...................
حينَ عانقني همسُ النوافذِ المطلّةِ علىٰ الضفاف سرى دفءٌ غامرٌ في الروحِ رحتُ ألوّنُ بنسائمها رمادَ المداخنِ الساكنِ في السلالِ المعتّقةِ بنبيذ المراكبِ السارية عبرَ الظلال وقفتُ شاخصاً أنحتُ الفجرَ بصخرِ الشغفِ أتسلّقُ بينَ أمواجِ شواطِئ الغربةِ علىٰ طولِ المَدىٰ لا كلل في المسيرِ ولا تماهل في طيِّ المنازل أتهاوىٰ في دروبِ الذُهولِ كعصفٍ عبثتْ بهِ الريحُ وركلتهُ الزفراتُ تلتقطني مَحَارةُ الشروقِ علىٰ سعيرٍ ذَوَى باحتراقِ المشاعل في طريقِ النُورِ بَعيداً عَنْ سطوةِ الظروفِ وظلامِها القاهرِ ليسَ لأجراسِ القهرِ من سكون ما دامَ دفقُ الوتين ينبضُ بالعروقِ تأخذُني المفارقاتُ إلىٰ جزرِ اللاعودة بينمَا أقُومُ أنا بلعبةِ حَرْفِ المساراتِ الشواطِئ مرحنا النزِق حينَ يغادرُ حزمَةَ الرسائِلِ المربُوطةِ بشريطٍ أحمَر للذكَرى .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق