هذه القصيدة كتبتُها منذُ فترةٍ طويلة ..وشاركتُ بِها في بعض الفعاليات الأدبية ..ولكني لم أنشرُها ..وأدّخرتُها ليوم النصر .. وهاهو يوم النصر ولله الحمد
أُهديها لإبطالنا في قواتنا الأمنية بكلِ صنوفِها .. وحشدنا الشعبي المقدس بكلِ فصائِلهِ
قصيدة (سِفرُ الدِماء):
وهبوا نُفوسَهُمُ فَكانَتْ سُلّما
لِلمجدِ إذ خَطوهُ سِفراً بِالدِما
وبِفيضِ أوردةٍ تفيضُ شَجاعةً
روّوا تُرابَ الأرضِ فانكَسرَ الظما
كانوا حجيجَ الخُلدِ والكُلُّ أنتضى
سيفَ الفداءِ ولِلمنايا أحرما
نادَتْ بِهم أرضُ الكَرامةِ هلِّموا
فمضوا .. بِغيرِ تساؤلٍ مِنهم لِما
يهتزُّ سطحُ الأرضِ مِن خَطواتِهم
وغُبارُ حَملَتِهم تعالى في السَما
رسموا بِفوهاتِ البَنادِقِ لوحةً
مِنها .. على مَرِّ الليالي قَلّما
فالأرضُ والساحاتُ تحتَ خُطاهمُ
صارَت تُباهي في المَعالي الأنجُما
اليومُ يومٌ لِلقصاصِ وإنَّهُمْ
ماضونَ يستقصونَ مَنْ قَد أجرما
اليومُ يومٌ لِلرجالِ وإنَّهُمْ
قد أرخصوا الأرواحَ كي تبقى الحِمى
ساروا ونصرُ اللهِ كانَ يحوطُهم
وكأن نصرَ اللهِ غيثٌ قَد هَما
لَم يَنثَني مِنهمْ مُحِبُّ نجاتهِ
بَل إنَّ حَشدَهُمُ على الموتِ ارتمى
وبِغيرِ اسمِ اللهِ واسمِ نبيّهِ
ما كانَ مِنهُمْ مَن هُنالِكَ هَمهَما
مِن خَلفِهِم دعواتُ أّمٍ حُرّةٍ
بِدُعائِها الإيثارُ بادٍ إذ سَما
إذ ودَّعَت نبضَ الفؤادِ .. وليدَها
وبِوصفِها حُسنُ البيانِ تَلعثَما
أمَرَتهُ في ألّا يعودَ بغيرِما
نصراً عزيزاً .. أو خِضاباً مِن دِما
ودموعُ والِدهِ تحثُّ مسيرهُ
أن يابُني أمضي .. فسارَ وهَلّما
لركابِ رفقتهِ الذينَ نشيدُهم
إنّا طَلَبنا في الجِهادِ البَلسما
لِجراحِ أرض الأنبياءِ فإنَّها
ضاقَتْ بِفعلِ العابِثينَ تأّلُما
وثبوا إلى أرضِ القِتالِ بِهِمّةٍ
والعِزُّ لِلأبطالِ كانَ المَيسما
فإذا عدوّ اللهِ داعِشُ قَد هوى
ورأى بِأّنَّ الحَلَّ في أن يُهزَما
وبِحُضنِ ذُلِّ الانكسارِ بدا لهُ
لوذاً يَلوذُ بِهِ فَوّلّى مُرغَما
وبِفضلِ أصحابِ السواعدِ في الوغى
عادَ التُرابُ الحُرُّ طُهراً أكرما
من ثَمَّ عادَ النورُ يصبغُ أُفقنا
وسوادُ ليلِ المُعتدينَ تَصَرّما
فراس عبد الجليل الكعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق