_______________
ذلكَ الهَوَى
المَشحونُ بذاكرةِ الوَردْ،
لا التَّرَفُ الغاصِبُ
لذيَّاكَ العِطرْْ،
حَملني قطرةً قطرةْ،
على أجنحةِ النَّدى.
وأمَّا الصَهيلُِ فيَعلوْ،
ثمَّ يُدَوِّي لسَحائبَ
أَبَتْ مُزنُ غَرامِها
إِلَّا الهطولَ
على ضِلعِ روحِي كالمطرْ،
فخلعْتُ ثوبَ أَشواكِي
عندَ أوَّلِ قبلةْ،
مِن
ثغرِ آبْ،
وقدِ التَهبَ
العِشقُ نورًا
في الشَّرايين.
ما أَروعَهُ إذْ يطبَعُها
بجنونْ،
لا بَل ينحَتُها بِمهارةْ،
كحروفٍ مِسمَاريَّةٍ
على جبينِ الصَّباحاتْ،
لِصيفِيَ المُتمرِّدِ
على تقاليدِ الحُبّْ،
صيفيَ الهارِبِ
من أعرافِ الفُصولْ!
أتراهُ طَرِبَ وَانتَشَى
إِذْ سَمِعَ "فَيروزَ "تغنِّيهْ:
"صيِّفْ ياصيفْ عَ جبهةْ حَبيبي..."؟
فكيفَ سأتسكَّعْ بعدَ ذلكَ
في أزقَّةِ نهاراتهْ؟
وكيفَ سأحرسُ
مُهَجَ خمائِلِي
من حُمَّى تَوَقُّدِهْ؟
هل أَمضِي وجبةً شهيَّةْ،
تتناهَبُني أفواهُ الحُبِّ
بعدَ طولِ صِيامْ،
أم أقنطُ حبيسةَ قفصِ
قلبيّ المُعنَّى،
مسحوقَةَ الرِّيشِ
مَهيضَةَ الجناحْ؟
لا غَروَ أنِّني سقطْتُ
فريسةَ الحيرَةْ،
ومِغزلِي تاهَت خُطاهْ،
وتلاشَت خيوطُهْ.
نازك مسُّوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق