موسوعة المبدعين
القاص الروائي/صالح خلفاوي#20
دار أمل الجديد /سوريا
2017.. .سرديات نخلة
النص
النورس
-------
صالح جبار خلفاوي
حين تصيب شظية التفكير .. نورس يطلق جناحيه للهواء ..يكون الرجع أنزواء في محارة الانحسار .. قبل ساعة من الان أكتشف عطر نخلة الدار لما حملت أعذاقها بالرطب .. ربما أيقن أن من يبثه الرسائل ..عالم من زخرف لم يألفه ..لكنها الحقيقة تتمرى على سطح شاشته الزرقاء ..
الفتاة السمراء القادمة من تلك المدينة الساحلية .. تزرع في جوفه شهقة أمل لاتكترث للاوجاع ..وما بين رصافة (علي بن الجهم ) وجسر الجمهورية المتدلي نحو حافة المنطقة الخضراء ..نوارس لاحصر لها ..
تتنازعه المدينة بطرفيها ..لكنه يهفو الى سعف نخلة في مكان قصي ..يشعر بأنه مكانه الأثير ..فيه صدر يخفي معالم شوقه بسر خافق بين الضلوع ..
تدق ساعة الجدار معلنة بدأ المساء ..يتابع التلفاز تستهويه قنوات تعرض غابات مكتظة بشجر باسق والى الشرق منها مسطحات مائية .. تسبح فوقها طيور النوارس ..
يراوده حلم الطيران .. نحو أفاقه الحالمة بلقاء يجتث من سقف روحه وجع يتمرى مثل خاطرة لاتغادر الذاكرة ..
ترى هل تفكر مثله ؟ هل تعشق الطيران ..فوق سفح جبل يغطي بظله سواحل بحر ممتد الى اقاصي رغبتها العارمة في النفاذ .. الشمس حين تشرق هناك تحوي ملايين الطيور البيضاء .. صوتها الزاعق يثير الخيال .. شوارع مدينتها الغارقة بالحذر تتأوه من فرط اللهاث ..بانتظار الفرج الذي يجيء ولا يجيء .. مدن ادمنت الخراب ..
فيما تظل ظلال الجسور في مدينته تنتظر شرنقة اللقاء .. يبقى مكبا وجهه نحو أفق يشتعل بالحمرة ..يلامس رغبة نداء بعيد .. ويصرخ بفزع : تعالي .. تعا.. ل ..ي ..
الساعة حين يغازل القمر دورته الاخيرة ..يكون المحاق قد أنقضى .. وتكون هي أقرب أليه من بحة صوته المجهد من فرط النداء ..بينما صوت أخر طير من النوارس يغادر الى عشه يسمع من بعيد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق