************************************************
قال دكتور متخصص في مقارنة الأديان: (الانسان العربي جاء في بيئة ثقافية معينة تسيطر عليها السذاجة المعرفية العلمية في تفسير الطبيعة والثقافة الكتابية الصادرة الصادرة من الكتاب المقدس). والذي يبدو أن العبارة مضطربة وغير واضحة المقاصد في تراكيبها والكلمات المبهمة الدلالة مثل (معينة) و(سذاجة معرفية علمية) و (ثقافة كتابية ) و(صادرة) .
قبل أن انتقد هذه العبارة التي ليس لها دليل أو مستند بل جميع الدلائل تشير إلى غير ذلك .
أود أن اوضح بعض النقاط التي ينضبط من خلالها الكلام لكي يعبر عن حقيقة ثابتة ومشاهدة في واقع الحياة،
وبذلك تكون المسائل الخبرية بمنزلة المسائل العلمية، ويتفرع على ذلك ان منها القطعي لثبوت الدلائل التي تشير اليه ومنها الضني لأنه يدل على صدق الخبر بالاعتماد على خفة الضبط في نقل الدلائل .
والألفاظ تنقسم في دلالتها على المعاني الى عدة أقسام كما هو معروف في اللسان العربي الفصيح وان منها ما هو ضعيف أو مشكوك فيه أو متروك الاستعمال.
واذا ما ذهبنا إلى كتب مصطلح الحديث سنجد ضوابط المصطلحات النقلية وحدودها في غاية الاتقان وعلى أعلى درجة من درجات الضبط في النقل عن الثقات.
وقد وردت اوصاف الكاتب والأديب في كتب الأدب في مواضع كثيرة ، ومن هذه الاوصاف :
- ينبغي أن يكون الكاتب من ذوي الثبوت.
- سليم الطباع
- خبيرا بالاوضاع
- صحيح الاعتقاد
- بعيدا عن الانتقاد
- متناسب الأدوات
- لا يتشكك في حقيقة ولا يرتاب .
ويكون على جانب من المعرفة بمختلف العلوم ، ويوفي في الكلام مقاصدة ولا يلف تلفيفا فيكون كلامه هذرا أو قعاقع ما تحتها طائل .
والمعنى المنشود هو معرفة أحوال اللفظ العربي التي يطابق بها مقتضى الحال ، وان كان هذا التعريف مرجعه إلى علم المعاني ولكن لو طبقناه على كثير من المقولات لتبين لنا من خلاله صدق هذه المقولات من عدمها.
ولو درس هذا الدكتور كتب الأدب العربي الجامعة مثل الكامل في اللغة والأدب والأمالي للقالي وشرح المعلقات والعقد الفريد وعيون الاخبار وطبقات فحول الشعراء وادب الكاتب وفقه اللغة واصلاح المنطق ، وانا اذكر هنا أهم الكتب التي ينبغي لكل اديب وشاعر وكاتب ومتخصص في علوم القرآن ان تكون في متناول يده لعظيم أهميتها .
لو اطلع عليها وتصفحها لعلم كيف كان الأدباء والفلاسفة العرب في العصر الجاهلي يتعاملون مع الطبيعة. وعرف أيضا من الذي الف كتبا في السماء وما فيها من بروج وفي النجوم وموقعها وكتب الأنواء والرياح والمطر وغير ذلك . ولعرف ايضا من هو امية بن ابي الصلت وقس بن ساعدة وغيرهم كثير .
والا كيف جاء الخطاب القرآني من الباري عز وجل عن هذه الأشياء وكيف دعا الانسان للتأمل في كل ما يحيط به في هذا الكون الفسيح.
والشواهد كثيرة جدا في دواوين الشعر الجاهلي وفي الكتب التي ذكرتها وغيرها من البحوث في هذا المجال .
علي محمد العبيدي
كاتب وباحث
1/7/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق