(مسرودة ممسرحة)
شوقي كريم حسن
(الفراغ مهما كان واضح الحدود يظل فعلاً عاجزاً يتيم القصد لا يناله التغيير،وعاجزاً ابدياً في صناعة الحقائق وتؤكد حضورها البسيطة والساذجه، لهذا ظل فراغاً يبحث عن معناه بين المنسيات من أنقاض الحروب وتفاهات الزنازين المتعددة الذكريات الخالية من الامل ،وحكايات البواسل من السلاطين والحكام الذين يتعمدون ختم كل الافعال بأسمائهم حتى وإن كانت افعالاً سافلة تثير الاشمئزاز والكراهيات،محاولات ملأ الفراغ غريبة تروم الوصول الى غياهب الكون مقتحمة الاسرارالبليغة العتمة ومخفيها على ظهرحصان من يابس جريد النخل المهان بالفجيعة..الفراغ حكاية ماجنة يرويها حاكم مجنون ويرددها مصدقاً رافضاً ابعادها، أبله غادرته الفطنة يظن أن كل ما يقال له وأنصت إليه، واجب التبجيل والتقديس ،فعل لايجب مساسه والاقتراب منه، لانه محذور رفعه الكهنة الى مستوى التبجيل والطاعة)!!خارج أطر الفراغ، إن كان ثمة للفراغ أطر،كان مدرس التاريخ العارف بمكونات الازمنة والتواريخ،يقول — حاذروا الوقوع في مطبات الفهم كل شيء يمكن تأكيد وجوده الا الفراغ ،،لعبة لهو يراد من خلالها المسير الى التلاشي ..الفراغ صناعة العقول الجامدة التي لاتفهم كنه الاشياء المحيطة بها،،.من أوجد من الفراغ اوجدنا ام نحن من صنع هيبته واثرى وجوده؟!!
يقول أمام الجامع مبسملاً ومكبراً ولاعناً الاقوام التي تفقه القول وتصد عنه،باحثة عما يرضي هواها ومجونها ،الذي ماترك للعقل وعياً ولاقيمة.— الفراغ مجد الازل الذي لاأزل سواه..أزل يجب ان نكون بين يديه ذات يوم مبارك،،نرقبه بخوف ويرقبنا برحمته!!
كنا نحن أولاد ضفاف الانهار والسواقي، نشاكس عذاباتنا الشابة مثل نيران التنانير،مالئين جرأتنا باعتراضات ماتلبث أن تتحول الى انقسامات حادة تتصاعد رويداً لتصير عراكاً بالعصي مصحوباً برذاذ الشتائم المهتوكة الثياب ،عالم دسم بالاقاويل لن نسمح لغيرنا مهما كان حكيماً رصين الرأي دخوله حتى لا يخرب علينا بقصد شيطاني لذة النصر وثرثراته المصاغة بخبث مبني على معارف سود لايستطيع نبش مقابرها المبرقعة بالعتق غيرنا،
نحن الصانعين لهيئات الاخبار الطاشة فزعاً،
قال — لنحاول إمتطاء خيول الجنون.ونحرق مسوح عفة القول لنمنح الكهنة معابد خالية من مهاترات التقديس وأوهامه..إسقاط كهوف مرويات الكهنة نهاية المطاف..الرواية الكهنوتية تشيدها السنة الاكاذيب!!
قال— لاتحاول الخطو دون حساب مادمت لا ترافق سوى عجزك الماسك بثياب أمانيك المهدورة الوقت..كلما اقتربت من كاهن معبد جفت الدروب تحت قدميك..وغدوت تركض وراء خيط سراب من عدم..ظل موقناً بعناد أنك دخلت محالات الفراغ التي لاتتوقف عند زمن او مكان،،تدور ومعك يدور الفراغ!!
قال— ليتك رسمت دروبنا بدلاً عن هذا الهذر الذي لاينفع ويقدم حلا..بات قعودنا لايهم سوانا ولايكترث له المارة،،/أولاد الشيطان من صيركم دعاة حكمة وباعة مباهج/ اخفوا ارواحكم وراء خزي فعالكم/
قال—— لاتمسك ليلك دون معرفة السؤال،،
الليالي قوارير مليئة بالاسئلة اليتيمة الإجابات،!!
قال— هو ذا سري الذي أربك دروب إختياري؟!!
قال—- كلما توغلت في تيه الازمنة تلاشت العبارة، وصارت السعة عجز لايعلم سوى الاستسلام!!
قال— وما عساني فاعل ومارأيت غير الافعال المدافة بالتذالات؟!!
قال—— أصنع لوجودك معنى،الوجودالممحو المعنى أرض يباب عاجزة عن الاحساس بهدوء الاخضرار لاتجيد سوى حصاد خذلانها!!
قال— ليتك أشرت اليَّ أي الدروب أسلك وما احتاجه من متاع ليطمئن خطوي وتزهر احلامي
قال— إشارة الدرب واضحة ومعناه جلي ، لكنك أغمضت فؤادك ومضيت!!
قال— وإن عجزت عن كشف المستور ومراميه
اتراني أعاود الارتحال؟!!
قال— الدروب لا تعجز مادامت تعرف خطوات مشاتها،،/الدروب دليل النساك الى سبر اغوار المحيط بهم /،أجمل الدروب تلك التي تعرف خفق قلوب المارين بأحمال معارفهم دون لغط كلام وعجالة فعل/..الدروب فطنة سؤال لاعجز إجابة،/ الدروب هبة الفعل دون قحط
الارتهان/ الدروب فضيلة إن فهم القصد وخلص الميزان/ الدروب آمان المؤمن بفحوى ماراح إليه/الدروب نيشان لاتحذفة البلوى/،
قال—- وماذا إن ارتجفت الروح عند أول الدرب
وزداد وجيفها فهان عليها المضي؟!!
قال— اتركها تفعل ماتريد وأمضي ..وجيف الارواح سدود توقف الخطو وتضاعف المحال!!
قال— الدرب صعب ذلك لان حكمة الاقوال غير حكمة الافعال،، والاختلاف عثرات تعيق
الوصول،،فما تراني فاعل وسط عثرات لا قيام منها ؟!!
قال— هداية القول مفاتيح لهدايات الافعال الغائرة بالمحاسن.. عثرة وثانية وثالثة لاتوقف
خطو الرائحين الى الرجاء!!
(تتوقف الرؤيا حين انطفأت أضوية الكشف التي ما أشعرت الارواح بغير فوضى و الخوف الباحثة عن منقذ ،شعت حدود الفهم ببطء وجل بين أرجاء المكان المكتظ بنداءات التوسل المولولة بجزع ثقيل الملمس، لم تك رغباتنا تقف عند حدود الامتحان،ثمة مانريد تجاوزه من أجل الوصول الى غايات أمثل،
والمكوث هناك عند فضاءات،لمدن التي اوصلتنا الى حيرةالتأمل والاكتشاف ،أوقفت خطانا عند أبواب بساتين خطاياها،الملوثة لارواح براءتنا الباحثة عن مخلص يجيد البوح الدافع الى هدوء النفس وطمأنينتها،أزقة جرداء برغم ضجيجها المتعالي دون اسباباً معقولة ،
وشوارع رعناء تنتهك حضورك المستكين، وبيوت موبؤة بروائح البارود والصور الرعناء العتيقة الخرساء التي لاتتقن سوى اشارات لاتجيد التفسير ،تبصر كل خطايا الكون تندلق بين يديها دون أن تعلن الرفض او الموافقة، المماشي المتعبة المانحة لاجسادنا الذابلة الشديدة الخمول ،أجلستنا بين يدي الفراغ الذي ماعرفنا له معاني غير تلك التي رافقت صبانا وبدايات ازدهار ماكان مدرسنا الاقرب الى النفوس يسميه،(الوعي المؤسس، )والذي تلمس قلوبنا باخلاص عاشق متيم، ونحن نحث الخطى بين يدية بداية فرار اردناه أن يكون أبدياً
قادراً على احتواء انفاسنا التي ناشها اضطراب الحيرة وغمرتها مياه الركود الآسنة.
قال— اتراك رأيت مساعيك تقودك الى غايات
غربتك التي اخترت؟!!
قال—- ليتك حفظت وصايا القادمين من اوهام الاسئلة الباثة للخراب؟!!
قال— لاخلاص،،الاوهام زاد ليلنا المشتعل بوهج الاماني التي تمحوها ومضات النهار ،دونها ماكانت احلامنا تعرف المسار،كيف يغدو الجنوب جنوباً دون كانون وحنجرة ونواح،
كون لايجيد سوى ثلاثيته تلك!!
قال ضاحكاً بعد أن سعل بصوت أجش يشبه قصفاً مدفعياً متقطعاً، اثار حفيظة الناظرين اليه بوجوم ،اصاب اجسادهم النحيلة بارتجاف
مصحوباً بالغثيان .
— عودتك امتحان المحال.ومحنة الاستقرار أفهمت؟
قال—- ماعدت أتحمل،،كلما ازددت حزناً جذبني الفراغ الى وسط دوامات ذهوله،!!
//تجلسني الاطياف أمام أشباح صمتي دون أن تقول مايعيد توازن فطنة رضاي التي تهشمت بين يديَّ دون استطاعتي المقاومة او الرفض!!
قال— دربك موصول بالمحال لا رجعة توقفك عند احتياجك!!
تتكاثف رويدأ عتمة الفراغ الشديد الاتساع،ثمة نداءات توسل غامضة ،ثقيلة الوضوح تلاحق خطانا الملاحقة بأوامر تدعونا الى التوقف.
—قف لاتتحرك!!
— قف والا اطلقنا الرصاص !!
— قف ،،،قف..قف!!
تتلاشى الفراغات داخل قبضة الضوء الكاشفة لملامح المكان الذي كان مسرحاً مكتظاً بالمجسدين والنظارة المتفاعلين بغضب مع
ماالحدث ،،ومايمكن ان يحدث في وقت لاحق!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق