...انكسارات الرجاء
ينبعثُ الليل من فجٍّ عميق يثير بسكونه وارتيابه الخلجات، تغويها أسراره الدفينة فتسترشد أقاصي التيه، وتعوم في بِحار متمرِّدة الأمواج، مجذوذة يدُ النجاة وسحيقةٌ أرض الخلاص، وهي في تردادها المؤلم لاتسكن فوارتها؛ لتستجلي الغواش، ولايطاوعها اعتياد القرائن في استسلامها لمسيرة الأفلاك، يسرُّها أوَّل الغبش وتباشير الإشراق؛ لينفلق النهار عن صخب جديد تذوب فيه قليلاً حِدَّة المكابدات فما أن تذعن الشمس لسطوة الأفق، وتخرج النجوم من جحورها المظلمة؛ فتنكفئ الخلجات إلى مظانها الأول، كمن يطارد السراب الخادع في سرابيل البوادي؛ فلا تؤوب إلاَّ بانكسارات الرجاء.
رسول مهدي الحلو
العراق
٢٠١٨/٦/٢٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق