مسح جبهته من وجع التفكير،وكان الوقت حارا،متأبطا الضجر في غياب نسائم البحر...جر نفسه بصعوبة إلى حديقة تتوسل النقاء...جلس وقد عاوده الوجع، وهو يحصي قوارير الماء الفارغة المبثوثة هنا وهناك...فتح الجريدة ليتسلى بآخر أخبار كرة القدم، فسقط على خبر انهزم فريق شبابه المفضل بنتيجة ثقيلة...أغلق الجريدة المتعرقة حبرا...وضعها بقربه، ووجع الوعي يتضخم...رأى رجلا سابحا في الهناء،وهو يصطاد الذباب...اقترب منه سائلا:
-كيف أتخلص من وجع التفكير،وأعيش حياة عادية مثلك؟ !
-ارم عقلك وما تعلمته في وادي النسيان، وستشفى من الوجع نهائيا.
-إنك تسخر مني !
-من منا يسخر من الآخر؟!!
عاد إلى جريدته، وقصيدة من قصائد" الماغوط" في انتظاره،فزاد الوجع حتى مطلع روحه...!! (قصة قصيرة جدا) مصطفى ولديوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق