قصيدتي : "جِرَاحٌ" ، نشرها موقع aleph lam الإلكتروني في صفحته أنوار الثقافة يوم الأحد تاريخ 29 / 11 / 2020م . مع خالص شكري وتقديري للناشر الصديق الأديب الأستاذ جورج طرابلسي .
جِرَاحٌ
محمد نعيم بربر
( من بحر البسيط )
يَضِجُّ فِي وَحْدَتِي مِنْ عَزْمِهِ الْقَلَــمُ
وَكَانَ أَدْرَى بِعَزْمِي الْجُرْحُ وَالأ لَـمُ
كَمْ ضَاعَ فِي غُرْبَتِي صَوْتٌ يُعَذِّبُنِـي
إِذَا تَنَادَى الصَّدَى وَاسْتُصْرِخَ الْكَلِمُ
كَمْ ضَلَّ بِي هَاتِفٌ وَاسْتَسْلَمَتْ بِيَدِي
صَوَارِمٌ وَنَزَا جُرْحٌ بِهَـــــــــا وَدَمُ
كَمْ جُنَّ عَقْلِي وَقَدْ سَالَتْ هَوَاجِسُـهُ
سَيْلَ القَوَافِي عَلَى شِعْرِي وَضَجَّ فَمُ
كَمْ قَامَ بِي مَارِدٌ سَارَتْ قَوَائِمُــــــهُ
سَيْرَ الرِّيَاحِ وَمَا زَلَّتْ بِهِ قَـــــــــدَمُ
وكَمْ تَنَادَى عُقَابُ الْجَوِّ يَتْبَعُنِـــــــي
فَوْقَ السَّحَابِ عَلَى جُرْحٍ بِــهِ وَرَمُ
وَكَمْ تَهَادَى عَلَى قَوْسٍ يُزَاحِمُنِـــــي
فَوقَ الثُّرَيَّا وَكَمْ سَادَتْ لَهُ قِمَـــــــمُ
تِلْكُمْ حِكَايَاتُ أَحْزَانٍ يُرَدِّدُهَـــــــــــا
عَلَى جِرَاحَاتِ قَلْبِــي الشَّجْوُ وَالنَّغَـمُ
كَفَى جِرَاحًا عَلَى كـَفٍّ تَشُلُّ يَـــــدِي
كَفَى مِــدَادًا لِجُرْحٍ لَيْسَ يَلْتَئِـــــــــــمُ
كَفَى جِرَاحًا عَلَى أَرْضِ الصُّمُوْدِ وَمَا
نَزْفُ الْجِرَاحَاتِ إلاَّ الْحِقْدُ والنِّقَــــــمُ
كَفَى جِرَاحًا عَلَى شَعْبٍ يُصَابُ بِهَــا
فِي عِزَّةِ الْمَجْدِ ، مَنْ عَزَّتْ بِهِ الْقِيَـمُ
كَفَى جِرَاحًا عَلَى بُؤسٍ يُطَــــــارِدُهُ
عِنْدَ الْبَلِيَّاتِ ، سَفَّــــــاحٌ وَمُنْتَقِـــــــمُ
أَنَا الْجَرِيْحُ عَلَى أَرْضٍ يَلُوذُ بِهَــــــا
نَحْوَ السَّمَــــاواتِ مَفْجُوْعٌ وَمُنْهَـزِمُ
أَنَا الْجَرِيْحُ عَلَى جَمْرٍ يُلاحِقُنِــــــي
خَوْفَ النَّجَاةِ بِهِ مِنْ عَزْمِــــهِ النَّــدَمُ
جَرَعْتُ فِيْهِ كُؤُوْسَ السُّمِّ لاهِبَـــــةً
وَهَلْ يُدَاوِي جِرَاحَ السُّمِّ بِي ضَـرَمُ؟!
أَنَا الْجَرِيْحُ عَلَى شَعْبٍ يَنُوءُ بِـــــــهِ
حَمْلُ الأَمَانات مِمَّا تَحْمِلُ الْهِمَـــــــمُ
أَنَا الْجَرِيْحُ عَلَى صَمْتٍ تَكِلُّ بِـــــــهِ
كُلُّ الْجِرَاحَاتِ ، فَانْطِقْ أَيُّهَا القَلَــــمُ
عَهْدَي بِكَ الْيَوْمَ بَتَّـــارًا ، فَخُذْ بِيَدِي
مِنْ قُمْقُمِ الذُّلّ وَاضْرِبْ أَيُّهَا الصَّرِمُ
أَخْرِجْ مِنَ الْقُمْقُمِ الْمَذْمُوْمِ ، سَاحِـرَهُ
هَوَى الْجِدَارُ ، وَبَانَ السَّاحِرُ الْقَـزَمُ
فَقُوَّةُ الْحَقِّ شَعبٌ صِنْوُ صُوْرَتِـــــهِ
وَقُوَّةُ الْعَزْمِ حَقٌّ خَصْمُهُ صَنَــــــــمُ
إِلَيْكَ شَعْبِي وَكُلُّ الشَّعْبِ لِي وَطَـنٌ
كَفَى جِرَاحًا إِلَيْكَ الْيَوْمَ أَحْتَكِــــــــمُ
فَعِزَّةُ الأَرْضِ والأَوْطَانِ عَاصِيَـــةٌ
عَلَى المُرَائِيْنَ ، فَاخْفِقْ أَيُّهَا الْعَلَـــمُ
محمد نعيم بربر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق