رأي شخصي خارج النقد (الشاعر فاضل حاتم) بقلم الاستاذ الشاعر جواد الشلال

. . ليست هناك تعليقات:

فاضل حاتم
.
...
راي شخصي
.
خارح النقد

يهدف النص الأدبي عادة إلى إثارة غبار أسئلة عديدة .. تنبجس من ذات الشاعر ...بعد ان تحتدم بشدة  وكأنها " تسونامي " صغير داخل الذات  الشاعرية المفرطة بالاحساس والثورة على إشكالية  الواقع والسياقات التقليدية لحركة الحياة ... بعض هذه الأسئلة... ترتدي ثوب الوضوح والسطوة المباشرة ..واخرى تبحث عنها في اشتباكات  الانساق المتاحة بين يديك والمتداخلة بذهنك والغرض فك هذا الاشتباك... تحتاج إلى صبر متأني  .. وسعة خيال .. و مراقبة مركزة للمعنى .. واحيانا تكون حذرا حين تلبس جلباب الاحتمالات العديدة... وتضع على أثرها  الخيار  المناسب الذي يملىء إلى حد كبير المعنى الملتصق بأفكار الشاعر... ومسك المعنى الدال  على عمق المدلول ... في حينها ستكون الأسئلة تمكث بحقل الوضوح النسبي ... من جانب آخر... قد يختار الشاعر .. إجابات  على أسئلة غائرة في دائرة التساؤلات  ذات قياس ايحائي مهم ....   امام كل هذا ليس هناك أمامك سوى لغة كتبها الشاعر مدججة بالأفكار  والصور والاحاسيس التي  ولدت لحظة الكتابة مشحونة برغباته واعتراضاته وصراخاته احيانا كثيرة .......نرى اننا كلما توغلنا في اي نص مهما كان نوعه لابد ان نرى بأنه يمتلك بصمة الشاعر ويوشي بشخصيته .. سواء ... مناكفة او اعتراض او تلاصق للمعاني والأهداف... اذا لابد من تسرب شخصية الشاعر بشكل ما ... وان كانت هي بالأصل  امتياز خاص به .... علما مهما بذل الناقد او المقارب او القارئ الفطن ذو الذائقة العالية ... لا يستطيع توضيح النص بشكل مطلق ... كما اراده الشاعر ... كل ما في الأمر هو تأويل نسبي ....
أمامنا هنا .. نموذج لديوان الشاعر فاضل حاتم الموسوم ( ذاكرة الثلج ) .. اصدار عام 2017 .. المطبوع بمطبعة الميزان ...
تمتلك اغلب النصوص اثر دلالي خفي لشخصية الشاعر ... وتتيح للمتلقي صورة ذاتية حزينة .. لكنها مملوءة برغبة التحدي .. فهو يقول بقصيدة " في دلهي "
ص 23 ...
...
في دلهي البعيدة
حططت رحلي ،والأماني
لكنني فيه
غريب اليد ، والوجه ، واللسان
حامل سرطاني
وقلبا متعبا ، سدت شرايينه ..
..
ويستمر بالحزن .. ويقودنا .. الى دموع الصمت والحنان والغربة... والبحث عن مأوى يضم كيانه... الى ان يعلن عن حنينه

..
الى مقهى، تركته يضج بأصابع
الى شارع المتنبي
الى زاوية املأها بدخان سيكارتي
واحلام الحسان
الى نافرات النهود من الغواني 
الى الجينز الممزق،  والأغاني
..
الشاعر لم يحاول مجانبة الواقع الحقيقي ..ولم تجد اثر الصدمة  والانهزامية   بالنص   ... بل كأن الأمر منوط بالاعتياد التقليدي ويحن بشكل طبيعي وجميل  للمقهى..   والجينز   والاغاني..
يعلن انه مات... كما مات سابقا عدة مرات... ينقل لنا انه كان يترك جسده في الزنزانه  .. وتغادر روحه تتفقد الشعر والجمال والإنسانية.. . ويشم هواء جديدا
...   يعود بعدها إلى جسده في زنزاته... ولمرات عدة كان الشاعر فاضل حاتم   يعيش هذه الحالة .. وكأنه تدرب على الموت كثيرا ... حتى بات يأنس به ولا يخشاه..  بعد خروجه من السجن  1983_ 1991 ... ... هو يطلق الروح تلملم أطراف القصيدة والجسد ساكن على سرير غرفته... الروح تلك متمرسة بكتابة الشعر بأنواعه والمقاربات الانطباعية للسرد  والشعر باللغة العامية " الشعبي ".
وارى .. ان الشاعر فاضل حاتم ينثر الشعر باقات ورد ويطرز التابوت بقصائد من  حب وشجن واستحياء  شخصي جميل
..... قد تكون الهة الموت تعشق الشعر  لذا تتأنى في قراراتها....
..
أركض وحدي
وظلي يتبعني
خلف أمراة
وقصيدة شعر 
..

ولابد من الإشارة إلى أن الشاعر فاضل حاتم ... يعتمد لغة شعرية سلسلة  ويمسك بالاستعارة بهدوء جميل... ويمتلك  القدرة على التحديق  بعمق المعنى ..  يكشف  المخفي برصانة شعرية تقترب  إلى حد ما النسق الحكائي الجميل ..
........ وكل الاشتغالات الذاتية منصهرة بالنفس العام للنصوص.. كأنه يرصفها لحظة اثر لحظة ..انها نصوص تخرج من روح هادئة منسابة لها صوت خفيف يمس القلب ... مثل صوت أجنحة الفراشات تحمل حبات الجمال تضعها باتقان على الاشجار والورد ... .. هو كذلك لا يبالي  باضطراب الحياة ووحشتها ... كان يحتفظ بحلمة الغائب ... الذي بات بفعل تراكم الابتعاد القسري عن موجات الحياة المتدفقة... والانعزال المركب
.. غاية أصابها الوهم والخوف  تحول بشكل دراماتيكي إلى كوابيس لعينه ... تتلو علية كل ليلة فرمان الوجع والانعزال والالتصاق قسرا بحياة الجدران الأربعة  ... دون قرطاس ولا قلم ...وبقى  
.حلمه مسكون بقلبه محبوسا يترصد الحرية والضوء
....

كان  حلمي
أن اتسلق فوق الغيوم
على بساط، حاكته امي ، من بقايا قطع القماش
تهرأ البساط  منذ أعوام خلت
وذهبت الغيمة بعيدا
وما زلت احتفظ بحلمي
....
اشعر بأن الشاعر يحاول ان يجعل او يروض اللامعنى ... وتحويلة إلى معنى ... او حلم معنى ...
تلك حياة فاضل حاتم ... مسعى محفوف بالشعر والمرأة والزنزانة والموت  والهفوات الجميلة و الحلم ..  لم يلجأ سوى للشعر لترميم الذات.. وازاحة جوهر الحياة السيء المملوء بالسجون  والعذابات المتراكمة ........ ليس  هناك بكائية.. لم تكن روح الشاعر قلقة بالعادة من الموت. كما اسلفنا.. لكنها شديدة القلق على الشعر ومنه ... كان ينام وقلبه يثمل بجنة الشعر وهوائها الساخن لدرجة الافاقة لعدة مرات ... يفز وهو مهموم بشخصية   الإنسان ورقيه ... بخوفه وفزعه الأصغر وتبدد كبريائه بين سطوة القوة الظالمة .. وتعاسة الانقياد الإجباري..  للحطام النفسي والاعتباري وتقلب الذات الانسانية بمواقد التخلف والجهل والمرارة والعبودية المستترة  ... ... كان يريد  لذاكرة الإنسان ان تمحي كل التعاسة والعذاب والكراهية ..لهذا كان دلالة العنوان واضحة... ذاكرة الثلج  ... والثلج يذوب... لن يطول امره  كثيرا .. وذوبان الذاكرة كالثلج..  ربما في عمقها دعوة لتمرد وجودي لتحويل  الإنسان  إلى قيمة مطلقة .. والعمل على تحديد مضامين حياتة وفق سياق منظور طبيعي ... وتلك مهمة قديمة .. ربما كانت لصق الوجود.. فقد اهتم بها الإنسان الطبيعي وركز عليها الكثير من الفلاسفة  والحكماء ...   ..

_ هو يطلق الروح تلملم أطراف القصيدة والجسد ساكن على سرير غرفته... الروح تلك متمرسة بكتابة الشعر بأنواعه والمقاربات الانطباعية للسرد  والشعر باللغة العامية " الشعبي ".
وارى .. ان الشاعر فاضل حاتم ينثر الشعر باقات ورد ويطرز التابوت بقصائد من  حب وشجن واستحياء  شخصي جميل
..... قد تكون الهة الموت تعشق الشعر  لذا تتأنى في قراراتها....
..
أركض وحدي
وظلي يتبعني
خلف أمراة
وقصيدة شعر 
..

ولابد من الإشارة إلى أن الشاعر فاضل حاتم ... يعتمد لغة شعرية سلسلة  ويمسك بالاستعارة بهدوء جميل... ويمتلك  القدرة على التحديق  بعمق المعنى ..  يكشف  المخفي برصانة شعرية تقترب  إلى حد ما النسق الحكائي الجميل ..
........ وكل الاشتغالات الذاتية منصهرة بالنفس العام للنصوص.. كأنه يرصفها لحظة اثر لحظة ..انها نصوص تخرج من روح هادئة منسابة لها صوت خفيف يمس القلب ... مثل صوت أجنحة الفراشات تحمل حبات الجمال تضعها باتقان على الاشجار والورد ... .. هو كذلك لا يبالي  باضطراب الحياة ووحشتها ... كان يحتفظ بحلمة الغائب ... الذي بات بفعل تراكم الابتعاد القسري عن موجات الحياة المتدفقة... والانعزال المركب
.. غاية أصابها الوهم والخوف  تحول بشكل دراماتيكي إلى كوابيس لعينه ... تتلو علية كل ليلة فرمان الوجع والانعزال والالتصاق قسرا بحياة الجدران الأربعة  ... دون قرطاس ولا قلم ...وبقى  
.حلمه مسكون بقلبه محبوسا يترصد الحرية والضوء
....

كان  حلمي
أن اتسلق فوق الغيوم
على بساط، حاكته امي ، من بقايا قطع القماش
تهرأ البساط  منذ أعوام خلت
وذهبت الغيمة بعيدا
وما زلت احتفظ بحلمي
....
اشعر بأن الشاعر يحاول ان يجعل او يروض اللامعنى ... وتحويلة إلى معنى ... او حلم معنى ...
تلك حياة فاضل حاتم ... مسعى محفوف بالشعر والمرأة والزنزانة والموت  والهفوات الجميلة و الحلم ..  لم يلجأ سوى للشعر لترميم الذات.. وازاحة جوهر الحياة السيء المملوء بالسجون  والعذابات المتراكمة ........ ليس  هناك بكائية.. لم تكن روح الشاعر قلقة بالعادة من الموت. كما اسلفنا.. لكنها شديدة القلق على الشعر ومنه ... كان ينام وقلبه يثمل بجنة الشعر وهوائها الساخن لدرجة الافاقة لعدة مرات ... يفز وهو مهموم بشخصية   الإنسان ورقيه ... بخوفه وفزعه الأصغر وتبدد كبريائه بين سطوة القوة الظالمة .. وتعاسة الانقياد الإجباري..  للحطام النفسي والاعتباري وتقلب الذات الانسانية بمواقد التخلف والجهل والمرارة والعبودية المستترة  ... ... كان يريد  لذاكرة الإنسان ان تمحي كل التعاسة والعذاب والكراهية ..لهذا كان دلالة العنوان واضحة... ذاكرة الثلج  ... والثلج يذوب... لن يطول امره  كثيرا .. وذوبان الذاكرة كالثلج..  ربما في عمقها دعوة لتمرد وجودي لتحويل  الإنسان  إلى قيمة مطلقة .. والعمل على تحديد مضامين حياتة وفق سياق منظور طبيعي ... وتلك مهمة قديمة .. ربما كانت لصق الوجود.. فقد اهتم بها الإنسان الطبيعي وركز عليها الكثير من الفلاسفة  والحكماء ...   .. ولا ننسى انا الشاعر فاضل حاتم عانى الأمرين  تحت سياط الجلاد.. حاولوا كثيرا مسخ شخصيته .. وتدمير روحه الحرة التواقة للحريةوالحياة.. وهو المسكون  بصناعة اثر ما في الحياة.. يتركه على متن الوحود وليس على هامش... "انه الشعر ".   فخرج إنسانا بحق .... اكثر وضوحا ورقة وهدوء... وعمل على إذابة ذاكرته المزدحمة بصور  أنماط العذابات  الكثيرة ... والجوع وضياع المستقبل... وفرغ ذاكرته للمحبة والوجدان النقي ..  يبحث عن الشعر والجمال ...
هو يدرك أن ان الموت أمر محتوم ... ليس هناك  من فرق او مزايا لأحد على الاخر بأصل النتيجة.. . سوى أنه يعرف قليلا  عن الموعد ... وتلك وشاية جسده له المثخن بالألم وحرارة الشعر
تلك مقتطفات من تلك المعرفة ...
..1
العالم يحترق
وانا احترق
وشتان ما بين الحريقين
...
ويمكن انا ان نقول ان ما يرسله لنا الشاعر من توضيح محدد ومنطقي ومعروف..  بأن لا شيء يبقى ... جميع العالم ... الى زوال ..لاشيء باق ... العالم يوما.. كا سينتهي ... انا في يوم ما سانتهي ... ربما التصور القصدي يأخذنا إلى أن الحياة هي
دورة وجودية محكمة ... الا ان جملة شتان بين الحريقين  ... وضعت أمامنا  تكهنات عديدة .... وجعلت القارئ يجد الإجابات المناسبة.. كل حسب مايخزنه من معرفة وإحساس بالموت والحياة...
وتلك قدرة جميلة تحسب الشاعر ...  
ص 66
..

.2
رأيته
حزينا
محبطا
يائسا
يهيل على رأسه التراب
في قبره الضيق
حزنه يشبه  حزني
قبره يشبه قبري
( وجاءت سيارة فأرسلت واردهم )
خرجنا معا...
..
ص 77
..... منٌ هو ... نبي ، والده ... ربما صديقة . .. قد يكون ضله.. او صورة تخيلية  رسمه ببراعة... كل هذه  الصفات من الحزن والإحباط واليأس  في قبر ضيق... يشبه قبر الشاعر ... ثم يخرجان معا ... الى اين؟ ... كيف سيخرجان وهم ممتلئين بكل هذه الكمية المفرطة من اليأس والحزن والتراب ... ولماذا .. لم يبقى بقبره ... ولماذا لهما جاءت السيارة ... وهل الاقتباس جاء من قصة الني يوسف .... هل ستتجدد حياتهم... اسراب من الأسئلة والتكهنات .. اعتقد تلك هي مهمة الشاعر الحاذق ... الذي  يجعل من نص قصير غني بالأسئلة
والتوقعات ويجبر القارئ  على مشاركه في البحث  والاستنتاج..
  
3
.
نصفي ميت
ونصفي الاخر ينزف
وانا مازلت
اتسكع على أرصفة خاوية
...
ص 41
لازال يتسكع بالضياع والخواء واللاجدوى وهو يحمل على ظهره نصفه الميت ...والاشارة هنا واضحة بحمله على النصف الثاني الذي ينزف ..  تدخل هنا مفردة اتسكع لتجعل المعنى أكثر من تأثير  لمعرفة الموت ... فلا فائدة من هكذا  أمر... ولا رغبة بالتسكع ... ربما يقودنا إلى حتمية الاحساس بالدنو من  مغادرة هكذا الم ... وتوضيح الاحساس الهائل بالخيبة ...
..
.

ربما ... يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك