على هامش ( قفا نبك)
((ذو القروح ))
ماضٍ عجوز
يلتقطُ الأيّامَ بحذرِ قرصانٍ
خذلتْهُ الأشرعة . . .
بألفِ رُقعةٍ ورُقعة
يرمّمُ ما اهترأ . . .
ذهبَ بعيداً إلى وراء . . .
مَنْ باكرَهُ
أمسى عليهِ بكنانةٍ فارغة
يلتصقُ بظله قبراً . . .
مرعبٌ
ما ينحتُهُ الظّلام !
خمرةٌ
توقّفَ في دنانِها الزَّمن . . .
مُرٌّ تعسَّرَ
فطابَ في جماجمَ عالَمَاً
بلَّ عروقاً
جفّتْ من لُهاثِ غزْو . . .
. . . . .
شتّان بينَ هذهِ وذاك
لا يُريدُ ليومهِ أنْ يُسْترَق
أنْ يتنفّسَ برئةِ غيرِه
تغريدةُ الأقفاصِ ألحانٌ سَجينة . . .
ساعتُهُ
امرأةٌ وكأس
ولْتقفْ جهنمُ خلفَ الباب . . .
. . . . .
دمون *
عاشرَها امراةً حضرميّة
ما فتحتْ خباءَها إلآ لحاملِ غدِهِ مَتاعاً ليومِه . . .
لا كما آخرينَ غُفاةً مَرّوا
لم يعرفوا
كيفَ تُفضُّ مُتعةٌ عذراء؟
دُنياهُ يرى
غيرَ ذاك
لا أكثرَ من كأسٍ
يُراقُ تحتَ أقدامِ غانية . . .
ما أجملَ أنْ تكونَ المرأةُ هي المنفى
الخمرةُ فضاءً في زنزانة !
. . . . .
جمعَ كُلَّ لوْمٍ وأحرقَه . . .
يختلسُ من ساعاتِهِ فُسحةً هنا
أخرى هناك
خيمةً من لذَّة
يضاجعُ لياليهِ بشبقِ عائدٍ من أَسْر . . .
يتَّبعُهُ حفنةٌ
لها شيطانُهُ غوى
ليس في دنياهُم ما يُثقلُ لهم مَتْناً
يطاردون زمنَهم صهيلاً من دونِ خيْل . . .
ما غيرُ زِ قٍّ يجمعُهم
يفرّقُهم أيدي سبأ حينَ يَهَبُ آخرَ ما عندَه ؟
. . . . .
لعلَّها أضغاثُ أحلام
رأيتُهُ . . .
يدخلُ بمنجردِهِ كليّةَ الآداب **
يبحثُ عن قفا نبكِ
بِكْرِ ما عمّدوهُ بماءِ الذّهب . . .
عبرتْ مُنعرجاتِ أزمنةٍ
برداءِ أميرةٍ من كِنْدة . . .
كشفتْ عن ساقيْها في صروحٍ مُمَرّدة
يا لسحرٍ وما حوى . . .
عُشّاقُها
صُرعوا بحُسنٍ بدويّ . . .
أمتكأُ أُنْسٍ ويُستضاءُ بسواها ؟
خاتمتُها بِدء !
. . . . .
وَجدَ(فاطمَ) بينَ مَهواتِ البصرة
مُهفهفةً بيضاء
بنافرٍ
تيّمَ مَنْ رأى . . .
أزرارٌ
أتعبتْها الحِراسة !
لم تزلْ نؤومَ ضُحى
ولأنَّها . . .
تمنّعتْ . . .
كأنَّ الغبيطَ لم يمِلْ بهما يوماً معاً ! ***
. . . . .
اتسعَ خرْقُهُ
أينَ مَنْ شَخَصَا دمعاً على طَلَل ؟
ما كانَهُ بلحافِ مُطفِلٍ لذي تمائِم ؟
أينَ دارةُ جُلْجْل ؟
ثيابٌ
كُورتْ بنَزقٍ
أخفى ما أباحتْهُ خائنةُ عيْن !
لا أجملَ من ماءٍ يلبسُهُ حُسْنٌ عارٍ
يضوّعُ برائحةِ إناثٍ لم يطمثْن . . .
لِمَ يُسترُ ما وِلدَ عارياً ؟
. . . . .
وجدتَني معهُ في ليلهِ البحرِ الطّويل
نحتَسيها في حانةِ (ماري)
ما اعتمرتْ بليلٍ مُعتِكر . . .
قرأتُ لهُ :
(تطاولَ الليلُ علينا دمون . . . دمون إنا معشر يمانون )****
شاحَ بوجهٍ
لِما يكابدُهُ المُحتضرُ أقرب . . .
ترقرقتْ نجدُ في جَفنيْهِ دمعة
في جوفهِ
أفرغَ ما في الكأس . . .
ملأََ قربتَهُ خمراً
وخرج . . .
. . . . .
أجملْ بساعةٍ
وهبتْ ما أضناهُ مُختصرَاً في عيونِ امرأة !
كأنَّ الشّمسَ تكتبُ قصيدةَ شروقِها الأوّل لحظةَ التقيا !
بينَ ثأرٍ وعِشق
يغلقُ صفحةَ سيفِهِ المهزوم . . .
احتراق
كُلُّ شئ ذَوَى
لتحترقْ قصائدُ الغزل . . .
إذْما يصيرُ الموتُ رمادَ عِشق
يُبعثُ العاشقُ روحاً دونَهُ هامات عصرِه . . .
. . . . .
هامَ في كُلِّ واد
ثمِلَ . . .
عانقَ . . .
بكى . . .
جمعَ في حوزتهِ كُلَّ الأضداد
شاعراً
يخرجُ من عرش . . .
ما الذي حمّلَهُ إيّاهُ أبٌ
أحرقَ موتُهُ خيمةَ منفاه ؟
ليُمسيَ قبراً
لا عينَ تبكيهِ من كِندة . . .
مُحاق
حرارةُ عِشق
برودةُ موْت
نسرٌ يفقدُ قوادمَه . . .
إغفاءةٌ
حبّذا لو كانتْ في دمون !
أما زالتْ بينَ الدّخولِ وحوملِ ذكرى تندى من دمع ؟
أتذرفُهَ على رِمّةٍ في أنقرة على بُعدٍ فاطم ؟
رُقِنَ قيدُهُ مَلِكاً
شاعراً شرِبَ عشقَهُ سُمَّاً
يكتبُهُ الخلود !!
. . . . .
عبد الجبار الفيّاض
نيسان / 2018
* موطن أبيه وقاعدة ملكه في حضرموت .
** الحصان الضامر القوي قليل الشعر .
*** الهودج الذي تركبه المرأة على ظهر البعير .
**** من قصيدة لامرئ القيس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق