كانت تتربع وسط دائرة نسجتها فساتين بنات في ربيع حياتهن لم تكن صاحبة الفستان الأجمل و لا الحلي الباهض و لم تكن الأطول و إنما كانت الأضعف في قرارة نفسها ، و الأقوى أمامهن جميعا ، تجلس بينهن مستقيمة الظهر ، توسطته ظفيرة طويلة تصل لأسفل خصرها ، تغطي بأطراف فستانها بعض ملامحها الفاتنة، تصوب نظراتها نحونهن ، نظرات ثابتة موزونة بينما علت ضحكات الجميع و تزاحمت أصواتهن بينما كانت الفائزة بصمتها ، برقتها و بأنوثتها الطاغية و ببرائتها التي لونت ملامح وجهها بأزهى ألوان الربيع ، يخيل للناظر لها أنها فتاة تجلت فيها جمال المواصفات ، تقف و هي تسند جسدها الهزيل على يديها شامخة تتحدى الجميع ، و بالأخص ذاتها تصرخ بأعلى صوتها ثم تبكي لتحول تلك الفوضى لهدوء تام تحت ذهول الحاضرين ،تواصل النحيب فيعزيها الكحل المتدفق تحت عينيها ، ثم تدور حول مركزها مرارا و تكرارا تتذكر أيام طفولتها حين تهتز الأرض تحت رجليها و ها هي تعيش الأحداث من جديد تسقط أرضا و هي تقهقه ثم تفك ضفائرها و هي تغني أغنية لفيروز العشق و الألحان ، ليس بها جنة و ليس مذهوب بها كل ما في الأمر أنها فعلت ما تريده بلا قيود ... كل ما في الأمر أنها لقبت بذات الجميع حين تتمرد .
#ساعد_نور_الهدى
#الجزائر_تيارت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق