لرموز ودلالات الطبيعة في النص الحديث /إنعام كمونة ...
-
روابي الشموس —————— بجلالةِ الدليل رأيتُ الشمسَ تخنقُ الدمعَ وتوسوسُ في صدرِ الغصة على أن الصبحَ قريب .. … عجبتُ من شمسٍ لا ترى كيف ...
-
إحساس غريب يهيّمِن عليَّ!! يُشعرني بالضياع وكأنّي لا أنتمي للزمان والمكان .. الدروب التي احْتَضنت خطاي تشعرني بالغربة.. تائهة في طرقات ا...
-
.. عرس الكلمات .. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، أجمع كل برهة كل أغفاءة أسترقها من وسن عيوني أُرَتب الوقت أزينه بالصبر... بالشموع أعد...
-
"بغداد لن تضيع.. بغدادنا في العيون" علي البدر عُيونٌ عُيون في كلِّ شارعٍ وزُقاقٍ ودار هنا يضحكُ النَّهار ويلعبُ الصغار مع أَشرعةِ ...
-
بائعة البخور أطلت أمي من الشباك عند سماعها صوتا عاليًا خارج المنزل . - بخور… بخور…بخور - يا إبنتي اسرعي قبل أن تذهب .. - أين المال؟ - اذهبي...
-
ها أني قد وقفت على ضفافك يا ليلي الطويل أعانق نجوم السماء الملم شتات خيالي لعلي اساهر طيفه بين الاحداق اجلد حلما اغرقني في غفوة السبات ذنبه ...
مجلة نوافير /قــسم الأرشيف
-
◄
2023
(607)
- نوفمبر 2023 (2)
- أكتوبر 2023 (26)
- سبتمبر 2023 (53)
- أغسطس 2023 (114)
- يوليو 2023 (107)
- يونيو 2023 (73)
- مايو 2023 (62)
- أبريل 2023 (36)
- مارس 2023 (56)
- فبراير 2023 (54)
- يناير 2023 (24)
-
◄
2022
(216)
- ديسمبر 2022 (25)
- نوفمبر 2022 (14)
- أكتوبر 2022 (18)
- سبتمبر 2022 (50)
- أغسطس 2022 (13)
- يوليو 2022 (13)
- يونيو 2022 (14)
- مايو 2022 (19)
- أبريل 2022 (7)
- مارس 2022 (2)
- فبراير 2022 (27)
- يناير 2022 (14)
-
◄
2021
(712)
- ديسمبر 2021 (28)
- نوفمبر 2021 (17)
- أكتوبر 2021 (14)
- سبتمبر 2021 (11)
- أغسطس 2021 (21)
- يوليو 2021 (71)
- يونيو 2021 (56)
- مايو 2021 (59)
- أبريل 2021 (104)
- مارس 2021 (69)
- فبراير 2021 (108)
- يناير 2021 (154)
-
◄
2020
(190)
- ديسمبر 2020 (108)
- نوفمبر 2020 (61)
- أكتوبر 2020 (21)
-
◄
2019
(31)
- يناير 2019 (31)
-
▼
2018
(1010)
- ديسمبر 2018 (64)
- نوفمبر 2018 (109)
- أكتوبر 2018 (125)
- سبتمبر 2018 (68)
- أغسطس 2018 (21)
- يوليو 2018 (73)
- يونيو 2018 (68)
- مايو 2018 (98)
- أبريل 2018 (146)
- مارس 2018 (124)
- فبراير 2018 (108)
- يناير 2018 (6)
-
◄
2017
(785)
- ديسمبر 2017 (97)
- نوفمبر 2017 (5)
- أكتوبر 2017 (93)
- سبتمبر 2017 (79)
- أغسطس 2017 (173)
- يوليو 2017 (142)
- يونيو 2017 (140)
- مايو 2017 (56)
اخر المشاركات على موقعنا
بحث هذه المدونة الإلكترونية

مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم
أحدث التعليقات
Translate
من نحن
نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018
تنوية
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق