الشاعرة الواعدة //عطاء محمد // شعريةً النصِ ودلالةِ المعنى الفنيِ والجمالي للصورةِ الشعريةِ // في قصيدة // السيجارة الأخيرة // بقلم الأستاذ // أياد النصيري

. . ليست هناك تعليقات:


الشاعرة الواعدة عطاء محمد
شعريةً النصِ ودلالةِ المعنى الفنيِ والجمالي للصورةِ الشعريةِ
في قصيدة السيجارة الأخيرة
أياد النصيري
* * * * *
القصيدةُ التي لايسمعها سوى شاعرها تذبلُ وتموتُ سريعا
لنقفَ في فضاءاتٍ تتسعُ كلما ضاقتْ المفرداتُ والتراكيبُ التي أفرزتْ انبعاثاتٍ لغويةً ومشاطراتْ - - شاعرةٌ تمتلكُ كلَ الأدواتِ التي تستطيعُ منْ خلالها التحركُ ضمنَ خطوطٍ متعرجةٍ شاعرةٍ لا تعرفُ الهدوءَ شاعرةً تتحركُ في مضامينَ شعريةٍ ضاجة التي لا ولنْ تستطيعَ سبرَ أغوارها إلا بالاقترابِ منْ كتاباتها الشعريةِ لتجدإنسانة تتكامل لديها كلُ المفهوماتِ والرؤى الشعريةِ ليسَ تحايلاً بلْ الملكة والموهبةُ التي انسابتْ منْ بينِ أناملها لتغصّ بهذا الكمِ الهائلِ منْ المفارقاتِ الذهنيةِ والتناقضاتِ التي ترسمُ خطوطا متناهيةً الصياغةِ الفنيةِ وكأنني في ورشةِ رسمٍ صغيرةٍ في مساحتها كبيرةً في نتاجاتها تضخُ كلَ ما يجذبنا إلى عالمٍ مملوءٍ بالصخبِ والجنونِ النصِ الشعريِ الذي يحتوي الجمالُ وأسلوبُ الفكرةِ واللحنِ والصورالشعرية يجبَ أنْ يجمعَ بينَ روعةِ الحقيقةِ ودقةِ الإفصاحِ وجمالِ النغمِ وعذوبةِ الوقعِ وهذا مارسمتهْ الشاعرةُ الواعدةُ ( عطاء محمد ) قبلَ أنْ ترسمَ حروفها العذبةَ وتنتجُ نصها الإبداعيَ ( السيجارةُ الأخيرةُ ) لهذا نحنُ نقفُ على ناصيةِ نصٍ يجابهكَ بتقنياتهِ الترميزيةِ والتخييليةِ العاليةِ وبملمحهِ السرياليّ ونظارتهِ الأكثرَ وضوحا ومهارةُ
حيثُ يجدبكْ شعرَ شعرٌ . . بسيط وهوَ منْ السهلِ الممتنعِ
نصٌ فنيٌ شعريٌ رفيعٌ لايشعرْ معهُ القارئَ بالمللِ لاغتنائهِ بالخصائصِ الأسلوبيةِ العاليةِ والمواقفِ المدهشةِ والأفكارِ العميقةِ والرموزِ وكلها خصائصُ تبعدُ القارئَ عنْ الشعورِ بفكرةِ الاستطالةِ في البناءِ . . ثمَ يتحولُ النصُ مباشرةِ إلى تناولِ القصيدةِ القصيرةِ عبرَ تشبيهٍ فنيٍ جديدٍ مستلٍ منْ الحياةِ اليوميةِ السيجارةِ الأخيرةِ نص ذاتِ بناءِ معماريٍ تشيدهُ شبكةُ علاقاتٍ بينَ الليلِ والسيجارةِ والأحلامِ منْ جانبٍ ومنْ الجانبِ الآخرِ الذاتَ الشاعرةَ الفاعلةَ في تغييرِ أوضاعِ علاقةِ المفرداتِ ورسمِ الصورِ الشعريةِ في جماليةِ الإبداعِ الشعريِ حيثُ نلمحُ إصرارالشاعرة على ركوبِ أمواجِ ذكرياتها العالقةِ في تلافيفِ ذاكرتها لتطوفَ بحرفها وهمسها وصورها الشعريةِ داخل ( غرفةٌ ) التي منْ خلالها بنتَ الشاعرة نصها لترويَ وترسمَ الشكلَ المحوريَ الشعريَ الغرفةَ التي عشقها الأنا الآخروكتبْ عنها أجملُ الكلماتِ يرافقهُ الحنينُ الغافي في مخيلتهِ وترانيمَ عشقهِ الذي تجاوزَ صداهُ مسامعهُ لتنتظمَ أشعارا تحكي دخانَ السجائرِ التي تفردتْ الشاعرةُ بنكهةِ الصورِ المرسومةِ في ذاكرتها ورسمتْ صورُ حلقاتٍ مانفثهْ منْ سجائرهِ المتلاحقةِ وصورتها مثل أسرابِ حمامٍ محلقٍ كيْ تدخلَ في عمقِ الحالةِ وترسمها وتسردُ عنهاوهي كرنفالٌ للذكريات القاتمةِ الألوانِ حيثُ إنَ أغلبَ صورها الشعريةِ تحكي حالةً روحيةً تخيليةً مخمليةً قديمةً تفردتْ بها وضمتْ ذكرياتُ الأنا الأخرى التي شاكستْ بعفويتها كلَ الأماكنِ التي أحبها وغادرها مرغما وتمكنتْ الشاعرةُ بفضلِ إبداعاتها التي خطها قلمها وملأتها دواتها أنْ تجعلَ تلكَ الذكرياتِ تنطقُ والشاعرةَ جعلتْ منْ النصِ - صوتها المعبرُ عنْ ما في داخلها منْ خلالِ مناشدةِ الآخرِ فهيَ تريدُ أنْ تحددَ الحياةُ الداخليةُ لديها ضمنِ إطارِ حواري معَ الموضوعِ الآخرِ منْ خلالِ الرموزِ المتخيلةِ معَ ذاتها والتي تتوهجُ عندَ حالةِ الحدسِ التصاعديِ في انفعاليةٍ الفكرةِ التي تحددُ اشتراطَ الرؤيا كصوتِ لساني يزيدُ منْ الصورةِ المضاءةِ في داخلها كفعلٍ انعكاسيٍ لكلِ حالاتِ الجمالِ الذي تبثها بموسقة اللغةُ التي تقاربُ انفعالها الحسيَ الوجدانيَ لكيْ تكشفَ الأشياءُ والمرئياتُ مقدارُ تقاربها منْ وجودها الإنسانيِ الذي يسعى لتأطيرِ الحياةِ كرمزٍ متخيلٍ ينضجُ الجمالُ منْ خلالِ البؤرةِ المتحركةِ ضمنَ النصِ حيثُ نلاحظُ أنَ اللغةَ لدى الشاعرةِ ( عطاء ) ما هيَ إلا حالةَ التعبيرِ المتقاربِ كليا معَ الدلالاتِ الرؤيويةِ التي تعطي لفكرةِ النصِ بعد جماليٍ لغويٍ صوتيٍ يتجاذبُ معَ المعنى الداخليِ عندها أنَ التجربةَ الشعريةَ في أساسها تجربةَ لغةٍ ، فالشعرُ هوَ الاستخدامُ الفنيُ للطاقاتِ الحسيةِ والعقليةِ والنفسيةِ والصوتيةِ للغةِ لقدْ أحسنتْ الشاعرةُ عطاءَ محمدْ في كتابةِ هذهِ القصيدةِ بصورِ ولغةُ سهلةٌ ممتنعةٌ فكانَ يظهرُ أسلوبها في بعضِ الأحيانِ صعبا وفي كثيرٍ منْ الأحايينِ الأخرى سهلاً نوعا ما وعملتَ الشاعرةَ على اللعبِ بضمائرِ عدةٍ متصلةٍ ومنفصلةٍ لتحاولَ أنْ تعطينا صورٌ متعددةٌ عنْ الآخرِ الذي لا يأتي في النصِ الشعريِ صريحا وواضحا بلْ يمكنُ أنْ ينوبَ عنهُ ضميرُ منْ الضمائرِ لقدْ استطاعتْ الشاعرةُ التعبيرَ عما يختلجُ بداخلها بواسطةِ الصورِ البليغةِ المتنوعةِ التي تمتلئُ فيها القصيدةُ بلاغةً مكنتْ الشاعرةُ منْ الإمساكِ بالحالةِ النفسيةِ وتجسيدها فيصبحُ ما في داخلِ الإنسانِ مرئيا واستطاعتْ الشاعرةُ ( عطاء محمد ) اصطيادِ الحالةِ النفسيةِ ورسمتها بأجمل الصورِ منْ اللافتِ أنَ القصيدةَ بدأتْ بعنصرِ المكانِ وهوَ الباعثُ والمحركُ للمشاعرِ والمثيرِ لخزانِ الذاكرةِ وانتهتْ بعنصرِ الزمانِ الذي يطغى موجهٌ على ساحلِ العمرِ فيسحبُ إلى أعماقهِ كلَ الذراتِ الشعوريةِ إلا منْ رغوةِ الذكرى وبقايا الأصدافِ الشعوريةِ تحتَ وهجِ الشمسِ ولا ننسى ما لشاعرتنا ( عطاء محمد ) منْ مهارةٍ في توظيفِ متعلقاتها الشعريةِ على نحوٍ سلسٍ دونَ المساسِ بالموسيقى الشعريةِ التي أتقنتْ تلحينها في قصيدتها هذهِ ما هيَ الاترجمة لمنهجها وأسلوبها الشعريِ حينَ يلازمُ النصُ الخاصيةَ التعبيريةَ والتشكيليةَ بدقةٍ وخيالٍ واسعٍ أدواتِ تقنيةَ صرفهِ منْ جهةٍ تتعلقُ بالمفهومِ الخاصِ بالشعرِ وعلاقتهِ بالخيالِ والعاطفةِ والمعنى الشعريِ ومفرداتُ إضافيةٌ منْ جهةٍ أخرى وهيَ عبارةٌ عنْ تساؤلاتٍ تفكرُ بها الشاعرةُ وتشاركنا تلكَ الأحزانِ بهمساتٍ خارجةٍ منْ أعماقِ نفسها في نغماتٍ حزينةٍ ومريرةٍ كمنَ رضيَ مجبرا بواقعهِ وآلامهِ وهيَ في الحقيقةِ قريبةً جدا منْ ناحيةِ التصنيفِ للشعرِ المهموسِ كانتْ القراءةُ لمتنِ النصِ الشعريِ هوَ إظهارُ المعنى التصويريِ للذاتِ وعلاقتها بالآخرِ واضعينَ نصبَ أعيننا أنَ القارئَ يجبُ ألا يكتفيَ بقراءةِ ما كانَ حاضرا في النصِ بلْ عليهِ أنْ يبذلَ جهدا لقراءةِ ما خفيَ منهُ واستترَ أوْ ما تحجبُ فيما وراءَ الكلماتِ الظاهرةِ ومنْ هنا ندركُ أنَ قصيدةً ( السيجارةُ الأخيرةُ ) للشاعرةِ ( ( عطاء محمد ) ) تنتمي إلى فضاءِ السردِ الشعريِ ابتداءً منْ عتبةِ عنوانها مرورا بجوهرِالحكايةِ الشعريةِ وصولاً إلى الخاتمةِ السرديةِ في الحكايةِ الشعريةِ في هذهِ القصيدةِ التي تظهرُ بصورةٍ مشحونةً بالطاقةِ الإيجابيةِ التي تغادرُ في نهايةِ المطافِ كلَ الهمومِ المرتبطةِ بجوهرِ الحكايةِ حيثُ ذاتُ الشاعرةِ المقهورةِ فوقَ عتبةِ الوجودِ ليتسكعَ نصها خارجَ السربِ مرفرفةٌ في أفقٍ سرديٍ يتنامى عنْ طريقِ لغةٍ تنهلُ منْ معجمٍ نفسيٍ غنيٍ بصورِ فنيةٍ تحاولُ هدمَ الواقعِ المعاشِ لبناءٍ آخرَ منْ خلالِ التخييلِ فتتحولُ القصيدةُ إلى أغنيةٍ خريفيةٍ ترمي بظلالها على فضاءِ مليءٍ بالخيباتِ بعدَ أنْ أدركتْ
أنها السيجارةُ الأخيرةُ
***ُ
النصُ الشعريُ-
محلقا دخانَ سيكَارتكَ - - علا أجواءَ الغرفةِ - - كأسرابِ طيور تائهةً - - صوبَ المنافي ارتقبهُ بنظراتِ استغرابٍ - - هندسةٌ غريبةٌ - - تنفثها شفتاكَ - - دوائر متناغمةٍ - - معَ ظلامِ الغرفةِ - - اندسَ في دخانكَ كغيمةٍ - - تحتضنَ ما تبقى - - منْ عبيرْ سجائركَ - - أتساءلُ ؟ . . . ما لفكرةِ المستحوذةِ عليكَ - - تجعلكَ مستغرقا - - بتفكيركَ الصامت - - ساعاتٌ تمضي - - القلقُ يبدو ضيفا ثقيل - - طقطقةُ الأصابعِ - - لحنٌ حزينٌ - - شارد بعضَ الشيءِ - - منتظرا محطةَ قطارٍ عابرٍ - - بعيدا عنْ مدنٍ - - وطأتها إقدامَ العابرينَ - - طويل ذاكَ الليلِ - - سارد بارعٍ - - يقصَ حكايةً - - ذابلةً لأزاهيرَ - - تركتْ على مقاعدِ الانتظارِ - - ابحثْ عنْ شهرزادْ - - لتنهيَ ليليٍ العقيمِ - - فأجدها مستغرقةٌ - - في سباتها العميقِ - - استأذنتْ الوقتَ - لأعودَ أدراجي - فإذا بأناملي تهمس - لقدْ استنفدت
علبُ الدخانِ
&&&&&&&
أياد النصيري العراق -2023
قراءة نقدية لقصيدة السيجارة الأخيرة
للشاعرة عطاء محمد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك