عادل قاسم
لم أعدْ أستغربُ
مايُثيرُ الاستغرابَ
أنا هُنا مُنذُ أَنْ وِلدتُ
أَقفُ على هذهِ الرابيةِ
بذاتِ الوجهِ وبقدمٍ راسخةٍ
إذْ لم يعدْ للموتِ الرهبةُ ذاتُها
رأيتُه بِعينيَّ وصافحتهُ بيدي
لمراتٍ عديدةٍ
إذ شاهدتُ وجهَ صديقي عِزرائيلَ
في مَحافلَ شَتى
في جبهاتِ القتالِ والحروبِ
التي يصعبُ عليَّ عدُّها
في أقلامِ الرِفاقِ التي
تتذكرني جيداً
وهي تنفثُ سمَّها الزُعافَ
ليزدادَ حجمُ إِضبارةِ اعتقالي
في البيتِ ،حين سَقطَ عَلينا السقفُ
ذاتَ حربٍ
إذ ليس مهماً أن يكونَ
لديَّ بيتُ في الدنيا، مادامَ
لي بيتٌ في الآخرةِ
لم أستغربْ حينَ رأيتُ
في زقاقِنا
جاري يذبحُ أخي ويتوعَّدُني
وفي الشارعِ حين كانَ الموتُ بالمجَّانِ
وعلى الهويةِ
في عملي وأنا أشوِّهُ عقولَ طلبتي الجياعِ
بهاملتَ،والأبلهِ، وسوسيرَ، وبافلوفَ،
وجورجَ ميليه،وجعفرِعلي،والأخوينِ لوميرَ
وصديقيَّ الوديعينِ
َ جانَ دمّو، وخضيرِ ميري
يومَ كنتُ غافلاً
عن أبناءِ عفلقَ الذين
يسترقونَ السمعَ ويدبجونَ تقاريرَهم على هذه الجريمةِ
المخلةِ بالشرفِ
ليكونوا أصدقاءً مخلصينَ للسيدِ الرئيسِ
لم ْ أستغربْ
حينَ يصرخُ الابن بوجهِ أبيه
أو حين يعتذرُ الأستاذُ لتلميذهِ
ابنِ مولانا السيدِ المُجاهدِ
كذلكَ من الذينَ تغيرتْ أنسابُهم
وتلقبوا بالمَهدي
أومِمَّنْ كانَ يركضُ خَلفي
ويعيدُ عليَّ ماتعَلمهُ مِني
أمامَ جمهرةٍ من الصَعاليكِ المتهافتينَ
على التَملقِ والكراسي
لم أستغربْ حينَ أَرى المَريضَ
يموتُ لدِرهمينِ
ويبكونَ عليهِ بكاءَهم
على الحُسينِ
لكنني فَقط أتساءَلُ مُعتَرِفاً بِجهلي
مالذي يجري؟
وأنا على أبوابِ التَرجلِ
من هذهِ الرابيةِ التي
طالَ زمنُ وقوفي عَليها، وأََضجرتْ
صديقي عِزارئيلَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق