إضاءة نقدية لقصة//قطرة مطر للأستاذ// فاضل محمد // بقلم الأستاذ // رحب الشيخ

. . ليست هناك تعليقات:

الإثارة الفكرية والانبعاث الصوري في قصة (قطرة مطر) عند الاديب القاص فاضل محمد الربيعي ...

بقلم :
رجب الشيخ

ليس كل ما يكتب يثير شأن المتلقي ولكن هناك من الكتابات المثيرة و الجيدة والمهمة من النواحي الفنية والإبداعية تثير الاهتمام النوعي في نوع التجليات المعرفية المتفردة في عملية صنع الجيد دون سواه ، فالكتابة الجيدة تعتمد على شروط مهمه على ثلاثة أجزاء متباينة :
1- المقدمة .
2- لب الموضوع .
3- الخاتمة.
إن لعملية الاختيار والتركيب في دقة المعنى ووضوح الأسلوب ، هذا يتطلب عناية واضحة بمفردات اللغة ومترادفاتها وطرق تركيب للجمل والعبارات ، هنا يتطلب من الناص أن يكون ملما في النحو والبلاغة وكذلك اللغة لوضع الأطر الحقيقية وراء كل جملة أو حدث من أحداث القصة وكذلك عملية التشويق والاثارة معتمدا على الفكرة المتواضعة البسيطة بسباكة متقنة ...وبطريقة إيقاظ الفكرة التي يشتغل عليها الناص دون الحاجة إلى السرد الممل ...

قد أثارت لدية تلك القطعة النوعية المميزة جودتها المبهرة كيفية التصوير
الجميل من المعاني والتراكيب فاعطتها قوة وحيوية تفتقر إليها الكتابة الخالية من الصور والأخيلة . وللنظر في قوة المعنى والاعتماد على الخيال الجميل ...

.
.
النص

قطرة مطر
قصة قصيرة
تلملم الشمس بقايا خيوطها الذهبيه لترحل بعيدا عن ذلك البت من الطين , ويمر يوم اخر من ايام رمضان , لم تتوهج اي نار في المكان لطبخ طعام .
انطوى الجسد النحيف ذو التسع سنوات ,منكبا على صنع طائرته الورقية ..دمعات خجولة شحيحة في عينيه الواهنة , تترقب انجاز تلك المهمة .نعم لقد اتعبه الزمن الثقيل ورماه بامعان مع ام مريضة بعد ان ودعهم الاب بمصير مجهول ,, تتلاقف الصبي الاوهان تعصره بوحشية وتغلق نفحات سعادته ..صارت ايماءات الوجع تجثو فوق وجهه الغض صارخة القسائم , وعلته سحنة صفراء وذبول قاسي .
كان يكبو فوق الطائرة الورقية يرسم بعفويته صور طعام ودواء ..لم تكن الطائرة سوى رسالة يبعثها لفضاءات السماء لتصل للرب , بعد ان اتعبة الوقت واوهنة الجوع وذبل عوده الغض ..
مسك الطائره وتسلقت نظراته نحو سماء نائية المدى متناهية السعة حائرا .. يهمهم بصوت شحيح غير مسموع ,, وتتدافع دمعات حائرة من عين اثقلتها الحيرة والعوز, دخل بيته الطيني يفتش عن خيط , يقلب الاغراض البالية العتيقة العارية من النفع .. اندفعت عيناه لصوت انين خافت من ام واهنة يحوم حولها الموت ..قال بصوت ضعيف
_ اماه ... قريبا سيطلع الرب على رسالتي ...ونعيش ..افديك بعمري .
فاضت عيناه دموع دافئة , فهو لا يملك سواها ,, ليترجم افتتنان قلبه بام ضاعت بوجعها واستسلمت للموت بخنوع .
خرج مسرعا وربط خيطه القصير ..حاول ان ينهض طائرتة لترتقي الفضاء ..ان الرب ليس بعيدا ..هكذا كان يسمع ..تسلقت الطائرة نسمات متحركة ,فرح لها وصفق قلبه نشوة وطربا ,,لقد طارت الطائرة ,,,ستصل وسيأتي الجواب ...سعادته أنسته حدود الخيط ,, فرت الطائرة من يدية بعيدا .. تتقاذفها الريح وهو يهرع معها يرقبها بعين ملآى بالشجن والامل ..
ترتفع الطائرة في فضاءات رحبه وهو يتتبع حركتها بامعان ,,صدره يخفق ..طموحا لوصول رسالتة ..استقرت الطائرة على غصن في شجرة شاهقة ببستان قريب من بيته الطيني ,,جلس يتامل, متى تتحرر وتنطلق لتصل ,نظراتة مشدودة اليها , فهي مناه والامل الوحيد للوصول للرب , مر الوقت , وهو لايفارقها , ثقلت اجفانه واسدلت العيون ليغفو وهنا وجوعا .
تجمعت غيمات وبدأت السماء تذرف دمعا على الم الصبي ..وهو بغفوته ..سقطت بعض قطرات على جبينه ,صحا والآنين يملآ صدره ,,واذا برجل بهي الطلعة يقف أمامة وينظر اليه بحنو وعطف ..انتبه الصبي لقد كانت الطائرة بيد الرجل ,قال للصبي بنبرة واثقة حنونة
_ أهي طائرتك ولدى ؟؟؟
_ نعم سيدي ,,,انها رسالة للرب ..دواء لوالدتي ...وطعام ..
قالها بعفوية وبنبرات صادقة , اجاب الرجل بصوت يعلوه الامل
_ وصلت رسالتك ولدي ..انا صاحب البستان هذا ..خذني لدارك .
طفحت عيناه فرحة .وسارالصبي مسرعا مع الرجل الذي بقي حاملا للرسالة ,,نحو البيت الطيني تسبقة بهجة بجواب الرب السريع

فاضل الربيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك