قراءة لنص الشاعرة ندى محمد ابو شاويش للنص// كل ما اذكره // بقلم الأستاذ// سي مختار حمري

قراءة متواضعة ل " كل ما اذكره ''//للشاعرة الأديبة ندى محمد ابو شاويش من فلسطين

قراءة :سي مختار حمري من المغرب

1--العنوان :"كل ما أذكره" ..اعراب" ما" في الجملة: اسم موصول بمعنى (الذي) مبني على السكون في محل نصب ويصبح بالتالي العنوان "كل الذي أذكره "أو" كل الذي أذكر" وقد نفهم منه هذا هو كل مايمكن أو ما أريد أن أذكر ..قد نفهم أن هناك أشياء أخرى غير قابلة للذكر يحتفظ بها في الذاكرة . ومن هنا يمكن ربط ما أذكر بالذاكرة لا بمجال آخر ..ماهي هذه الأشياء التي تسمح بذكرها الشاعرة عن وعي ولن تسمح بغيرهأ ..؟!!

كما يبدو سنقتحم النص ونحن في بحث عن هذا المسموح به من طرف الشاعرة ...من أول

لمسة للنص يبدو أن الذاكرة هي المصدر االوحيد لتوليد الصور الشعرية والمعاني وكأن الشاعرة تريد توصيف حالة نفسية محددة... وقد لا نخطأ كثيرا إن قلنا مكان ''ماأذكره ''

''ما أتذكره'' قد تكون مستوفية الشروط لفهم أدق وأفضل

قصيدة جميلة بلغة خفيفة الوقع والايقاع على القلب وعلى حاسة الشم و الجهاز التنفسي من نفس، ورئتين ، تفوح منها أطيب الروائح، وكأن كل مارسخ في الذاكرة عن الحبيب أغلبه روائح بعضها معلنة المصدر رواءح فرنسية أو روائح الخزامى وأخرى لم يتم البوح بمصدرها وهي مقرونة بالجسد بالثياب بالفستان البكرالذي قد تكون له دلالة خاصة.. في المعطف في إدمان الأنفاس.

يطل علينا الجسد من عمق الذاكرة إما كلفظ مباشر أو في إشارة في شكل أشياء مرتبطة به كمعطاف ، قميص ، فستان ، ثياب ، اقمشة اوكاعضاء ممثلة في رئتين ، فؤاد ، شفتين، يد، نفس ، رقصة أو غواية

هناك تركيز على ذاكرة الشم مقرونة بالألبسة و الجسد مما يسمح بافتراض وجود تيار واع أو لاواع نحت في الذاكرة وحفر فيها الى عمق كبير ، ويتم التعبير عنه بشكل عفوي كما تريد الشاعرة أن توهمنا به ...

في الجوانب الأخرى يتم التركيز بالتكرار على كلمة ما أذكره او ''ما اتذكره ''هو حنين إلى الماضي مرتبط برحيل الحبيب الذي لا زال يثير لهفة الإنتظار في مساءات الغياب ولا زالت الشاعرة تحلم به كما في الحكايات.. ولازال جسدها يبكي رحيله.. في حزن ..ولازال عبير رواءحه منثورا في ذاكرة المكان و في ذاكرة الشاعرة الباطنية مبثوتة ذكراه في كل شيء من جسد وثياب ونفس ... وتنتظر في شوق ولهفة ذكرى هذه الروائح ..ولم تعد قصائدها ولا قصائد الشاعر الفرنسي الشهير ''قصاءد الجاكوار''

Charles

Marie

قصاءد الرقص او السمر تعني شيء فقد صارت مصلوبة على شفتيها وأفرغت قلبها من كل شيء إلامن الحبيب وبالتالي ماعاد شوقه يدمي

تتساءل عن الإخلاص في هيئة رائحة عانقتها كل نساء القبيلة لتتحول الرائحة اإلى عنوان تشتم من خلاله الخيانة .الزوجية

في ختام النص ياتي هذا التعبير الجسدي عن حرقة عن ذكرى الحبيب الذي قد يكون الزوج الذي غادر الى دار البقاء . او حصل فراق في ظروف معينة

كل السعادة لقلبك شاعرتنا المبدعة .

2--ملاحظات عامة:

الفترات الزمنية: ذكرت 3 مرات لكنها مقرونة بكلمات أفرغتها من ديمومتها الزمنية أو زمانيتها لتتحول إلى مجرد رموز زمنية: مساء الغياب ،عيدك الخريفي، غيمة صيف

نستنتج اذا ان احداث النص تجري كلها تقريبا في الزمن النفسي الداخلي عند المبدعة وبما ان كل الافعال اما في الماضي او الحاضر فهناك غياب للأفعال المستقبلية وبالتالي غياب لرؤية مستقبلية ..التفكير محصور في زمان خطي بالمفهوم العام مع عدم امكانية تزمن الزمانية لغياب المستقبل

المكان : غياب تام للمكان ذكرت كلمة حقول مرة واحدة لكن مجازيا كجملة ''غواية الحقول''

الكاءنات الحية من نباتات وحيوانات : غياب تام

الكلمات المكررة في النص بشكل ملفت: العطر والروائح 11 مرة الجسد اما مباشرة او بملحقاته و أعضائه أكثر من 9 مرات

لن اعلق على هذه الملاحظات لضيق الوقت قد افعل في وقت لاحق

3--خلاصة:

القصيدة بامتياز قصيدة روائح و تعبير جسدي وحبيب رحل ولم يعد وصارت الذاكرة سجينة روائحه و الحنين لعشقه وثيابه في انتظار عودته أو دفنه في مقبرة النسيان

قصيدة في لغة خفيفة مسترسلة من نوع السهل الممتنع تحكي لوعة الفراق وفقدان الحبيب شاعرتنا عندها من الإمكانيات الفكرية واللغوية ما تستطيع معه أن تكتب شعرا راقيا ومتميزا

أتمنى لك من صميم القلب النجاح والتوفيق في كتابة الأفضل والأرقى من القصائد الشعرية

تحياتي وصادق مودتي وتقديري واحترامي لك استاذتي الفاضلة

حفظك الله ورعاك

النص الشعري : ندى محمد ابو شاويش

كل ما اذكره

رحلت وفي جسدي لهيب

عطرك

رحلت وفي ثيابي أسرار

عطرك

يا كل الفتنة واللهفة والانتظار

في مساء الغياب

غيابك كغيمة صيف

بللت حلمي

والحلم توسد شفتيك على

سرير الحكايات

في عيدك الخريفي

نثرت ملامحي على

أقمشة الشوق العلوية

وفستاني لا زال بعطرك بكرا

يبكي رحيل الجسد

كأوركسترا الجنون

تنتظر

عطرك الدافئ الفرنسي

تنتظر

غواية الحقول للفراشات

لم تعد قصائد

الجاكوار تزعج رئتي

وتستحم بزفرات أناتي

لم تعد قصائد

الرقص على ناصية الفتنة

خيبة تفتت ياقة معطفك

لم تعد قصائد

السمر في رعشة

البدء رسائل مصلوبة

على شفتي

كل ما اذكره

رائحة معطفك

الذي أحببت

يذرف الضحكات

في رماد المرايا

كل ما اذكره

رائحة اللفندر

ترفل شامة لهفة

نسيت

أن تقتفي عبق شرودي

فهل يدميني شوق

أفرغ فؤادي الا منك ؟؟

وهل أنفاسي التي  أدمنت  عطرك

أصبحت  تفرق بين العطور 

أما زال في عطرك نرجسية 

من رجل شرقي؟؟ 

 أم  عطرك عانقته 

كل نساء القبيلة؟؟ 

كل ما اذكره 

 قميصك الارجواني 

غسلته أمطار  الحيرة 

فانتفض حنيني على 

عبق  الغواية 

 

ندى أبو شاويش // فلسطين