جيء بها مكبلة الأيدي معصوبة العينين لا تكاد تقوى على السير ،خطواتها ذابلة ،إختلطت قدماها الحافية مع تراب الممر حتى كادت لا تشعر بهما ..أدخلت قاعة المحكمة وجسدها يرتعش من الخوف،التهم جاهزة والقضاة مستعدون..هي لا تعرف سبب تواجدها فربما كانت تنتظر تتويجا لا محاكمة..
لم تفعل شيء سوى بعض الأحلام التي كانت تختار لها عنوانا وقدرا،تحلق كما الفراشات ،تفك عنها أصفاد الخوف ،تعبث بوسائد من ريش ،تختار مسكنا على القمر لتجاور كل النجمات،تغني حبا وسلاما لعالم يسكر بالدماء كل يوم..لكنها ألبست ثوب الجريمة، والجرم أحلام بلا ترخيص .
إبتدأت المحاكمة ،كل التهم موجهة إليها ،كل الأدلة هناك وكل الشهود حاضرون ..الكل يتكلم إلا هي ،فهي خطيئة والخطيئة محرم عليها الكلام في حضرة الواعظين والشرفاء.
إنتهت المحاكمة سيقت إلى حجرة الإعدام حيث لاموت ولا حياة ،بعد أن أخدوا منها كل الأحلام وكل الأقلام.. ليتركوها امرأة تبتلع الصمت دواءا لداء الكلام المحترق داخلها حسرة وألما.
لم يكن القضاة سوى أناس كتبوا على جلودهم ذنوبا كثيرة بحبر المعاصي المشفر ،أخفوها تحت قناع العفاف والغضب..
كفانا محاكمات زائفة أمام محاكم زائفة، من يحاكم من فالقضاة جميعهم مذنبون.
عائشة خشابة
من هي هذه المكبلة...؟!
ردحذف