الكِتَابَةُبِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم // بقلم الأستاذ //سامي بعقوب

. . ليست هناك تعليقات:

الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم .

تَشْبِيبٌ هَذَيَانِي

وَقَفَ خَارِجَ الزَمِنِ العَائِمِ فَوقَ صَهِيْلِ الغِيَاب ، يَتَأَمَلُ عَيْنَيْهَا بِكُلِّ مَا أُوتِي مِن خُشُوعٍ أَمَامَ قَدَاسَةِ أُنُوثَتِهَا ، و خَاصِرَةُ الفَجْرِ تَخْلَعُ عَنِ القَمَرِ أَسَاوِرَهُ الفِضِيَّة ، و تَرْسُمُ لَوْنَ الرَغْبَةِ فِي عَيْنَهَا عَوَالِمَ سِحْرِيَّة ، تَمْلَأُ فَرَاغَاتَ رُوحِهِ المُصْطَفَةِ خَلْفَ الكَثِيْرِ مِنَ السِنِيْن ، و سَرْعَانَ مَا رَقَدَ الضَبَابُ بَيْنَ ذِرَاعَي غَابَةٍ مِنْ رُخَامِ الجَسَد - الكَثِيْفِ بِعَبِيْرِهَا المُمْطِرِ - ، عَلَى حَافَةِ شَاطِيء الكَمَالِ المَمْنُوعِ مِنَ الاكْتِمَال ، إِلَّا هُنَاكَ حَيْثُ يَهْمِسُ فِي مَسَامِعِهَا - الأُنْثَى المُسْتَحِيْل - ، تَتَأَسْطَرُ أَمَامَ نَاظِرَيِّ ذُهُولِهِ ٱِلَهَةً مِن دَفْقِ أُنُوْثَةٍ مُطْلَقَةٍ : إِنَّ سَفْحَ الحُبِِ الأَكْبَرِ يَسْكُنُ إِلَى جَانِبِِ بَحْرِ هَشَاشَتِهِ ، لِيَكُونَ دَرْبَاً لَهُ نَحْوَ الأَبَد ، الذِي يُعَلِقُ قَلْبَهُ النَابِضُ بِهَا عَلَى صَهْوَةِ وَجْنَتَيْهَا اللَتَانِ تُمَعْنِيَان المَجْهُوْل ، و تَزْرَعَانِ صَحْرَاءَ رُوْحَهِ التَي هَجَرَتْهَا الأَحْلَامُ قَبْلَ قَلِيْل ، بِالكَثِيْرِ مِنَ النَدَّى الذِي يَنِزُّ بِنْشَوَةِ سَيِدَةْ اخْتَصَرَتِ النِسَاءَ بِوَاحِدَةٍ ، كَوْنَهَا هِيَ لَا سِوَاهَا نُقْصَانُهُ الدَائِمِ .

طَبَعَ قُبْلَةً حَرَّى عَلَى جَبِيْنِهَا السَاكِنِ تَحْتَ خِصْلَاتِ كَسْتَنَاءِ شَعْرِهَا المُنْسَدِلُ بِعَشْوَائِيَّةٍ مُوْجِعَةً ، عَلَى كَتِفَيْهَا اليُكَثِفَانِ أَنَامِلَهُ المُرْتَجِفَةِ خَدَرَاً يَسْرِي فِي شَرَايِيْنِهِ ، فَيُضَمِخُ دَمَهُ بِلَوْنِ ارْجُوَانِ عُنُقٍ يَفُوحُ صِبَىً مُشْمُشِيَ النُضُوجِ ، و هِي تِلامِسُ نُعُوْمَةَ ذِرَاعَيْهَا بِتَثَاقُلِ طُقُوْسِ عِبَادَة .

فِي تِلكَ الَحْظَةِ الخَصْبَةِ بِالحُب ، يَتَوَقَفُ الكَوْنُ صَامِتَاً فِي حُنْجَرَتِهِ المُتَحَشْرِجَةِ بِالكَثِيْرِ مِنَ اللَامَألُوف ، فَتَتَسَارَعُ العِبَارَاتُ فِي ذِهْنِهِ المُضْطَجِعِ عَلَى بُرْكَانِ شَوْقِهِ ، و تَبْتَسِمُ تَقَاسِيْمُ الهَوَاءِ مِن حَوْلِهِ ، و هِي تَجْمَعُ الصَوْتَ الأَبْكَم بِخِفَةِ الصَمْتِ النَاطِقِ فِي عَيْنَيْهِ ، الخَاشِعَتِيْنِ أَمَامَ مَلَكُوتِ جَلَالِ حُضُورِهَا ، فَتَنْقَشِعُ الظُلْمَةُ المُخَيِمَةِ عَلَى الضِفَةِ الدَاخِلِيَةِ الدَاجِيَةِ اليُسْرَى مِنْ صَدْرِه ، لِيَتَسِعَ أَكْثَرَ مِنَ المَكَانِ و يَزْدَانُ بِالحَنَانِ عِنْدَمَا تَتَوَسَدُ جَوَارِحَهُ .

سَاعَاتُ اللَيْلِ الفَائِت مَشَت بِتَأُدَةٍ و رَتَابَةٍ ، قَامَ بِتِعْدَادِ ثَوَانِيْهَا وَاحِدَةً تِلوَ الأُخْرَى ، كَانَ بَلُوْذُ بِالفِرَار بِمُغَازَلَةِ النُجُومِ التِي تُرْسَمُ مِنْ بَرِيْقِ عَيْنَيْهَا ، رَكِبَ الرِيْحَ التِي تَعْدُو مَسْرُوْجَةً بِأَشِعَةِ الصَبَاح الذِي اعْتَادَ مُوسِيْقَى صَوْتِهَا ، تَرْكُضُ جَامِحَةً بِجُنُونٍ سَرِيْعٍ نَحْوَ كَيْفَ هِيَ و كَم هِيَ .

حَاوَلَ اسْتِرَاقَ سَمْعَ الدُرُوْبِ المُحَاذِيَةِ لِلغَد ، بِأَحْرُفَ كَبِيْرَةٍ بَيْضَاءَ ، أَمَلَاً بالسَفَرِ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ إِلَيْهَا ، و بَعْد الظُهْرِ بِكَثِيْرٍ مِن مَشَاعِرِهِ الرُوْحِيَّة ، قَبْلَ أَن تَنَامَ الشَمْسُ وَرَاءَ الأُفُق ، جَلَسَ حَيْثُ يَعْبَقُ ظِلُّ عَبِيْرِهَا ، يَجْمَعُ البَرْقَ و الرَعْدَ لِيَنْثُرَ الشِتَاءَ ، نَرْجِسَاً فِي جَوْفِ سَعَادَتِهَا .

دَوْمَاً كَانَت و سَتَبْقَى هِيَ الأَجْمَلُ مِن كُلِّ الزُهُور ، لِذَا تَتَفَتَحُ أَكْمَامَهَا فِي كِلِّ الأَوْقَات ، و تَبْدَأُ بِمـرَاقَصَةِ مَا دُوْنَهَا مِن سِحْر ، وَقْتَذَاكَ لَهَا أَن تَفتَحَ أَبْوَابَ رُوحِهَا إِن رَغِبَت لِلنَدَى ، لِتَسْتَحِمَ بَعْدَ مَوسِمَ غَزَلٍ هَذَيَانِي ، فَتَرتَعِشُ أَوصَالَهَا مُصَفِقَةً ، و تَبْدَأُ بِلِبْسِ أَلوانِ الفِطْرَةِ الصَبِيْغَةِ بِالحُمْرَة .

سامي يعقوب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك