الشاعرة حياة قالوش-
البناء اللغوي المكثف-وفرادة التجربة
قراءة في نصوصها الشعرية
أياد النصيري-2018
****************************
مابين الفيزياء والشعر ترابط لغوي وعناصر مشتركة-لغة تتفاعل مع تلك العناصر العلمية كي تنتج قصائد بلون الحب والحياة والورد والأحلام --حياة قالوش الأديبة والشاعرة القديرة التي صدر لها ديوان شعري بعنوان ((لاءات جسد)) تكتب الشعر العمودي وشعر التفعيلة رغم اختصاصها العلمي في حقل الفيزياء والحاصلة على شهادة الليسانس بالفيزياء وتدرس مادتها في مراحل الثانوي للطلبة- هي ليس اول مختصة بالفيزياء وتكتب في حقل الشعرهناك من هؤلاء الشعراء من أشتهر بشعره قبل علمه (مثل الطغرائي صاحب لامية العجم) ومنهم من اشتُهرَ بعلمه قبل شعره (مثل جابر بن حيان) وهناك المتصوفة والفلاسفة الذين دخلوا باب هذا اللون من الشعر ربما ليعبروا عن تجارب صوفية وآراء فلسفية رأوا أن الرموز والمعادلات الفيزيائية قد تصلح لها (مثل ابن عربي، وابن رشد) غير أنهم جميعا يتفقون على أن هذه الصنعة هي صنعة الحكماء بل إنها هي الحكمة نفسه
إن القراءات النقدية هي إبداع فكري وجمالي يقترب من النص الإبداعي يحاوره وقد يكتشف بعض ما فيه ويلفت إليه الأنظار ولا يضيف إلى جوهره شيئا
الإبداع تميّز يرفرف فوق سماء الرجل والمرأة ولكن تبقى الأنثى مُحاطة بعدة أسوار تحتاج لأدوات خاصة وبارعة ورؤية متأنية ناضجة حتى يقتحم الناقد أسوارها فلها طبيعتها النفسيّة والجسدية التي تميزها عن الرجل ولها قضاياها التي تخصّها، وتدفعها للاهتمام والتعبير عنها والإبداع أكبر من هذه المعايير ولذلك يكون الأمر صعبا عندما تتناول تجربة مبدع بعيد عنك وربما يكون هذا البعد الجغرافيّ والمعرفيّ لصالح العمل
أن جمالية النسق اللغوي عند الشاعرة ((حياة قالوش))سواء أكان نسقاً وصفياً أم نسقاً إضافياً لا يتأتى من بداعة التشكيل اللغوي وابتكاره النسقي فحسب وإنما من بداعة الرؤى المستجدة التي يولدها في حركة الأنساق وما تثيره من مؤثرات ترفع وتيرة المتخيلات الشعرية جاذبية ومستبطنات شعورية( فقالوش)تنظر إلى اللغة كنشاط وممارسة إبداعية تاريخية تكثف رؤيتها العميقة للوجود وتقيم نوعاً من التناظر بين ضوئها الروحي الخاص وضوء التجربة الإنسانية العام وفي جدل هذه العلاقة الكيانية بين الضوءين يولد ضوء ثالث هو الرؤيا والبرق الذي ينير المسافة الخارقة التي تولد فيها ويتقطر الشعر مع دراستها العلمية للفيزياء كأن جميع عناصر تجربتها، وما بها من أسرار وغموض يصيحون بها إلى ذلك اللون الذي حولته (حياة قالوش )إلى مفهوم وموقف وعلاقة جديدة تربط أشياء وخلائق ومكونات شعرها الذي ظل أميناً لنقائها وانتمائها- الذي لا يتزحزح- إلى ردح ورسولية القصيدة التي ينبغي أن تكون خارج حركة سوق المزايدات وخيانات الجمال وجهتها الأولى والأخيرة نحو النصاعة ،الشعرية والتجاوز الدائم والكشف المستمر الذي لا يتوقف عند حد. -امتزجت تلك النصوص شعرية بعناصر القوة والجمالية واللغة الرصينة تخييل وتجاوز فني في المنحى والأسلوب والمماحكات اللغوية النصية في اللغة ومجازاتها التصويرية المختلفة وآليات تمفصلها المجازي ضمن النسق
************************
.أوْجعْتني حتى ذوتْ ملامحي
وأحكمَ القيد ُ الخُطى بجا نحي
كمَنْ بسَوْطِ الريحِ يَكسر الصدى
غرزْتَ سيْفَ القهر في جوارحي
فَلِحْتَ في بوح الظنون هائجا
ماعُدْتَ في ريّ الهوى بفالحِ
أثقلَ طيف ٌ كُنتَ قَدْ شكّلته
حلْماً على هيئةِ غيم ٍ سارحِ
وددتُ غيمَ الْحُلْم يأتي ماطراً
مُنْطفئاً جَاءَ ودونَ البارحِ
أشربُ ماء الورد من مجامري
وتشربُ الآه بكأس السائحِ
قدِ استطعتَ من لهيب لهفة ٍ
الصاقَ قلبي في الحنين اللافحِ
الكونُ كلُّ الكون في سلطته
لَمْ يستطعْ كبح هواي الجامحِ
أحتاج نبضين لأمحي نبضةً
هزّتْ حواسي وبرت ْ مطارحي
يسيلُ في تيهِ هواجسي لظىً
يولعُ شمعاً في ذرى المذابح
لَوْ لم تكنْ بساكني لسرّني
أهدي لأوراقِ الخريف ِ ذابحي
ماشئتُ في الدنيا سواكَ عاشقاً
يا لَكَ من مقيّدي ومانحي
*********************
تستمدُّ الشَّاعرة ((حياة))شعرها من وحي مهجة الرّوح التواقةإلى بسمة الأطفال من رؤاها الصُوفيّة المتعانقة مع روعةِ الحياة من ثقافة مستنبتة من أزاهير المحبّة ووئام الإنسان مع أخيه الإنسان من خيالٍ جانح نحو رفرفات الطُّيور المحلّقة في فضاءات زرقة السّماء. تنسج قصائدها كأنّها في رحلة حلميّة نحو إخضرار الكروم في مدينتها شوقاً إلى أشهى العناقيد تشعل شموعها مبتهلة للأعالي على إيقاع حنين الرّوح، ببهجة عارمة تغمرها حالات فرحيّة باذخة عندما تغوص في بزوغِ وميضِ القصيدة تنظرُ الشّاعرة إلى الحب والأمن والأمان والأنسانيةوالسلام بنظرة شفيفة محملة بعبق الورد والياسمين وللأحبة المرتسمة فوق محيّاهم النّضير فتستوحي نصوصها الشعرية بإنسيابيّة شفيفة من هذه الأجواء السّامية كأنّها تطير ألقاً في مرامي حلمٍ مفتوح على مروج الحياة مركزة على أزليّة الله وخلود المحبّة وكل ما عداها زائل وباطل
نصوص الشاعرة (حياة قالوش) تبدى قدرًا من التفاعل مع واقع الذات وهو الواقع الذى تطل منه رؤى تصفُ وتسردُ وتتأمل وتستشرف ويتشكل من خبرات وتجارب ومواقف ويرتكز على ذاكرة ثقافية -أدبية- تستند على تقاليد وأعراف تتجلى فى الكتابة فى صيغها الجمالية والدلالية المثلى كالاحتفاء بالشكل البيئى وقيمه فى الأداء والتوصيل والتواصل مع القارئ وفى آليات تكوينه وحضور الأنا الشاعرة التى تشارف مواقفها خلال الكلمات
**********************
قرِّبي عينيْكِ من قلبي الغريقِ
اعزفي لي بشذا ذاكَ البريقِ
…
اغْمريني بحنانٍ ودعيني
أعصرِ الآهَ برعْشاتِ حنيني
…
منْذُ رمشينِ ولم تروِ عيوني
نظراتٌ كمْ روتْني في سكوني
…
اصهري روحَكِ في فيحاءِ روحي
واغسلي بالجدولِ الصافي جروحي
…
البسيني من سنا الروحينِ ظلّا
قبلَ أنْ يسري النّدى آتيكَ طفلا
…
حاملاً بالكفِّ أحلام حياتي
فاسكبي الحب بكاساتي وهاتي
…
أملأَ الكأس بشهد ٍ من لماكِ
من يدي أخرجُ إن مسّتْ سواكِ
…
تنتشي من شهقة الروح ثماري
عطشٌ من عطشٍ يشربُ ناري
…
شرفاتٌ تتعرَّى في ضلوعي
تغْتلي من جامح الشوق دموعي
…
اغمري في آهةِ الغيمِ قطوفي
دحْرجي الماءَ بأنفاسي وطوفي
…
وأعيدي لي عناقيدي وخمري
واستريحي بعدَ ترحالٍ بصدري
…
فتعودُ السُّحْبُ للغابِ مُدِلَّهْ
وعلى ثغرِ الهوى تطبعُ قبلَهْ
…
أمطرَ أللهُ على قلبِكِ عشقا
فلماذا تحرمينَ الحبَّ نطقا
…
يرحلُ العمرُ وللعمرِ محيّا
يصطفي العود تراتيلَ فهيّا
…
اعزفي لي وتماهي بغِلالي
أنتِ يامرآة روحي وخيالي
…
كلّما وجهكِ باللحّنِ تجلٌى
تشهقُ الأوتارُ في عوديَ خجلى
…
فلقدْ بتُّ أسيراً فانْقذيني
ووحيداً وغريباً فاحْضنيني
…
“إنّني أنتظرُ الفجرَ الجميلا
فحصاني لم يزلْ يهوى الصّهيلا”
…
أيّها النّجمُ تعمّدْ برجائي
******************
الشاعرة (حياة)تكتب بإحساس تستحوذ به على مخيلة المتلقي من خلال الصورة والعبارة الشعرية وعبر أسلوب بنيوي يصل به الى السهل الممتنع . فهي تخفي وراء كل نص إحساساً متدفقاً مشحوناً بأنفعالاتها العاطفية تنبعث من صراع داخلي بين الوعي واللاوعي المخفي والمعلن . الشاعرة (حياة) تميزت في صناعة النص الشعري وأستلهام الألم والوجع المحايث للنص من خلال الخزين المتراكم من الصور الشعرية المتعددة . فنصوصها تتمحور في بؤرة مركزية واحدة تربط النسيج الشعري بالبناء اللغوي المكثف لجميع نصوصها ، وهذه البؤرة هي (الحب-الحلم الوجع الفراق-الامل السلام- الجمال-الورد- الحزن ) الذي من خلاله شكلت الحجر الأساس ومركز أستقطاب في البناء الشعري لمجمل قصائدها تمخضت منها صور شعرية معبرة عن الواقع الذي تعيشه الشاعرة
إن التجربة الشعرية للشاعرة (حياة) أعطتها دفقاً ووعياً شعرياً ونضوجاً إبداعياً ومنحتها رؤية وجودية للواقع المعاش معتمدة على الذخيرة المعرفية والأبداعية التي تمتلكها فهي على دراية ووعي تام بوظائف مفرداتها وتراكيبها اللغوية ورمزيتها وذاتيتها
الإيقاع الشعري في نصوصها الشعرية إيقاع درامي تُرجم الأجواء الشعرية في إطار موسيقي الى سمفونيات حزينة متشحة بالسوداوية ومشبعة بالألم وسمفونيات مفرحة مليئة بالحب والخيال والواسع فالباحث في قصائدها الشعرية يلاحظ اللغة الحسية المباشرة والحافلة بالتوجع تارة وتارة بالحب والحنين والأحلام الجميلة حتى أن المتلقي يشعر بحجم هذا الخليط الجميل مابين الوجع والحب من خلال تعابيرها التي تكشف عن مدى رؤيتها للقيم الإنسانية
والوجدانية ضمن شعرها المتسم بالكلمة الصادقة وقلبها الكبير الذي يحمل هموم وأحزان وأحبة فارقهتم وقلب يحتضن الحب الجميل في واقعها الذي تعيشه وتتعايش معه فنصوصها الشعرية جاءت قطرات من الدمع المختلط دمعة حزن ودمعة فرح تتناثر من عينيها ومن ديوانها الشعري نجد هذا التناسق اللغوي وتلك المفردات الجميلة التي اختارتها بعناية وحذر لتشكل جمالية لوحتها الشعرية كقصيدة لها دلالاتها اللغوية
***************************
. مسكونةٌ بك ؟ سيدي
أصداءُ آهٍ من لظى شفتيك َ
تُشعل رغبتي
من اين سالَ رحيقُها الوهّاج
في صدري
ليخطف نهدةً دفنت
مباهجَها يدي
فإذا رفضتُ فإن؟ قلبي لاهبٌ
وإذا رضيتُ فإنّ عقلي غاضبٌ
ما بين راضيةٍ وبين رهينةٍ
تتزاحم اللاءات في أ رجوحتي
مسكونة بك سيّدي
روحان نحن على بساط من مدى
كالغيم كان لقاؤنا
ببريقه شكّلتَ حبّات المطرْ
نجْمٌ يواكب دربنا
قمرٌ يظلل ليلنا
وسياجنا ...اجسادنا
ودروبنا ...
روضٌ من الأزهار ينتظرُ الندى
ياايّها المغروس في الوجدانِ
من عمر الزمان
ما بيننا سِفرٌ يكادُ
يعيد ترتيب المكان ْ
ويضّخُ بعضاً من كثيرٍ كانَ .. كان ْ
لقد اختزلتكَ دنيتي
حمّلتني حلم الهوى
أورقتني
ادفأتني
اغضبْ ... ولكن لا تمزِّق فرحتي
اغضبْ .. ولكن لا تودِّعْ قبلتي
كلُّ البلاد غريبةٌ.....
طرقاتها
أشجارها
عشاقها
والشوقُ جاء مهرولاً...
ليعيد للهمسات نشوة سحرها
فتأنقي يا غابة المرجان في قيثارتي
وتألّهي
لا ينبغي لكفوف غيم داعبتْ
احلامنا
بعد الخصوبةِ هذه
يوما لها ، ان تنتهي
فعلى نورِكَ أرسيتُ ندائي
*******************************
لو تمعنا جيدا في نصوص الشاعرة حيث نجد الموسيقى الخارجيةالمتولدة من الأوزان والقوافي وهي خاصة بالشعر وتشمل الدراسة العروضية والتفعيلة موسيقى اللفظ والتأليف من ضمن الأدوات التي يجب على الشاعر أن يحرص عليها ويوليها الاهتمام اللازم، تجلت ذلك في جرس الكلمات والوزن والقافية والتفعيلات وفي الموسيقى الداخلية المنسجمة المناسبة لمضمون النص، وقد لمسنا ذلك عند شاعرتنا ((حياة قالوش ))استخدمت ألفاظاً فصيحة مناسبة لنصوصها بعيدة عن الابتذال ما دلّنا على ذائقتها العالية وتمكنها اللغوي وثقافتها الواسعة امتزج فكرها بالعاطفة واستعانت بالخيال والصور الكثيرة التي نقل لنا من خلالها أحاسيسها ومشاعرها بأناقة وتنسيق لافت أظهرتها مفرداتها وألفاظها المشرقة
في قراءتي للمرة الاولى لنصها التفعيلي ظننت انها تباعدت في التفعيلة حتى ظننت أنها قد أغفلتها لتفاجئنا بها تعود في نهاية القصيدة بجمل متكاملة طويلة كتدوير، لتدوّر القصيدة موسيقياً على حرف التاء من خلالها، وهذه نقطة تحسب للشاعرة بحصر القصيدة موسيقيا بتفعيلتين واستهلالية ونهائية على حرف التاءكأنما حصرت القصيدة بين قوسين موسيقيين جميلين
وهنا أخذت مداها في مساحات بصرية أتاحت لها حيزاً معقولاً من الحرية لإغناء النص بالمزيد من المعاني والخيال ولتتمتع بدرجات انزياح مناسبة تبعدها عن المباشرة في التعبير في الجمل الشعرية المحبوكة، لتلقي بالمفردات من خارج جدار النص ما أكسب النص أبعاداً رمزية تضيف للشاعرة نقطة بالتفوق النصي وجمال بياني وبديع بمفردات جسّدت فيها الغير ملموس ملموساً فرافقت (زهرة الرُؤَى)من كل جهاتها وكأنها تحتضنها، وجعلت العطرمتناثرا وأعطت للحب أرضا مقدسة وهنا نرى عبقرية الشاعرة بالتلاعب بالمفردات وإعطائها عمقاً دلالياً رمزياً خيالياً، وبذلك تفوقت الشاعرة برسم صور شعرية جميلة وكأنها رسام يرسم بالكلمات بدلاً من الألوان أو عازفاً يعزف بالكلمات بدلاً من الأنغام كما نرى بنصها التفعيلي هذا
**********************
شوقاً مسكتُ زهرةالرُؤَى
أسألُها
عن عطركَ الوهّاجِ
هلْ سمعتْ ؟
حباً نثرتُ نبضكَ الجاري
على شعري .. على صدري
وما اكتفيتْ
حلماً على جبين رحلتي
رسمتُ وجهَكَ الجميل
بالحنانْ
سكبتُ فيه من حياتي
صفوها
أمحو تجاعيد الزمانْ
أرمي مرارات النوى خلف المكانْ
أخزّنُ الدّموعَ في يدي لأرويه
وما برحتْ
أعرفُ أنهُ توهّجي وآهتي
يقيمُ في دمي
يوجعُني.. أسحبُهُ مني وأرميه
ويشهدُ الأسى ومذْ غيابِه
ما راق بارقٌ لناظري
ما رعشتْ أنشودةٌ على فمي
ولا أنا ابتسمتْ
كانَ الربيعُ بيتَنا
من السماءِ يشربُ الندى
والشّعرُ كانَ خبزَ حلْمنا
من نغمةٍ.. من غيمةٍ
ألاحقُ الصّدى
يرهبني ظلُّ الضياءِ..كبْوةُ الخطى
وما تعبتْ
مازالَ قلبي حالماً
بالحبِّ والوعودْ
لو كانَ باستطاعتي
أن أدفنَ الذي انكسرْ
أقايضُ الأشواكَ بالورودْ
أغنية والف أهديكَ حبيبي
كيْ نعودْ
لكنتُ قد فعلتْ
*******************
لو قرأ النقاد نصوص الشاعرة القديرة حتما سنجد تأكيدهم على أهمية وفرادة التجربة للشاعرة (حياة قالوش)) حيث تميزت بخيالها الجامح تأخذ القارئ إلى فضاءات فسيحة وخلاقة تخطُّ جملتها الشعرية وكأنّها تلتقطها من خاصرةِ السماء الصَّافية ومن أهدابِ النجوم، لتقدم للقارىء خطا شعرياً متفرّداً ومتدفقاً بالإبداع
هناك توق شديد لدى الشاعرة للارتقاء والسُّموّ نحو أحضانِ السَّماء حيثُ تلونت شفافية روحها بهذا النزوع نحوَ عالم السمو والارتقاء ربّما لكونها أم مثالية مثابرة مجاهدة عملت أكثر من ربع قرن من الزَّمن في عالم الفيزياء جنبا إلى جنب مع عالم الشِّعر المتعطِّشة إلى سماء القصيدة سماء الرًّوح، سماء الإبداع وسماؤها لها نكهة خاصّة، نراها مطرّزة برحيق الكلمة المتطايرة من تعاريج الحلم مستمدةً من رحاب رؤاها الحلميّة بناءً مختمراً في ذاكرة الشَّاعرة التواّقة إلى مزج الواقع بالحلم والخيال فتأتي القصيدة متفرِّدة في بنائها وأسلوبها دمت شاعرة متألقة امتعت ذاكرتي بجمالية الحرف اللغوي الرصين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق