الأستاذ علاء الدين الحمداني الحمداني
شكري و امتناني على الاهتمام و النشر
منعطفات النشيد
البشير عبيد
قبل ذهاب الفتى الى البساتين
حاملا الدفتر المدرسي
و دهشة الرؤيا
صار المكان القصي المشتهى
ملاذا لفتيان الضواحي
ربما نسيت إمرأة النور
معطفها الرمادي و ذاكرة التجلي
حين باغت لصوص المدينة
آخر ما تبقى من كيان عتيق تداعى
و نامت على شرفاته طيور الشمال
لم تكن ورقات الفتى مكتوبة بالحبر الذهبي
بل كتبتها اصابع الولد الآتي من بعيد
هنا ذاكرة الروح
نوافذ الضوء المتناثر في الأعالي
اقوام تبحث عن الذوات في الشتات
في المدن العتيقة تباغتنا الأصوات
و آهات أولاد الشوارع
كم من زقاق ضاعت فيها الخطى
و صار الصوت بعيدا عن الأسوار
للنشيد الذي تطلقه الحناجر
مباهج و اقواس
كلام ذهبي لا يهاب الرياح
فتيان الضواحي يرفعون اللافتات
قبيل مرور الكرنفال
سريعا تمر القوافل
و لا أحد يقرا البيان العنيد:
منفتح جسد الفتى على كل الجهات
مرتبك شيخ القبيلة
مقتصد سيد البلاد في الكلام
للمدن التي باغتها الخراب طقوس
و حكايا
لم تكن في الأقاصي رياح لواقح
كان المكان المشتهى فاتحا ذراعيه
للعابرين
كثير من الأوسمة على الطاولة
و الأقنعة سيدة المشهد
لفتيان الضواحي طقوس و مباهج
و اخضرار الروح حين تلمس الأصابع
ورقات الإنكسار
هنا كانوا يلعنون السراب
و الحريق الذاهب إلى الأقاصي
تنامى في الفيافي
و صارت ذاكرة الأقاليم شظايا
الواهمون هنا
و المخادعون في الضفة الأخرى
لم تكن ورقات العابرين
هي البوصلة
بل صيحات الخارجين من النفق
وصايا الأمهات الشاحبات
مرايا القرى المنسية
حكايا الأجداد للاحفاد
للنشيد منعطفات و حبر ذهبي
للامكنة القصية عشاق قدامى
للبيوت المتاخمة للجسر العتيق
نساء حالمات
أولاد لا يخافون من النفق الطويل
رجال لا يعرفون الأوسمة
و القناع
في الساحات ترفع الرايات قبل الغروب
بعيدا عن ورق الانكسار
قريباً من بهاء السؤال:
لماذا صرنا فرادى بعد أن كنا جماعات
نتباهى باخضرار الروح
و انفتاح المكان القصي على الذاكرة...؟
تونس - 28 اكتوبر 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق