دراسة نقدية//الإنعكاسات السايكلوجية المرتبطة بالتساؤلات في الحتمية الوجودية وظواهرها النفسية في نص الأديبة الجولانية السورية الأستاذة//سميحة مي ابو صالح // بقلم الأستاذة //مرشدة جاويش

. . ليست هناك تعليقات:

الى القديره والاديبة الكبيرة مرشدة جاويش
لا يسعني المجاز لاعبُر به فضاء لغتك
واجزل به مشارفتك على المرور الكريم والمباغت نوافذ قصيدتي .
ليحلق عرفاني عصافير تنحني لجزلان شكرك ايتها القديرة، اديبتنا العملاقة مرشدة جاويش

الإنعكاسات السايكلوجية المرتبطة بالتساؤلات في الحتمية الوجودية وظواهرها النفسية في نص الأديبة الجولانية السورية سميحة فايزمي ( حين يقشعنا الموت).....
النص :
حين يقشعنا الموت

نرتدي الموج ولا نلتفت،،،
يلمحنا الوقت في زحمة السهو يرتد الضوء عن عصافير الفصول بنوافذ تطل على زفرة النهايات
من نحن؟؟؟
صرخة باردة بضجيج النهر
نخترق اديم السماء
ابناء الزحف العدمي لقربان الظل
عطر الريح خلف خريف الظلال الملطخ بدمنا
من نحن؟؟؟
نركض بوجودنا الممزق كاوراق صفراء نقاوم غابات شصّت (اجدبت) صفائح أرواحنا
ومشارف الابدية مجاز ينفخنا صدأ للرماد
وتقرأنا طلاسم الطواحين عشبة خواء
مخلوعين لسابع سماء بقص أوردتنا
نبذر الرؤيا وينبت الغيهب منفرج الأذرع بالنهى
يحرسنا المعنى بقوانين السراب
حيث الشعور نافذة تتسلل لسغب الغموض
سؤالي لك ياالله!!
لما كل هذا العناء؟ وكل الثغور ضبابية لشواهد مقمطة بمثلث ضفافنا
حيث تنبت زهور العنكبوت وتلثم بيلسان الضوء بقوافينا
دراويش بصلاتنا الصوفية ونرفانة الصمت وسائد لنا
فوق مقلة الطلّ عراة
نعشش بوصايا الأبدية
نبصر الجواب بولادة الموت
سميحة فايز مي
الجولان السوري

رؤية تمهيدية ومقاربة للعنونة :
الموت : هو توقف كل الوظائف الحيوية والبيولوجية وبشكل عام هو إنتقال جديد لعوالم أخرى في فلسفتنا الدينية
ولكن الفلافسفة كإفلاطون من وجهة نظره هو الخلاص النفسي من الجسدي وديكارت يرى الموت خلود بعالم أكثر راحة واسبينوزا الهولندي يؤكد مع ديكارت أن العقل لاتنتهي مهامه مع موت الجسد وجزء منه لايدمر ويبقى خالداً أي للعقل أزليته
وأكثرالفلاسفة لهم آراء عن الموت تجتمع أن الإنسان بالنهاية فاني الجسد وسينتقل الى متسع جديد
فالعنونة لدى
والناصة ترى الموت هو الموت النفسي نعم
فهي تستنبط كل سايكلوجية المفردات لتعطي البعد التام للمفردة كما ارتأته نفسياً فهي تبوح عن أسرار النص وبذلك أعطت توافقية المعنى العام مع الإستهلال وهذا له جماليته بالنصوص المجددة
فالعتبة النصية :
((حين يقشعنا الموت نرتدي)) عنوان مستفز للعديد من التفسيرات وهذه البدوة بالجملية الخبرية
مع الظرفية الحينية هي رسالة موجهة لكن زمنيتها مؤجلة لم تؤكد لأن الموت مغيب التوقيت
فالإنقشاع
هو الإنجلاء أو الزوال أو التفريق وأنا سأعتمد مفردة التفريق للإعتماد التحليلي (يُقْشِعنا) ولكن أيضاً نرى أن القشِع يعتمد كرؤيا للموت حين يحضرنا
ومع البعد الشعوري للأنا نجدها تنظم معنى الموت
فتعددات المعنى للمفردة يجوز أن تعطي تأويلات العنونة العديدة
حين تصعقهم الحياة فهو موت
توظف الشاعرة الجواب ب
(نرتدي الموج ولانلتفت )
الإرتداء : هو للباس
الموج : حراك البحر
ولانلتفت : سلوك حركي كالإستدارة
فمن خلال ردة الفعل يكون تعويضها من ذاك الحصار بارتداء الموج والموج هنا اشتعالات الذات
المكلومة لا تلتفت فهنا الفعلية كي تتخطى الحدث أي
الحدثية الشعرية عمومية المعنى ولكن ضمن كينونة النص نجد هناك وجع ذاتي لموت قاهر مضمن بدواخل النفس قهر روحي
وتسترسل (يلمحنا الوقت في زحمة السهو يرتد الضوء عن عصافير الفصول بنوافذ تطل
على زفرة النهايات )
يلمحنا : فعل للرؤية أي أبصر شيء بإمتدادية وصوّب إليه
الوقت : هو زمانية قُدّرت لشيء ما له لحظته المناسبة
يرتد : فعل حركي ينوّه عن حالة الرجوع أو الانسحاب
عصافير : طيورصغيرة القدّ لها زقزتها التي تولد التفاؤل والأمل صباحاً لتستفتح النهارات
زفرة : تنهيدة
نجدها تنوّه عن عدم الإستدارة والرجوع لما كان إنما التخطي الذي تتحدى فيه وهي ملتحمة بضباب نسيانها الذي خالطه الموت حياتياً بعد أن غاب النور عن رتل الأيام ومات الشعور وتغريدة الحياة التي تنهدت حدودها القصوى
(من نحن ؟؟؟) سؤال له أبعاده الكثيرة على المستوى السايكلوجي والديني
فنظرية علم النفس التطوري (روبرت رايت ) بأننا وجودنا بعقل (الدماغ البشري) بغاية النقل المورثي المؤدي لطريقة حضورنا الإنساني بالتناسل
لكن نعلم أن الكتاب المقدس متعدياً التناسل إلى (فلقد خلقنا على ((صورة )) الله أي نعكس صفاته
والقرآن أكد تكريم الإنسان وجعله خليفة بالأرض ((إني جاعل في الأرض خليفة)
إذاً السؤال هنا (من نحن ) وجودي متستفسر و له مذاق الشكوى مستنكر
والشاعرة من خلال السؤال تبدي وجهة نظرها بتعبيرية من خلال حيرتها لتعطي حجة لتلك الأسئلة
(صرخة باردة بضجيج النهر
نخترق أديم السماء
أبناء الزحف العدمي لقربان الظل')
صورة بارعة فكيف تصرخ بصخب النهر؟؟ هنا تأويلية عالية أمام سؤالها عن سبب كينونتها (من نحن ) فالسؤال دوماً شكل للكينونة الإنسانية فهي تستنهض الذات بتلك الصرخة للبحث في هذا الفراغ الذي يحتاج لأجوبة فراغ له أسبابه بين الحضور والموت النفسي من خلال جوابها عن سؤالها وهي التي سألت وأجابت نراها تؤكد تأسيسها للفكرة العامة للنص لتؤدي المعنى في القصيدة الرؤية
فهي المطلة والمتحركة بالنص والرائية
والموت بلا حراك إننا نسمع عنه كموت حقيقي إلهي
ونشعره كموت حسي نفسي
ولا إبصار
من هنا نجد أنها نزعت الموت عن قالبه المعروف بالوصف لتحيله إلى وصف برمزية أخرى (نخترق اديم السماء
ابناء الزحف العدمي لقربان الظل')
فلقد كانت خطوتها الشعرية بالإحالة بأن الإنسان يؤثث للتوغل لأبواب السماء فهي تتكلم بصيغة جمعية (نخترق) لأن الموت شامل وحقيقة وجودية
فهم كالاموات الآن لامنجى من هذا والوجع عام
وبصورة قوية ملحّة ( أبناء الزحف العدمي لقربان الظل)
فهي هنا تضيف للسؤال الأبدي عن معنى الحياة وغرضيتها
المسعى الروحي لها فتدخلنا في فلسفة عدمية
بين الشك مع هذا الإجهاد القائم من الألم
والرأي الخاص للشاعرة ومعتقدها بالعدمية الوجودية أي الحياة باتت لامعنى لها كقيمة جوهرية وذلك تحصيل حاصل لما نوهت عنه بالنص من خلال الحيرى لذلك اتكأت على التفسير الموضوعي بعيداً عن الإستهجان فهم باتوا قربان للظل ربما هنا تحديداً الناصة تبوح عن حالة مجتمعية أضفتها اللامبالاة الواقعية بهذا الكون الذي أفجع شعورها بالموت الشعوري للكينونة الإنسانية
أوعن الموت الناظم للحياة بشكل
عام كمقدر فنائي وضعي
فهي استخدمت كلمة قربان مفردة دينية لتدعيم حالة الوصف في الفداء الذاتي والتقرب إلى الله في أحوال الموت هنا توصيف كلي لما رغبته من معنى الموت ربما تستهجن سبب الموت حياتياً موت الأنا من قبل الأنا الأخرى
ولكنها لاتستنكره إلهياً لأنها تستكمل المعنى (عطر الريح خلف خريف الظلال الملطخ بدمنا)
فالموت بالنهاية هو قرار إلهي بنظرها لكنها ترى الحالة التي تتكلم عنها بأنها قرابين لأشياء مخفية تسنزفنا في فوضى تتساقط بالموت يضوع عطرها في أطوار الزوال المتكرر لرحيق الروح المثقلة بهذا الكون الفائر
الشاعرة تكرر ( من نحن ؟؟؟ ) للتأكيد على السؤال وعلى الإستفسار أيضاً موضوعياً بدوغماتية لها موقفها الفلسفي بالطرح وعبثيتها المطلقة وليس الفردية لان الناصة مدركة لما تراه وماتنوه عنه لكن سؤالها يطرح من قبل الكل (من نحن) فبين الغير ممكن إنسانياً وبين غير الممكن منطقياً فارق وتفسيره متجلي طبعاً
فالمثقف يستطع عقله مراقبة نفسه ((ألبير كامو)
لتحقيق مثل هذه التساؤلات والشاعرة مشاربها المعرفية عميقة وثقافتها تتجلى بالنص
بمهارة كلية معتمدة الفلسفة التي تتناسق بالبديهي والمطلق تصل الأديبة لما تؤمن به من حقيقة مقررة ومعتقد
بهذا الإستنزاف الحسي والوصف الذي يستخدم كمرآة للذوات ولتلك الأجساد للوصول إلى دقائق كونية وجودية معذبة تتضح من خلال السريلة النثرية
(( نركض بوجودنا الممزق كاوراق صفراء نقاوم غابات شصًت (اجدبت) صفائح أرواحنا
ومشارف الأبدية مجاز ينفخنا صدأ للرماد
وتقرأنا طلاسم الطواحين عشبة خواء
مخلوعين لسابع سماء بقص أوردتنا))
صور ترافق النص بكل مجازات الرؤيا التي ابتكرتها الناصة بجمالية توظيفية لتخدم المعنى العام وتوضح الفكرة الكلية والغائية من الوحدة النصية التي بلورت الفكرة وانزاحت من خلالها بالتوصيف والتدعيم بسيميايئة لها فنية العمار البنائي المتكئ على التأويلات بكل مناحي النص
نركض بوجودنا ...صورة أخاذة حين تهيم الذوات بالركض ولكنها مثقلة صفراء منهكة فالروح ناضبة وإشارة الصفائح تعطي أبعاد تأويلية عدة للمعنى
لكنها بالنهاية صفائح متعبة
الحياة مرمدة الحواس
ونهاياتها وقود أترعه الرماد في غابات الحياة
(تقرأؤنا طلاسم الطواحين عشبة خواء) ماأجملها من صورة تأويلية وماأوجعها من معنى حين تحيل الطواحين لإنسان يقرأ
هنا كناية عالية لتكرار القهر والوجع الذي بات مطحوناً بخواء كلي
(مخلوعين لسابع سماء بقص أوردتنا))
التنويه عن الوريد هنا بالقص أي فقد الحياة فالوريد يعيد الدم للأوعية
إذاً الموت أحياء قبل الوصول لسابع سماء
فالخلع هنا أي الرمي
والرمي هو للشيء الذي لانفع فيه إذاً فحياتنا وموتنا باتت سواء بهذا الجحيم الحي تتجسد الماهية الروحية في النص يتضمنها المخلوق الأرضي لم أقل إنساني لأن الشاعرة مكتوية منه
بالختام نجدها تقتحم ذاتها المتورمة لتحيلها إلى شكوى موجهة للذات الإلهية بنجوى عالية الغليان
وتبرر سبب الشكوى للذوات التي اكتوت بالمفارقات فكلما رغبت الابصار المعني قابلها الرفض والنهي لأنها ملزمة بقوانين لها رقابتها
هي تستنكر هذا الغموض الذي يلجم الشعور فالحراسة صعبة المران ويبقى الضوء طي العتمة مع ألغاز محيرة تقتات على نفير الحس لتكتم الرؤيا فما عاد لتراتيلنا من معنى ولا لتهجداتنا
هنا أخذتنا الشاعرة إلى اصطدام بأيدلوجية الوسط لتحيلها إلى شيء مادي بماأشار إليه بالعصر الاغريقي عصر الظاهرة المحاكاتية أي شعرية استنطاقية شعورية ذاتية لذلك رجمت تلك الأنوات أمام تلك الظروف المجحفة
فتنويهها عن الصرخة (صرخة وعن سؤالها
(من نحن ) لتنتج الحاسية في المورد الدلالي فلقد رفعت من سخونة النص أحالته جسد حسي وخاصة في المقطع الأخير بإدراكية شعورية توضح ماهية الإمتعاض في إتساق توصيفي المفتوح للقراءة أو المسكوت عنه إشارة للمثيرات التي إستعدت الفكرة لإستنطاق الدلالة الحسية التعبيرية المؤثرة وجعاً
فهي لم تلجأ للوصف كتعبير فقط
إنما الشاعرة تجد ذاتها دوماً بالتحولات تستخدمها كأسرار أو طلسم مفتوح القرار للتمعن بهذا الخناق القاتل
(نبذر الرؤيا و ينبت الغيهب منفرج الاذرع بالنهى
يحرسنا المعنى بقوانين السراب
حيث الشعور نافذة تتسلل لسغب الغموض
سؤالي لك يا الله!!
لما كل هذا العناء وكل الثغور ضبابية لشواهد مقمطة بمثلث ضفافنا
حيث تنبت زهور العنكبوت وتلثم بيلسان الضوء بقوافينا
دراويش بصلاتنا الصوفية ونرفانة الصمت وسائد لنا
فوق مقلة الطل عراة  
نعشش بوصايا الأبدية
 نبصر الجواب بولادة الموت)
إننا نعيش الوجع وفوضاه منذ آلاف السنين والأجرام الكبرى تلتهم صغارها فالخراب عمره مديد ومتفاقم 
من خلال هذا التنافذ المعرفي العميق والحسية العالية شرعت بفتح بوابات الإمتاع برغم حزن المعنى بمتسع له كل الآراء الفلسفية والمادية ومدرسة علم النفس إلى واقع مزري في تفاصيله التي بينتها 
حين ينقطع الغذاء الروحي للذات لتتحول إلى كائن محبط 
النص عبارة عن معركة مخاطبة لكل  القيود والمحبطات  وشجب ذاك الألم  المعلن 
 وإرساء الفكرة المبتغاة لإضفاء الشمولية العامية المضغوطة 
النص يتبع الحداثة ومابعدها فظاهرة التجنيس بين السرد والنثر وو تزداد حموليتها فنقول النص المفتوح لأنها انطلقت من ذاتيتها وتجردت عن بقعتها الضيقة إلى عدسة وجودية تعلن عن شمولية خطابية 
فالنص المفتوح والنص المفتوح أعني هنا له مورده النثري وفوضاه وجديته مع عبثيته أي متسع بعيداً عن القيود الشعرية له تناسله الفلسفي والمعرفة المفتوحة 
كما نوه عنه الفيلسوف كارل بوبر ورولان بارت بالمستوى الحر للنص
سميحة أبو فايز مبدعة اغلب نصوصها تترجم خواء المحيط وفراغ الحياة ضمن مجتمع بات مذبوح الشعور 
مبدعة لها فلسفتها الخاصة بها تنحى دوماً للترميز والكناية التي تحاور المتلقى وتقترب منه 
الوطن يسكن في نصوصها وله حيزه الواسع 
مودتي مبدعتنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك