يانَخيلُ الفُراتِ لقدْ طـالَ التـَنائِيا
فَهَـلّا بأفيائكِ ألقآهآ وَيُسَرُّ فُؤاديا
أَجوبكَ كـلَّ يَـوْمٍ باحـثاً عَنٌها
وأرجعُ مِنْكَ خائِبَ المَسْـعى خَاليا
ونارُ الجَـوىٰ لَها بالاحشاءِ لَهَبٌ
تَزْدادُ لَظاً كُلَّـما مَـرَّ خَيالُها أَمامِيا
وَمَا أَظنُّ بالورىٰ ضاهَني بَلاءً إلّا
يَعقوبَ بفقدِ يوسفٍ ضَاها بَلائيا
كـُلُّ مَنْ رآني أَزٔفَرَ حَسرةَ تَألِّمٍ
وَراحَ بِمحرابهِ مُبْتَهِلاً للهِ مُناجيا
يَرفقُ بـِيَ وَيَجْمَعُني بِها قَبْلَما
غُـرابُ البَينِ بموتي يَنعقُ ناعِيا
ماكنتُ قَبـلَ لُقْياها اْنـظمُ شِعراً
ولا كانـتْ أُذنـي تَطْربُـها القَوافيا
بَيْدَ إنَّ بُتُّ أَنْشدُها شِعرَ نسيبٍ
وَغَدا في كـــلِّ بــلدٍ لَــديَّ راوِيا
وإذا جَدَّ رَكبٌ تَسمعُ يَحدو بِها
حاديٌّ وأسْمُها في الآفاقِ مُدَوِّيا
وَعيسُ الضَّعنِ تَسيرُ خَبَباً وَإذْنُها
كباقي الركبِِ لشجوِ شَعري صاغِيا
لَوْ سَنَّ اللهُ الطوافَ حولَ بَيْتكِ
لَكنتُ أوَّلَ مَنْ طافَ حَوْلَهُ مُلَبِّيا
وليتَ عِندَ الصلاةِ أَفرشُ خِماركِ
سجادةً وعليهِ للهِ فَرْضي مُؤدِّيا
لَكنتُ أسعدَ الخَلقِ طُرّاً بالدُنا
ولا أحدٌ لغبطةِ سَعادَتي مُدانيا
وَسوفَ يَحْسدُني عليْها تَقِيّاً وَرعاً
قَدْ أمْــضى عُمــرهُ للقرآنِ تَالِيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق