إلى روح أختي التي فارقتنا دون موعدها
جاسم العبيدي
أضناني الدهر حتى هدني تعبي
وكنت أشهد وجه الهم في لعبي
أبي غيبته الأرض من جزع
حتى شهدت بان الحزن كان أبي
ووجه أمي التي مرت به محن
وسمرت بالتجاعيد أهوال بلا سبب
قد أودعت أختي الكبرى مصيبتها
ربيع عمر قضت حزنا بدمع صبي
وكنت أسرح في عمر مضى وجعا
ولم يزل في بقايا الروح حزن نبي
تقطعت كل أسباب الوصال بنا
ولم أزل أجمع الأحزان في كتبي
أحنت هموم القضا ظهري وما برحت
تدق ناقوسها في الروح واعجبي
تكسرت كل أحلامي بمجمرها
وما علمت بان النار في جعبي
سرقت ياموت روحا وهي موجعة
هلا علمت بان العمر لم يصب
هلا ترفقت فيها وهي موجعة
ولم يكن عمرها زهوا ولم يطب
وما قضت ساعة إلا ونائحة
على صبي لها قد ضاع في الترب
وقد حكمت لها موتا وفاجعة
تعثرت في شقاها الروح بالتعب
كأن نارا بها قد أسفرت علنا
ولم يزل من هشيم النار بالحطب
وأسفرت عن بقايا ماألفت بها
شيئا تناثر في كوخ من القصب
تلك البلايا إذا ماجر وابلها
تجر ويلاتها ألفا من النوب
لا عتب للروح إن ساءت معيشتها
فكيف عتبي على موت الفراق وبي
من سالف الدهر أحزان بلا عدد
قصمن ظهري وقد ماتت بها ركبي
يا نائح الطلح هل أسلمتنا وجعا
وكنت تضمر مر الحزن في الحجب
أم أن من جار لم يشعر بخيبتنا
ولم يزل خافيا ماكان في اللهب
عتبي على مؤنس ما مر ساحتنا
فهل يفيد حضور الموت في العتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق