يا راعي البراعِمِ في الرّوض والمدرسة أحْسنْ آدابهُمْ واجْعَلِ الخيْرَ دأْبَهُمْ.وخَفْ عليهِمَ مِنْ إشْفاقِكَ وحنانِكَ وأكْثِرْ مِنْ غِلْظةِ جَنانِكَ.وحاولْ أنْ تَكْتُمَ عنهم مَيْلَكَ وَأَفِضْ فيهمْ جودَكَ ونَيْلكَ وأثِبْهُمْ على حُسنِ الجواب.ولا تنْسَ أنْ تُعَلّمَهُم الصّبْرَ على الضّرائِرِ والمُهْلَةَ عند اسْتِخْفافِ الجَرائِرِ.واعْمَلْ على أنْ تأْخُذَهُمْ بِحُسْنِ السّرائِرِ.وحَبّبْ إليْهمَ مِراسَ الأُمور الصّعْبةِ المِراسِ وحُسْنِ الإصطناع والإحْتراسِ.وعليكَ أيّها المُربي أنْ تُكَرّهَ للناشِئةِ مُجالسَةَ المُلْهينَ ومُصاحَبَةِ السّاهينَ.وجاهدْ أهواءَهُمْ عنْ عقولِهِمْ وَحذّرِ الكَذِبَ عَنْ مَقولِهِمْ. حتّى إذا آنسْتَ منهُمْ رُشْداً أوْ هدْياً رَشَّحْتَهُمْ .وَمَرّنْهُمْ على الإعْتيادِ والطُّموحِ إلى الإزديادِ.وَرُضْهُمْ رِ ياضةَ الجِيادِ.وَكُنْ لبيباً في تَدارُكِ الأخْلاقِ الذّميمَةِ كُلّما نَجَمَتْ واقْمَعْها إذا هَجَمَتْ قبلَ أنْ يَظْهرَ تَضْعيفُها ويقوى ضعيفُها.وزُبدةُ القول ما زخرفتهُ من روائع الأحرفِ والألفاظ والعبارات في حرمِ المعاني والإشارات راجيا أنْ تجد هذه المُستملحات الرّحب الواسع لديكم قُرّائي الأعزّاء.
ألا ربّوا بنيكم علّموهم
نفكّر في الطّعام وفي الشّراب***ونكره أن نفــكّر في الكـــــــــــتاب
كأنّ بطوننا غلبت علينا***فصـــــــرنا في التّكالب كالكـــــــــــــلاب
وإنّ لنا ببطن الأرض يوما***لقاء في القـــــــبور مع الحـــــــــساب
ووقتئذ سندرك ما اقترفنا***فنــــــــــــشعر أنّنا تحـــــــــت التّــراب
فعلّم ما استطعت فإنّ ربّي***سيجزي المصلحين على الصّــــــواب
////
ألا ربّوا البنين على النّظام***وربّوهــــــم على فــــــــــــقه الكـــلام
وربّوا في البنات العزم حزما***ولا تلقوا بهنّ إلى الـــــــــــــــظّلام
أرى ترك البنين بلا اهتمام***خطيرا في الحـــياة على السّـــــــــلام
وتربية كهذه سوف تأتي***بجيل في الشّعــــــوب من اللّئـــــــــــــام
وعندئذ سنحصد ما زرعنا***وزرع الشّر يحصــد في الخــــــــــتام
////
ألا ربّوا بنيكم علّـــــموهم***وبالأدب المــــــــــــــعبّر ثــــــــــقّفوهم
وكونوا للطّفولة خير عون***وبالنّصـــــــــح المـــــوجّه زوّدوهـــــم
عليكم بالتّقــدّم إن أردتم***عليكم بالنّهـــــــوض إذا عزمتــــــــــــــم
وإن أنتم بقيتم في سبات***فأنتم في التّطوّر قد خســـــــــــــــــرتـــم
عزائمكم سترسم ما ابتكرتم***فكونـــوا خير قوم إن أردتــــــــــــــم
////
ألا ربّوا البنات على الحياء***فهنّ الأمّــــــــــــــــهات من النّــــساء
وتربية البنــــــات بلا حياء***ستدفعهنّ حتما للـــــــــــــــــــــــــبغاء
فهنّ على البلاد لهنّ حقّ***كما أمر الرّحيـــــم من السّـــــــــــــــماء
فلا تلقوا بهنّ إلى جحيم***بتربية تــــــــــــــــــــــــــساهم في الوباء
وكونوا عونهنّ على التّحدّي***فهــــــــــــنّ أساسنا عنـــــــــد البناء
////
أحبّ الصّالحين من الرّجال***ومن رفضـوا الرّكون إلى الضّــــلال
أحبّ الصّالحين ولست منهم***لأنّ خصالهم هزمت خصـــــــــــالي
رجال مثل ماء المزن خيرا***كرام باليمـــــيــــــــن وبالشّـــــــــمال
عظام في البناء إذا استعدّوا***سرائرهم تجسّــــــد بالفعــــــــــــــال
يساند بعضهم بعضا بحزم***على شقّ المسالك في الجــــــــــــــبال
////
لم عزف الشّباب عن الدّراسه؟***هل التّعليم أصبح كالنّــــــجاسه؟
لماذا حظّنا حظّ تعيس؟***ومغربنا يضاعف في التّـــــــــــــــــعاسه
نعلّم نسلنا ما ليس يجدي***ليــــــفشل في مواصــــــــــــلة الدراسه
رميناهم بشرّ مستــــطير***فحوّلهم إلى سوق النّــــــــــــــــــخاسـه
سنحصد في النّهاية ما زرعنا***لنــــــــبقى أمّة تحت الحراســـــــه
////
فقدنا الفقه في علم البيان***فخلــــــــخل نطقنا شلل اللّـــــــــــــسان
وطال الجهل فهم الذّكر عجزا***فضاع الفقه في مجـــــرى الزّمـان
وهذا عــــــــمّق التّأثير فينا***وأجبرنا على حـــــــــــمل الهـــــوان
فكيف سنفهم القرآن فهما***بلا لغة تدلّ على البيــــــــــــــــــــــان؟
وما لم نستطع رفع التّحدّي***سنبقى في الوجـــــود بلا مــــــــــكان
////
أغيثونا بتربيـــــــــة البنينا***فقد فــــــــقدوا الـــــــــهدى أدبا ودينا
مدارسنا تقهقر مستواها***فأضحت مصنــــــــــــعا للمــــــجرمــينا
نعلّم للصّغار قشور علم***تشوّه بين أيدي الجاهلـــــــــــــــــــــــينا
ونأمرهم بحفظ الدّرس قسرا***ونضرب بالعصا ضربا مُشــــيــــنا
إذا صلح التّعلّم في بلادي***غدا التّلميذ مجتهدا أميـــــــــــــــــــــنا
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق