في حضرةِ الموت ،
تسكتُ التوابيت ، ترقصُ الاكفان ، ترتعشُ الاصواتُ بلحنِ الخلود ، سيرةُ الموجِ لن تكسرها الضفة ، كلّما ابيّض لسانه ، كان الزَبدُ يتوعد فالوعدُ مخيف ، صخبُ الرمالِ يمزقُ فساتينَ المحار ليلتقط نفساً من وعورةِ الألوان قد تقشعرُ جلودُ الحواسِ وتشعرُ بالملّلِ من شدةِ التكرار .. ..
لا تنتظريني بعد ، كتبتها أبان الحرب الأخيرة ،
أحتفظُ بصورتكِ في باطنِ خوذتي خوفاً عليها من رجفةِ قلبي
حينما تصيبني طلقةُ القناص ، تركتُ لكِ قرصَ الهوية … هناك
لدى أطرافِ المدينةِ فأغرسيها عند ناصيةِ النهر .. ..
منذ ألفِ سطرٍ ما عادت قصيدتي بحجمِ الوطن كي تغطيه ، ولا بحلاوةِ التراب تكتفي منه، أنت يا منْ سارَ بكَ أبي إلى نقطةِ البداية ،
أتخذتُ أمي مكاناً قصياً وتوحمت من تمركَ التفت إليها كي ترسمك.. ..
إلى كلّ الذين ينظرون إلى رفاتي ، ما زلت أتعامل بقلبي القديم
مع الجمادِ والأحياءِ فليس في كفني غير جسدي واحساسٍ خامد .. ..
عجبت من غيمةٍ حينما تمرّ في سماءِ بلادي تغسل وجهها بحسرة الأولاد ، يتكور الدمعُ مطرا ينام على دجلة وفرات .. ..
~~~~~~~
عبدالزهرة خالد
البصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق