وحدة // بقلم الأستاذ// حسين جبار محمد

وحدة

سترجعُ يوماً ياولدي مهزوماً مكسور الوجدان

وستعرفُ بعد رحيل العمر بأنّك كنت تطارد خيط دخان

تلك حقيقة تطلُّ بقوة بعد طول الرحلة، بعد جبال الألم، بعد وديان الندم، بعد هضاب النجوى ، بعد صحارى الضياع، بعد سهول الحلم، بعد أنهار الأمل، بعد جزر التوجس، بعد غرق السفن وتيه القوافل.. بعد كل هذا وانت تسمع الصوت الذهبي يردد بحسرةٍ وألم بقطرات حزنٍ تنسابُ على مساحات الأحلام وبنزيف القلب أنك سترجع يوماً وأيّ رحوعٍ ، أيّ إياب، أيّ عودة.. تعود لست حاملا ً أكاليل الغار ولارايات الانتصار، سترجعُ تجرُّأذايال الخيبة والهزيمة والأقسى انك مكسور الوجدان.

خطواتٌ متمهلة أو سيرٌ متعجل أو ركض، جريتَ كثيراً وطويلاً، ركبت الحمائل، قطعت المسافات، أمطرت عليك السماء. أحرقتك الشمس.

مضى العمر مع امتداد افق الرحلة، عدت وانت تمسك الريح،

لم تكن إلا مطاردا ً خيط دخان كما قال نزار بصوت عبد الحليم

خيطُ دخانٍ يعلو ويعلو ويتلاشى.

لقد رأيت هذا الكشف المؤلم، تطاردُ خيط دخان.

حلمت كثيراً بالورد بماءٍ يتدفق ونهرٍ يهشّ ويبشّ وتحيطه الأعراس ومدنٌ راياتها موشاةٍ بأكاليل الظفر.

لم تكن من الظافرين ولم تكن من الهاجعين ولم تكن من الغانمين، لم تكن إلا مهزوماً مكسور الوجدان، لم تكن الرحلة إلا خلف خيط دخانٍ يبعد ويتلاشى.

حسين جبار محمد