...عاد إلى واجهة المدينة ممتطيا سيارة فارخة...حط قدمه على الأرض التي فقدها لثلاثة عقود من الزمن...رفع قامته، وهي شاهدة على نجاحه الباهر...خطا خطوة مزهوا ومعتدا بنفسه،معتقدا أنه في حضن المدينة التي اشتاق إليها...لا أحد تعرف عليه،فاحتار من أمر هؤلاء :
-مابهم لم يتعرفوا علي، وقد كنت بقالا محبوبا؟!
سأل أحد المارة عن حارة ارتوى منها حنانا في طفولته وشبابه المتعثر، فرد عليه :
-لا حارة في مدينتنا، ألا ترى أنك أخطأت في العنوان؟ !!
عاد إلى سيارته سائلا عن مدينته، فقالوا له:
-إنها في الذاكرة تحتفظ بوجهك يوم رحيلك.
من بعيد ترقد أطلال مدينته، مكسوة بالحشائش الضارة والأتربة الزكية ،فأدرك أن الزمن صنع مجده في غيابه الطويل...! (قصة قصيرة جدا ) مصطفى ولديوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق