جاسم العبيدي
كاذب
دلك الزمن الذي احتواني
احرق أوراق طفولتي
شمر ساعديه على كتفي كهولتي
البسني ثيابا من جحيم رمضائه
حرك في داخلي أمان لم تتسع لملء ذاكرتي
بتلك الحروف التي زحزحت مخارج كلماتي
حين أخرجتني من هبوب العاصفة
أدخلتني بواطن موروثاته بمسبوقات علومه
فصارت قصائدي حروفا مبعثرة في أديمه
رئة هواء مثقوبة سحبتني إلى حيث لا يتسع لي المكان
قصائد منهكة أرهقتني
تذرف دموعا حارة كنيران ملتهبة
تلك القصيدة التي أشعلت أوراقي لهبا
لم تبق لي أي حلم للطفولة
ولم تعد تموسق حنجرتي
لحداء ابل العشيرة
ناي أبكى صبابتي بأنينه
فلم اعد أصلح لزمن أرعبني رعد شتائه
واحرقني هجير صيفه
لا سهاد لي في الحلم ولا أحلام لي في الطفولة
السنوات تعبرني بأيام غاضبه
ولا أقدام تعبر ممراتي
قوست ظهري عوائق الزمن
فاحنت كتفي على ظلوعي
وها أنا انتظر طرقات خطواتي
لكنها عبرتني وسط زحام المارة
عبرت وجهي ولم تعبا بي
غرست أناملها في مفاصل وجهي
أغرقتني في لجة من الحزن
باعت صباي واستباحت كهولتي
بلاءات التعسف والأسى
ظلها ذاك الذي مسح كل ايامي
واستهجن غربتي
استبق أقدامي إلى النهايات
صار لهذا الجسد صهيل فرس جامح
اخترقتني
كرصاصة طائشة في القلب
وأنا أترنح مضطجعا على أديم قصائدي
وحين عانقني صوت الرصاصة
شعرت أنها ترسم موعدا آخر لحزني
وحين داعب هولها اشراقة شمسي
أخرجت من خاصرتي وجع كلماتي
الليلة كتمت أنفاسي
لا حنين يربطني بما مضى
ولا شيء يعيد لي حلما كان يراود فكري
أي وجع داك الذي يراود تلك القصيدة
كل ما اذكره
انه ذلك الزمن الذي احتواني
ووهبني شبابا ضيعته سنوات الصبا
وكهولة ضيعتني
بين حداء الإبل وطقوس العشيرة
من يهب لي صباي
ويذيب في داخلي حداء الطفولة
من ؟؟؟؟؟
وانا جسد ألقته الأيام بين الحابل والنابل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق