دراسة ذرائعية // بقلم الأستاذ عبد الرحمن الصوفي

. . ليست هناك تعليقات:

دراسة ذرائعية أحادية المدخل في ديوان ( لا تصدقي الكمنجات )                     الشاعر ( أحمد بوحويطا أبو فيروز)
      عنوان الدراسة المستقطعة : الاحتمالات المتحركات في ( لا تصدقي الكمنجات )
الدراسة الذرائعية من إعداد : الصوفي عبدا لرحمان / المغرب

               مقدمة

لقد أصبح التداخل بين الأجناس الأدبية سيمة العصر الحديث ، خاصة بعد التحولات الكبيرة التي عرفها فضاء الإبداع العربي على مستوى كتابة النص وقراءته منذ عقود ، وقد ظلت هذه التحولات محط سؤال عريض ، فأفضت الإجابة عنه إلى مقاربات تتفاوت في منظورها ومنهجا ، ومع ذلك ، فإن مجال الدراسات الأدبية والنقدية ما زالت تكتنفهما الكثير من الغموض المفاهيمي ، وخاصة حين يتعلق الأمر بتصنيف الإبداع الأدبي ، وهذا يرجع بالدرجة الأولى إلى التقاطع بين الأجناس الأدبية ونظرية الأدب ، من ناحية وبين الأجناس وتحليل الخطاب من ناحية ثانية ، وهوما يجعل تداخل الأجناس مسألة في غاية التعقيد . إن التداخل بين الشعري والسردي يعكس تحولا كبيرا في الأدب العربي عموما والمغربي خصوصا ، مما يستدعي  الوقوف على أبعاده المتعددة المختلفة .
إن المتأمل للمنهاج الشعري العربي الزاخر بالتجارب الشعرية،  والتي كانت لها مساهمات كبيرة في تطوره ، و في انفتاحه على مقومات أسلوبية أثرت الخطاب الشعري ، بل إنها أبعدت النص الشعري عن روح الخطابة الغنائية الفجة إلى روح الاحتفاء بصوت النص في تعالق مع الذات التي يمنحها السرد إمكانية هائلة للتعبير عن الرؤية الشعرية .

                توطئة

سنقوم بدراسة  ذرائعية مستقطعة أي أحادية المدخل لديوان ( لا تصدقي الكمنجات ) ،  ومدخل الدراسة هو (الاحتمالات المتحركة في النصوص شكلا ومضمونا) ، وهو واحد من مداخل النظرية الذرائعية في التطبيق المتعددة المداخل ، وهذه المداخل هي  ( المدخل البصري – المدخل السلوكي الاستفزازي – المدخل الاستنباطي أو التقمصي – المدخل اللساني – المدخل العقلاني أو التناص – البؤرة التابثة أو الاستاتيكية في النصوص – الاحتمالات المتحركة أو ديناميكية النصوص – الخلقية الأخلاقية للنصوص – التقييم الرقمي الساند ) .
لا يعني هذا أنه خلال غوصنا سنهمل  المداخل الأخرى ، بل هي أدوات من أدوات الغوص التي لا ينبغي إغفالها أو التخلي عنها . حاضرة معنا بقوة تنير لنا طريق دراسة الديوان بمدخل ( الاحتمالات المتحركة في النصوص شكلا ومضمونا ) .
التجأت لدراسة الديوان بمدخل واحد حتى لا أرهق القارئ في قراءة دراسة قد تمتد لأكثر من أربعين  صفحة .

          ( الاحتمالات المتحركة في النصوص شكلا ومضمونا )

يقول الدكتور عبدا لرزاق عودة الغالبي في كتابه (الذرائعية في التطبيق ) : (من تلك المحطة - أي الاحتمالات المتحركة في النص – ينطلق الناقد المتبصر بمجريات النص الداخلية وملاحقة حلقات الأفكار المتصلة فيما بينها بالتحليل ، واللهاث خلف الدلالات والرموز والأفكار المتعاقبة والمكملة لبعضها . فيسلك سلوك صياد اللؤلؤ ، كلما غاص عميقا كان صيده وفيرا ودسما ...)
نبدأ الغوص في نصوص الديوان طالبين الله تعالى العون والسداد .
النهي في عنوان الديوان ( لا تصدقي الكمنجات ) هو من المعاني والأساليب التي لا يستغني عنها الكلام ، والنهي لغة ضد الأمر ، للنهي في اللغة العربية أداة واحدة وهي جازمة وتختص بالدخول على الفعل المضارع ، فتقيد جزمه سواء كان المخاطب حاضرا وغائبا ، والنهي من المبادئ العقلية المنطقية المشتملة على
ما يلي:
مكون التماثل : ويقوم بناؤه من خلال إجراء مقارنة بين شيئين إما حاضرين معا أو حاضر وغائب ، وغايته الرقي بذوق القارئ لفهم الشعر ، والشاعر بدوره يرفض النزول إلى الابتذال والبساطة .
مكون الاحتمال والتوقع : نتوقع فيه شيئا مستقبلا بناء على معطيات متوفرة في الحاضر ، وهذا من بين الأسباب التي أدت بالشاعر إلى تكسير الحدود بين السردي والشعري ، والعلامة الدالة على هذا المبدأ حضور حرف السين الدال على المستقبل في معظم قصائد الديوان .
مكون الافتراض : لقد أوجد الشاعر علاقة مفترضة بين متغيرين يتبع أحدهما الآخر، مستقل عنه ومؤثر فيه ، على اعتقاد أنه كلما ازداد الوضوح في الشعر قل تذوقه ونقده .
مكون التبديل : تطرح قصائد الديوان بديلين يكون أحدهما مؤديا إلى نتيجة معينة ، أي إما الاجتهاد والنجاح أو الاستكانة فالفشل .
مكون التضمين : وبما إن الشعر الحديث يوظف الرموز والأسطورة فمن ألطبعي أن يكون غامضا ، فظاهرة الغموض أعم وأشمل من ظاهرة الرمز والأسطورة ففي الكون الكثير من الأشياء الغامضة .
ما علاقة الخيال بالواقع ؟ ما دور العاطفة في اشتغالها على ملكة التخيل ؟ هل يعني الخيال الحضور أم الغياب ؟ ألا يمكن أن يصبح  الخيال ملكة غير متحكم فيها ؟ وإلى أي حد يمكن استعمال الخيال لإنتاج الشعر والأدب عموما ؟
كل هذه المكونات السالفة الذكر هي الأدوات والوسائل التي تصاحبنا في غوصنا في نصوص الديوان .

يقول الشاعر (أحمد أبو فيروز ) في ديوانه ( لا تصدقي  الكمنجات ) في قصيدة ( ولو في الخيال )

ولو في الخيال ...
خذ مفاتيح جسدي
ترضعك موجتي ملحها
وكن لي عرابا جذابا
يفسح للخريف تدبير مهنته
لكي يلطف مناخ عينيك
لا يؤديها سوء ظنك بالهديل
أتبخر فيك كاملة
ولو في الخيال .

الإنسان في هذا الكون هو سيد الأبعاد بقدرته إدراك واكتشاف العالم الواقعي المحيط به ، والإدراك لا يرتبط بالحواس فقط ، بل له علاقة مرتبطة بالأشياء وتمكين الذاكرة من استعادة الماضي كماضي ، وظيفته نفسية تسترده في حدود فترة زمنية محددة ، وبخيال متوجه نحو المستقبل ، متحررة من الواقع وحاجاته الملحة لخلق عالم من خلال إبداع  حمل رؤيا ومعاناة وأحلام . إن الأشكال العليا للخيال تعبر عن نفسها أفضل تعبير في الابتكار والخلق التي تلعب فيه العاطفة دورا كبيرا .
إن تحصيل ثقافة العصر شرط أساسي لنمو الخيال الخلاق المنتج للإبداع الممتع الرصين . الخيال ليست وظيفته مستقلة جامدة منفصلة عن الشخصية التي يرتبط بها ، له وظيفة ديناميكية فاعلة تعبر عن وعي الإنسان وعن بنيته النفسية .
يقول الشاعر في نفس القصيدة ( ولو في الخيال )

ولو في الخيال ...
كن ما تريد
فأنت حر في خيالك
كن جابيا لضرائب القلب
كن قويا
كالعناكب في بيوتها
كن رعشة تهز عروش السنديان
كن نبيا .

لقد حملت الكثير من قصائد الديوان كلمات متكررة ( الحمام / الهديل ) و ( الحصان / الصهيل ) . الحمام عند العرب أزواع منها الأطواق والفواخت والقمري وساق حر ...ألف البيوت وتحفل به الكثير من الأشعار العربية والآداب العالمية عبر مد العصور، سواء في أغاني الطرب ، أو المواويل ، أو المقطوعات الشعبية الزجلية ، أوالموشحات ... الحمام رمز السلام والعفة ، وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة ، بعد أن طارده الأعداء ، فلجأ مع صديقه إلى غار، وعندما وصل الكفار وجدوا على باب الغار نسيج عنكبوت وقد عششت حمامة عند الغار ، كما أن قصة نوح عليه السلام في الطوفان ورد ذكر الحمام ، وفي الديانة المسيحية فإن الحمامة تمثل الروح القدس الذي يرمز إلى الطهارة والعفة .
ولحمامة أبي فراس الحمداني شأن كبير في أشعاره ، حيث يقول :
أقول وقد ناحت بقربي حمامة      أيا جارتا ، هل تشعرين بحالي ؟
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا    تعالي أقاسمك الهموم تعالي
وقال أبو العلاء المعري في داليته الشهيرة :
غير مجد في ملتي واعتقادي  نوح باك ولا ترنم شاد
أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد

إن ثقافة الإنسان العربي مازالت ترتبط بشكل كبير بالطبيعة العذراء ، فحين تسمع كلمة الحصان أو الجمل أو السلوقي أو الحمام ... ترد إلى ذهن المتلقي تلك الألوان الزاهية ونبرات الأصوات الجميلة ، حيث يسرح الفكر مع أسراب الحمام ويحلق بعيدا ، وهذا يؤكد رغبة الإنسان في التحليق منذ القديم . الشاعر أكثر الناس حساسية ، يحلق دوما عاليا بأفكاره ووجدانه وعاطفته ...رمزية الحيوان أو الطيور متأصلة في التراث الأدبي العربي ، فهي تشاطره أحلامه وأحزانه وفرحه وآلامه ، وهي كذلك ظاهرة في الشعر المعاصر والقصيدة الحديثة ، وسمة مشتركة بين الشعراء ، وعلى مستويات متفاوتة من حيث الرمز البسيط إلى الرمز الأعمق . ومن الملاحظ أن بداية ظهور الرمز تجسدت في بيئة الفلاسفة والصوفية الذين أرادوا لأفكارهم أن تكون حية متحركة ، وقصائد الديوان لم تخرج عن مضمار العمق الفلسفي الذي غلب على الكثير من القصائد .
يقول الشاعر (أحمد بوحويطا أبو فيروز ) في قصيدة ( لا تصدقي الكمنجات )

لا تصدقي خفة دم  الكمنجات حين تضحك
لأمي على ذمتها تراب وزيت وغمام
فنحن كالحجل نحب شمس حزيران
ولا نفسد على الفراشات قيلولتها
نخاف على  ذكريات يحرسها زوج حمام .

جاء النفي مصاحبا لفعل مضارع مجزوم ، تختص بها لا الناهية وتدخل عليه . والصدق يعني مطابقته للواقع ، أما الكذب فيعني عدم مطابقته للواقع . الصدق أنواع عديدة منه : الصدق في القول ، الصدق في النية والإرادة ، الصدق في العمل ، الصدق في الوعد والوفاء به ...وكل هذه المعاني جاءت مصحوبة بنهي ( لا تصدقي الكمنجات ) ، أي طلب التكذيب من ياء المخاطبة التي تنفتح على دلالات ورموز كثيرة ، منها المتعلق بالذاتي ومنها المتعلق بالموضوعي . الكمنجة حسب علم الموسيقى هي آلة وترية ذات قوس ، وهي تحتوي على أربعة أوتار، ويوصف صوتها بالحنان والحزن وهي من أرقى المعازف ذات الصوت الذي يلامس الروح والوجدان ولها القدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية التي يحس بها الإنسان . أمام كل هذه الإغراءات فإن الشاعر طلبه من مخاطبته عدم تصديق الكمنجات التي أصبحت مجرد رمز دال على  الشر المندرج ضمن الصراع الأكبر بين الخير والشر.
حزيران هو الشهر السادس من السنة الميلادية ،  حسب الأسماء السريانية المستعملة في المشرق العربي ، وله علاقة وطيدة بالنكبة والنكسة العربيتين ،
يسمي العرب نكسة 67 ويسميها العدو الصهيوني بحرب الستة أيام ، إنه تاريخ يذكر الإنسان العربي بزرع كيان عنصري احتل الأراضي الفلسطينية ، شهر موجود في اللاشعور الجمعي وحاضر في ذهن المثقف والمبدع العربي . ولحزيران تاريخ سجلته الطبقات المسحوقة بمداد الفخر ضد الطبقة المخزنية المسيطرة  في المغرب ، وتسجل قصيدة (علال تابت ) جزءا منه يقول في قصيدته :

أشهد يا حزيران
في يومك العشرين
وطني أنار الدرب
والنصر مشتعل

في هذه القصيدة سيتم ذكر قائمة شهداء النضال في المغرب من العمال والطلبة والقادة الحزبين ، ورد ذكر ( سعيدة – زروال – دهكون – رحال – مهدي – عمر) ، وكل هذه الأسماء معروفة في تاريخ المغرب ، أو الفترة التي يطلق عليها سنوات النار والحديد أو الجمر والرصاص ، وذكرت في القصيدة مدينة الدار البيضاء والأحداث الأليمة التي عرفتها والتي كان معظم ضحاياها من الفقراء .
النكبة والنكسة العربيتين أضيفت لهما نكبات سجلها التاريخ ، مثل سقوط الأندلس
وحملات الاستعمار الأوروبي الشرسة على البلدان العربية ، ومما خلفته من آثار كارتية على مستلزمات الحياة المختلفة ، وبما أنها نكبات فقد أجدت شرخا في البنى الاجتماعية على كل المستويات ، من الصعب اعتبارها محطات عابرة عبر التاريخ العربي الحديث ، إنها سكنت لا شعوريا معالم الثقافة والفكر والأدب ، وكان وقعها مدويا خاصة على المتطلعين إلى نهضة عربية . والشاعر واحد من المبدعين ، إذ لا يمكن إخراجه عن حلقة الفكر الجمعي الذي يتناسى ولا ينسى  . دعوته صريحة إلى المراجعة والتصحيح ، مع التشريح المؤلم للواقع العربي ، مع نبرة عدم الركوع والاستسلام .

يقول الشاعر محمد الماغوط في قصيدته ( بعد تفكير طويل )

قولوا لوطني الصغير الجارح كالنمر
إنني أرفع سبابتي كتلميذ
طالبا الموت أو الرحيل
     ولكن
لي بذمته بضعة أناشيد عتيقة
من أيام الطفولة
وأريدها الآن .

إن اختلاف الشعراء في نظرهم إلى النكسة القطرية أو العربية ، أو إلى أي حدث اجتماعي أو سياسي آخر لا ينفي أن يكون الهدف والمبتغى واحد ، ويبدوا أن العالم العربي لا يمثل استثناء من حيث استقرار الفرد النفسي والاجتماعي ، أو من حيث علاقة الفرد بالمنظومة السياسية والاجتماعية .

يقول الشاعر ( أحمد بوحويطا أبو فيروز ) في قصيدة ( أنا أغبط طيور البجع )

لكن السجن أحب إلي فيهما من عطر ليمونة
يتبعني ويتبعني
وأنتما تتشدقان بالحب
أن يوسف مر بالقرب مني كنز الأنوثة
لكنني لم ألتفت
وأنتما تحضان إخوتي ضدي 
فما ذنبي يا أبي
أن أزور بإذنهما غياهب الجب .

لقد استلهم العديد من الشعراء قصة يوسف عليه السلام كتناص خفي في أشعارهم ، عن طريق المخيلة التي توازي القصة من حيت المعاناة مع الشر ، كما جاء في القصة عداء الإخوة مسكونة بالحسد(إخوة يوسف )  ، والخيانة الزوجية ( زوجة العزيز ) والتآمر على الآخر( السجن ) .
الشاعر التجأ في القصيدة ل (يوسف ) للتعبير عن تجربة معاصرة ، ولرمزية القناع في الشعر الحديث  شأن عظيم ، فعلاقة القناع بالرمز علاقة الجزء من الكل والخاص بالعام ، وقد اتخذ الشاعر يوسف للتعبير عن ذاتيه الفردية والجماعية ، برؤية قائمة على التفاعلية الإنجازية من خلال أفعال القصيدة .
يقول الشاعر أبو فيروز في قصيدة (من هو ؟ )
بألف مجداف ...
طائر أسطوري بلا أجنحة
هو من يجعل خوفك أزرق
وقلبك أحمق
يختزل الإعصار في قطرة .
خلف كل لغة شعرية طبقة من الإشارات والرموز الأسطورية ، بكل ما فيها من تجسيد للأهواء والمشاعر ، تؤثر في نسيج الشعر الداخلي وهيكله العام ، فهناك جدر مشترك بين الحكاية الشعبية والخرافة والأساطير ، وهي جميعا تبعث عن الخيال الخصب الذي يتجاوز الواقع ، ويتخطى حدود الزمان والمكان ، ويمزج بين أحلام الإنسان وما يحس به ، من خلال تصوير مختلف الزوايا النفسية .
في قصائد أخرى أصبحت الأسطورة ملاذ الشاعر لتخطي همومه الذاتية ، محاولا خلق البديل الأكثر إشراقا وجمالا ، فأصبحت النافذة التي يرى من خلالها الشاعر الفرح والتفاؤل ، لأنها تخلق حالة توازن نفسي مع المحيط والمجتمع .

من لا يفهم الشعر ينظر إلى النصوص مجرد كلمات يقرؤها أو يحاورها أو يكتب حولها إنشاء ويسميه نقدا يسيء به إلى نفسه وإلى الأديب ، وكأن النظريات النقدية كان واضعوها حمقى أو مجانين ، بل الأحمق والمجنون من يتخلف عن ركب المعرفة الإنسانية ... النقد علم وليس خربشات تكتب تائهة  . الناقد ينظر إلى الإبداع  ككائن حي القصيدة فيه  تنطق ،  ،  تصرخ ، تبكي ، تغضب  ،تثور،  تهدأ ، تعشق ، تحب ، تكره ، تبتسم ، تضحك ، تحزن ...الناقد يعيش مع الإبداع في كل حالاته ، من أجل استخراج جماليته المضمونية والشكلية .

خاتمة

أتمنى أن أكون وفقت  في الغوص وملاحة الرموز والدلالات ، وهي كنز تزخر بها القصائد في ديوان الشاعر أبو فيروز ( لا تصدقي الكمنجات ) ، وكما سجل على غلاف الديوان ( تجربة شعرية ، كسرت الحدود بين الشعري والسردي بشكل لافت جدا . تقوم رهانات الخطاب هنا على ثنائيات إحداهما تتمركز في حضور صيغة النهي – لا – لتولد الآفاق الأخرى التي تغييبها تكتسي طابعا وجوديا ...لا للنهي نعت سلسلة من الأفراح الكاذبة التي تلبسها بعض حركات الوجود . إن لحظة دق الطبول يترع الكلام على مصراعيه ويباح الكلام ما قد يختصر في جرة كمنجة ...وصوتها مجون في الذاكرة الشعبية . لكنه يخفي وجعا وجوديا .)
        
عبدا لرحمان الصوفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك