لايعرفُ على وجهِ اليقين كم عاش فيها أو تلك المسافات التي قطعها إنما الذي يعرفهُ على سبيل التأكيد أنّهُ قارب النجومَ في خفّةِ روحه واتساق بدنه وصفاء محيطه وأنّه دنا ساعتها من قمّةٍ في النشوة والطيران في فضاءٍ مبهرٍ بتنوعِ أنوارِ نجومه وألوان بريقهِ ومخرت سُفُنه في بحرٍ للنظير لموجهِ الحالم ولاشكلٌ على وجه التحديد لمرتكبه السابحة الطائرة.
إن مرجعية تلك اللحظات ظلت فطبَ روحه ومنارة أسفاره المتلاحقة لايدري من قاده اليها ومن وضع مساحاتها في لحظةٍ فريدةٍ بجوانح روحه إنها لحظةُ امتلاكٍ هائلة لنواصي الفيض وامتدادات الروح في قنصٍ فريدٍ لهينان الوجد، ساعتها جاوز المحدودَ في معشوقه عند انفلاته لحظتها من كوابح السجين في قيد أرضه.
نمت الأرضُ في عينيهِ صحراء حازت الورد مغسولاً بسماءٍ العطر نواماً بسحُبِ الطيف باشاً ضاحكاً شفيفاً برجُهُ فلواتٍ تهبُ الليل أقمار النسيم.
عاشت تلك اللحظات حقباً طويلة اكتظّت بها ساعة الوجد في وصلٍ ملتهبٍ بعذب الحبيب، تراءى الغزل خيوطا ً من النور تلفّها خضرةٌ زهراء ُ مغرمٌ بها الفجر حمّالها الغبشُ موصولٌ بها غسقٌ ناعس.
تناول خيوط الغزل الذهبية بمغزل الشفاه المرتعشة ليطير الفراشُ ذهباً وفضةً ولؤلؤاً محاطاً بزغردات نسيم العشق العالي والقبلات تأتي بها الريح من كل صوبٍ وتتلاقى بعذوبة الشوق وحرارة اللهفة ورقة الأحضان.
حرارةٌ تأتي وثلجٌ يهبط.
تتوالد أجواء الدفء من كل زوايا استرخاء الشفاه. تتعانقُ فراشاتٌ وتغني عنادلٌ وترقص أزهار ويلوح من بعيد اكتنازُ باقات الشعر وهي تحضن مساحات النور وترقّ أنامل اللمس الشفيف، تترقرق دمعةٌ وترتجف أجفانٌ وتتلاقفُ أحضان.
هيا ايتها القصيدة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق