في جهةٍ قصوى من عُري الزوايا
لفضاءٍ رجراج
تشهقُ الريحُ لتحليقٍ أعرج
زوايا مكتظةٌ بقطعانِ عبيدٍ فرّتْ من أسيادها
تلوذُ بمنفى
مواخيرُ يعبّ سعيرُها
يُدقّ في هاونِ اللغو
يملأ الكأسَ رعافاً بما طفحَ مما يتقيؤون
يُخيّلُ لهم أنّهُ هديرٌ ينداحُ علىٰ الشواطِئ
وما هو إلاّ نقيقٌ يضجّ من نتانةِ المحتوى
إسفافُ أغانٍ هابطة
وضجيجُ مراثٍ من نوحِ الغريق
تتمرّغُ في الوحل
لهم في كُلِّ منحدرٍ فخاخ
ذئابٌ تنهشُ أجسادَ مَنْ ينصتونَ للعاصفة
يُجرجرونَ الضوءَ إلىٰ شرفاتهم المظلمة
صيدٌ في ظلامٍ دامس
قفزٌ علىٰ هشاشةٍ لإمساكِ قوسِ قزح نبشٌ لأسرارٍ غامضة
في ظلِّ غيابِ الفكرةِ
وانفراطِ العقد
سمعتُ جَلَبَةً فدخلتُ
كي أُحصي خرائبَ الأذواق
وجدّتُ الطرائدَ والصيّاد !!
أهوَ حاوٍ أم أفعى !؟
جاءتِ الحملةُ لتقلعَ ما تسوّسَ من أضراسِ فمٍ ملتهب
يضحكُ من فراغ
متىٰ بدأ أولى خطواتهِ نحوَ المجهولِ !؟
أهيَ تلكَ الدعواتُ المجّانيّة
لمشاهدِ احتضارهِ في خَرْقِ الحدود !؟
أم هوَ إدراكٌ لسرِّ اللعبةِ الخرقاء !؟
حينها سيمضي عابثاً
يطعنُ الماءَ ويبكي
لأنّ شراعَهُ كانَ يبحرُ في الظلام
وزهرتَهُ التي زرعَها في دفاترهِ اليابسةِ قدْ ذَبُلتْ
فلا أزرار لشرخِ الروح
وما تشوّهتِ اللوحةُ إلاَّ
من نزقِ الفرشاة .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق