أخيط والمفتگات هواي
مغشوش ومخيطي الغشاني
فرحان ازرع بالورد شتلات
لمن طلع حاصود اله متاني
==============
مهدي سهم الربيعي
القراءة
لايبدل الابداع إهابَه ، وان ابدل لسانه وخطابَه ، فجاءنا بحرف فصيح ، او دارج مليح ، يبقى نابضاً بما استوطن اغوار ذات الشاعر من ادوات البوح الخلاقة للدلالات المضمخة بعمق المعاني ، وقوة الايحائية المعبِّرة عن بعيد المقاصد ، وفي هذه النتفة الشعرية الشعبية ، المكثفة الدلالة حتى قاربت ان تكون ومضةً ، نجد التقابلات التالية :
ـ اخيط / المفتگات إهواي
فدلالة الاشارة (اخيط ) : ارفأ وارتق ، وهذان متضامان تعارضياً مع خرق و فتق ، الخارجيا الفاعل ، اي ان من سببهما لابد ان يكون من خارج دائرة محبي الشاعر او مقربيه ، لذا يقوم بفعل ( الخياطة ) لازالة اثراً سيئا ، غير مقبولٍ ، لحقه منهم ، وهذا يقابل المحب ( اهواي ) ،
ـ مغشوش / مخيطي الغشاني : حيث كانت اداة الرتق ( مخيطي ) المفترض به ازالة الاثر السئ ، المنوه عنه اعلاه ، هو علة الغش / الخداع .
والمسكوت عنه هنا : عدم اتمام فعل الرتق.
ـ فرحان ازرع / حاصود اله متاني : فالمفروغ منه وفق القاعدة الجدلية
( السبب / النتيجة ) ، ان الزارع / المسبب ، هو من يحصد / قطف نتيجة فعله ( الثمار) ، الا اننا نجد كسراً لهذه القاعدة ، فقد كان هناك ( حاصود اله متناني ) هذه التقابلات جعلت النص ذا بنية لغوية متوترة ، شدت اركانه فنياً ، و( لغمته ) دلالياً بالمتناقضات التي رفعته الى مصاف خطابات الحكمة والدعوة للتأمل في حقيقة العلاقات الجمعية المتضادة المعاني ، المتضادة الافعال والنتائج ،التي باتت تسود واقع الحياة اليوم .
مامر تحليله يدل على عمق شاعرية الشاعر ، الذي اكد حضوره في ميادين الحرف المبدع أنّى كان لبوسه .
باسم عبد الكريم العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق