وبالأسحار هم يستغفرون
من كتاب العب عالميا
لسياده العزومي سقراطة الشرق
عضو اتحاد الكتاب
#اذا لم تكن إنسانا انصحك لا تقرأ لي سقراطة****
الميراث
أوشك النهار على الانتهاء كعمر الأرملة العجوز، التي تسكن إحدى المدن الكبرى في الحارة القديمة، تبدو ملامح البيوت أنها مبنية من الصخور أو من الطوب الحراري السميك، من السقف تقترب الأبواب تروي حكايتها في كبرياء عبر الزمان، الجدران مجرى شقوق،
وصفحات سجل المشتركين في هيئة الاتصالات، الطلاء متساقط رسم أشكالا كما يحلو لك أن تتخيل، الدرج أمام البيوت معظمه للنزول لبلوغ حال البيت وأهله والأسقف من الخشب وقضبان السكك الحديدية،
تعيش الأرملة العجوز وابنتاها في بيتها القديم بعدما تنازل لها زوجها عنه قبل رحيله خوفا أن يشاركهن أشقاءه في الميراث، شدت الوثوق على جيدها وأحسنت تربية البنتين على قدر ثقافتها وطموحها، ورغم غلاء المعيشة وارتفاع المهور سلكت دروب الشراء بالأجل وزوجت ابنتيها، ولت الأيام وولى عمر الأرملة سرقت الحياة البنتين وزوجتك وانشغلت كل منهما ببيتها وزوجها وأولادها، تسلك الذاكرة طريق العودة بالسؤال عن أمهما العجوز خاصة عند الحاجة أو في المواسم والأعياد لأخذ العيدية تعيش العجوز البدينة حياة الحاجة والوحدة عانت الكثير وخاصة عندما أصابها انفلونزا العصر سرطان الثدي، لم تسأم العجوز من العلاج الكيماوي بقدر سأمها من النوم في المستشفيات العامة التى باتت مصدر وباء يصيب صحيح البنية دائما تتمتم مع قائلة :
-البكاء مؤلم على المستشفيات، رائحة المرض واضحة للأعمى، لقد وهنت واضمحل عطاؤها ولم يعد فيها إلا من هو مثلها، لا يدخلها سقيم أو صحيح إلا ورسم له طريق وباب واحد يخرج منه إلى المقبرة، تقتل الحياة في النفوس،
زرعوها بأزهار باهتة مجهولة الهوية بأعشاب ليس لها معني ولا لون ولا رائحة، جددوا الجدران وخانهم المقاول فمازالت تتصدع، جددوا الأسرة وتناسوا النائم عليها وأن العدالة والراحة النفسية هي شفاء الحياة يتعاملون معنا كأننا عبئ ثقيل عليهم لا يشعرون بنا ولا يتألمون لألآمنا، إنهم ضجروا منا، مثلما ضجرنا من الفساد، ملاك الرحمة قاسي لا رحمة في تقديم الخدمات، يدعون علينا أن يقبض الله أروحنا ويرحهن منا، والأطباء ابتسامة صاخبة تتراقص على شفاهم مملؤة بأعباء الحياة يكتبون العلاج للمرضى ومطامع النفس تجذبهم لكتابة نوع معين من الدواء ليجدوا آخر الشهر من شركات الأدوية ما يكمل رواتبهم، المستشفى مدرسة مرضاها تلاميذ الدروس الخصوصية في فترة الراحة، العاملات قيادات قبحتهن البدانة يتمايلن يمينا ويسارا عند العرج ثقلت جيوبهم من عرق المرضى، وجبة فسيخ لمريض الفشل الكلوي تساوي الكثير وما أكثر الواردات المشبوهة حينما يتفشى الوهن، مثلهم مثل موظف المحكمة أو أي كادر وظيفي في أي هيئة لا يتقاضى إلا العملة الثقيلة وحبذا لو كان دولار وبالدولار تباع الأوطان عند بعضهم، القضية لم يتغير إلا ابن آدم يلهث وراء مطامع الحياة ظنا منه أنه سوف يفوز، أنا لا أكره المؤسسات أنا أكره الفساد المسيطر عليها وإن عبرت عن رأي اعتقلوني فيها أو قتلوني وما أصعب على المواطن أن يكون الوطن سجن له، أنا أعلن أنا أعشق وطني، لكن العاملين عليه هم من يبغضوني
فماذا يفعلون لو رحل الجميع، المدرسة هي المطافي هي المحاكم والمعلم هو الطبيب هو المحامي هو الفلاح هو العامل هناك شئ خطأ في الإدارة، أم أنا عجوز بدينة بائسة ملأ جنون الوحدة فكري القانون يستثنى العجوز من المحاكمة أما الشباب لا رأي لهم حتى بلوغ المشيب،....
مازلت أكتب لكم
وسأظل بإذن الله أكتب لكم
لنضع بصمتنا معا على وجه هذه الحياة
دمتم بخير أحبتي
سياده /سقراطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق