العملُ أثْمَنُ كنْزٍ لِمَنْ أرادَ الصّلاح في الحياة.ومن المُستحيل أنْ نُحقّق ما نصبو إليه بغير عمل جاد .والمُجتمعات العربية من ألفها إلى يائها تخلّت في حياتها عن العمل الجادّ والإجتهاد فأصبحتْ عديمة التّأثير.وهذا الحالُ أسقطها في براثن التّخلُّفِ والإنحطاط الأمرُ الذي جعلها لقمةً سهلةً لكلّ الطّامعين.وفي ظلّ ما نعاني منه قلّبتُ طرفي ولم أر إلاّ ما صوّرتْهُ عدسات أحْرُفي من خلال هذه القصيدة المُستخْلصة من واقعنا المرير.
عَربٌ أرادوا المُسْتَحيلَ بِلا عَمَلْ
رُدُّوا الحَياةَ إلى الثّقافَةِ يا عَرَبْ***فَقِطارُنا بالمُسْلــــمينَ قَدِ انْــــــــــقَلَبْ
أَوَلَمْ تَرَوْا كيفَ الشُّعوبُ تَقَدَّمَتْ***بالبَحْثِ في فَلَكِ العلومِ وَفـــي الأَدَبْ؟
وَتَآمُرُ الإخْوانِ عَنْ أَوْطانِهِمْ***في أُمَّةٍ هَبَطَـــــــــــتْ إلى أَدْنـــى الرُّتَبْ
واحرَّ قلبي منْ هُبوطِ نُفوسِنا***وَفَظاعَةِ الإِ فْسادِ في وَطَــــــنِ الـــعَرَبْ
نَخَرَ الفسادُ لحومَنا وعِِظامَنا***واجْتاحَنا لَيْلٌ تَــــظَلَّمَ بِالكُــــــــــــــــرَبْ
////
عَرَبٌ أَرادوا المُسْتَحيلَ بِلا عَمَلْ***وَقَدِ اسْتَراحوا للنَّميمَةِ والكَـــــــــسلْ
هذا يُنافِقُ في الحَديثِ مُجامِلاً***والآخَرُاعْتَمَدَ التّلاعُبَ بالحِــــــــــــــيَلْ
وَترى اللّبيبَ إذا الخُيوطُ تَشابَكَتْ***أَخَذَ السَّبيل إلى الصَّوابِ على عَجَلْ
يا وَيْلَنا منْ رَبّنا في أُمَّةٍ***أضْحَتْ لمنْ رَفَضوا النّخاسةَ مُعْـــــــــــــتَقلْ
سَنَضيعُ في نَفَقِ التّخَلُّفِ طالما***حُكْمُ الشُّعوب لدى الطُّــــــغاةَ بِلا أجَلْ
////
خانوا العقيدةَ والمَدينَةَ والحَرمْ***وَتَعَمَّدوا مَسْخَ الكَثيرِ منَ القِــــــــــــيَمْ
باعوا المناسِكَ بِالوُعودِ مَخافَةً***من قوْم مُوسى والقساوِسَةِ العَـــــــجَمْ
إنّي لَيُحْزِنُني الهَوانُ بِأُمَّتي***حينَ انْقَلَبْنا في الحَياةِ إلى خَــــــــــــــــدَمْ
نُمْسي وَنُصْبِحُ كالعَبيدِ بِأُمّةٍ***فيها انتقادُ الحاكِميــــــــــــــــــنَ قَدِ انْعَدمْ
طَوْراً نُقَبِّلُ في الرُّؤوسِ وَتارَةً***تُعْطى الأَكُفُّ وَبالإِهانَةِ تُخْـــــــــــتَتَمْ
////
عَربٌ تَكاثُرُهُمْ تَضاعَفَ في العَدَدْ***وَقِطارُهُوْ عَمّــــــــا يُرادُ قَدِ ابْتَعَدْ
هَجَروا التَّدَبُّر في الكِتابِ فَأَصْبَحوا***قُطْعانَ غابٍ يَـــــسْتَبِدُّ بها الأَسَدْ
وَإذا الشُّعوبُ على الهوانِ تَرَبّعتْ***قَبِلَتْ بظُلْمِ الحاكِمــــــينَ إلى الأبَدْ
أولمْ تَرَ العَربَ اسْتَبدَّ بِحُكْمِـــــــهِمْ***طُغْيانُ شِرْذِمَةٍ تَســــوسُ بِلا سَنَدْ
سقطوا إلى رُتَبِ البَـــــــهائمِ بعْدما***باعوا الكرامةَ والحَضارةَ والبلدْ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق