~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
النص
خَرَقَ السفينة ؟! ،
قتَلَ الغُلام ، أقامَ الجدار ؟!! ؛
آه يا ابن النورِ ؛ لِمَ تحتار ؟!
محدودٌ جداً .. أنت ..
لا تملكُ كشْفَ الأسرار
مقدورُكَ ؛ أن تحيا.. تتساءل
تتشاءم .. تتفاءل
و تضيعُ وسط نجومِ الليل ،
و تتوهُ بين الأقمار
مقدورُكَ أن تخطوَ بصراطٍ ..
فوق النار
فتأملْ .. لا تتململ
و ارضَ بجميعِ الأقدار
و تواءم لكن ..أبداً ؛
لا تستسلمْ للتيار
مهما أظلمت الدنيا ،
و انحسرَ الضوءُ بقنديلِك
و هويتَ لحالتِك الدنيا ،
و فقدتَ عيونَك و دليلَك
ستبقى كياناً وضاء
رغم العُتمةِ و الغوغاء
رغم الريحِ العاصفِ .. و الأنواء
و ستبقىٰ روحُكَ نهراً جارٍ ؛
فـ اسقِ جميعَ الأشجار
مثمرةً كانت ؛
أو حتىٰ .. من غيرِ ثمار
نص إبداعي من الدرجة الاولى ، لطالما أمتعنا شاعرنا المتألق الاستاذ شبانه بهذا اللون من النصوص عميقة الرؤية ، التي تستمتع بأحاطة شاملة لمعاني الوجود والحكمة الالهية في الخلق ، تميز نص الاستاذ شبانة بأستهلال رائع وعميق تناول فيه فهم الحياة والواقع وفق فهم لمعاني التناقضات التي تمثل إشكالية الحياة ، والهدف الذي ينطوي خلفها وفق القوانين الالهية الحكيمة ، فعلينا قبول تلك التناقضات في ظواهر الاحداث والاعتماد على بواطن الحكمة في قوانين الخلق ، حيث ان الانسان الواعي المستنير الذي يمثل الخلافة الالهية ، عليه ان يتيقن بقدرة الله وحكمته حتى في الفناء والدمار من حوله ، فهو إبن النور الذي جاء الى هذهِ الحياة كي يكون قطب ينير الظُلمة من حوله ، لا يعجزه جهد ولا ينقصه عطاء ، ويشرق دوماٌ مهما أفل الوجود بالتنازع والصراعات فسمة الوجود الخالدة ومضة نورانينه تعيد الرمق لهذهِ الحياة ، علينا إدراك ، إن هذا العالم الثنائي الاقطاب ، لا وجود للذة دون الألم، أو للنور دون الظلام، أو للخير دون الشر، أو للحياة دون الموت. لا يمكن فصل أحد وجهيّ العملة عن الوجه الآخر. وهذا يعني أن ما نتشوق إليه في أعماق أعماقنا، لا يمكن الحصول عليه من هذا العالم. ولكننا تجلي له عبر تلك الرحلة الواعية التي يقطعها الانسان كي يعي ذاته ومن حوله بصفته جزء لايتجزء من مفردات الكون، يتماهى ويتلون ويشرق ويأفل، لكنه يمنح العوالم من حوله بركته التي إكتسبها بو صفه إبن النور الذي يعيد ذلك التوازن الى خراب العالم ويعيد سياق مجرى النهر ليصب ويروي من حوله بصفة العطاء الأمشروط ، إن الحياة هبة إلهية ورحلة واعيه يصل فيها الانسان الى مراحل الاستنارة ، وهناك أسئلة تؤرق العقل الواعي لماذا يحدث الظلم لماذا يحدث الدمار من حولنا ووفق ماتفضل به الشاعر المبدع في مقطع النص
آه يا ابن النورِ ؛ لِمَ تحتار ؟!
محدودٌ جداً .. أنت ..
لا تملكُ كشْفَ الأسرار
مقدورُكَ ؛ أن تحيا.. تتساءل
تتشاءم .. تتفاءل
و تضيعُ وسط نجومِ الليل ،
و تتوهُ بين الأقمار
فأن رؤية الشاعر الواعية تدرك محدودية العقل على الادراك ومحدودية القدرة والاستطاعة على التغيير ، فرسم لنا صورة شعرية بهية في هذا المقطع بالاجابة على السؤال فلاكشف للأسرار دون التسليم للحكمة الالهية ، ولا إجابة للاسئلة التي تؤرق االعقل الا بتغير الرؤية لفهم هذهِ الحياة بقبولها بتناقضاتها ، دون تشاؤم وتحليق حر وتماهي مع النجوم وتأمل الليل الذي تشرق فيه معاني الوجود والذات الانسانية بفكرها الخلاق ، ويعود ليستدرك الشاعر المبدع أشرف شبانه ويرسم لنا صور شعرية بهية عن ماهية الرحلة ومعانيها المكنونه في مقطع النص
مقدورُكَ أن تخطوَ بصراطٍ ..
فوق النار
فتأملْ .. لا تتململ
و ارضَ بجميعِ الأقدار
و تواءم لكن ..أبداً ؛
لا تستسلمْ للتيار
مهما أظلمت الدنيا ،
و انحسرَ الضوءُ بقنديلِك
و هويتَ لحالتِك الدنيا ،
و فقدتَ عيونَك و دليلَك
ستبقى كياناً وضاء
رغم العُتمةِ و الغوغاء
رغم الريحِ العاصفِ .. و الأنواء
و ستبقىٰ روحُكَ نهراً جارٍ ؛
فـ اسقِ جميعَ الأشجار
مثمرةً كانت ؛
أو حتىٰ .. من غيرِ ثمار
حيث رسم لنا في تلك الكلمات الطريق هو الصراط المستقيم وهو التقوى الحقيقيه ، التي تتجلى فيها معاني العبادة الالهية من أخلاقيات عاليه ورحمة ولطف وعطف تتجلى فيها الروح الانسانية ، فالاستنارة العالية تتقبل الوجع وتدخل النار ، وتتواءم مع ظواهر الحدث وتؤمن ببواطن الحكمة ، حين ينحسر الضوء في قنديل الروح يستجلب النور من معاني النور الالهي في نقطة التلاشي ظهور مطلق لمعاني الوحدة في الذات الالهية ،
الغاية الأسمى للحياة هي معرفة الله و يتعين على الإنسان إحداث توافق بين أدواره الخارجية عن طريق العمل الدؤوم نحو الصلاح والخير والسلام مهما مرًت العواصف وتغيرت الانواء ستبقى الروح نهراً جارٍ تسقي مامرّ به من شجر وزعٍ دون سؤال دون أنتظار الاثمان العطاء اللامشروط هو العاطفة المبجلة الجليلة التي علينا إكتسابها وبذلك حقق هذا النص الابداعي المبهر إظهار معاني الأستنارة الحقيقية في رحلة وعي تكتسيها الذات بالآلام والصراعات والدمار، وتدرك معها إشكالية الحياة في مظهريتها : الباطني الروحي والمظهر الخارجي المشوه ، ويحقق الهدف في كتابة نص عالي القيمة ، بنسج إبداعي فريد يستوطن الروح ويطلق العنان لها كي تحلق نحو مدارج النور تقديري واحترامي
سما سامي بغدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق