الأكسسة*الدوافع وأليات الاشتغال // بقلم الاستاذ الشاعر عبد الكريم العراقي

. . ليست هناك تعليقات:

الاكسسة* الدوافع وأليات الاشتغال :
حينما نقول ان هناك ثقافة هدم الوعي ، فهذا يعني  ان هناك مؤسسة لها ايديولوجية شمولية لاغية للمقابل، تتمتع بسلطة  قمعية ماقبلية الاحكام والقياسات  ، مصادرة لحرية الفكر الجمعي  وتطلعاته للخلاص من وصايتها الغيبية عليه  حفاظاً على ديمومة وجودها وسلطانها  ، ومن اوجه قوة هذه المؤسسة وادواتها القاهرة لمن يعارضها ، امتلاكها   جيش من المنظّرين ، المفكرين ، الاكاديميين ، الباحثين ، الكتاب (  ادباءً ،نقاد ، صحفيون ، الخ) ، الفنانون، سياسيون ، اصحاب دور طباعة ، ناشرون مروّجون لافكارها ، ولهذا الجيش فرق تخصصية تعمل متنكرة داخل سائر ميادين الابداع المعرفي للخصوم ( وهم اصحاب الفكر المقابل ) تعمل وفق آلية ممنهجة متعالقة وظيفياً، ومن اخطرها :
1ـ  فرقة تقوم برصد ومراقبة المبدعين الفاعلين  كلا في ميدان ابداعه  ،يقودها ويشرف على سير عملها مختصوصون بطبيعة نشاط الميدان المرصود ، فالمفكرون من حواريي المؤسسة المذكورة ، يكون مجال عملهم القيادي والاشرافي هو الابداع الفكري الحر
تتسلم من عيونها تقاريراً مفصلة بأدق تفاصيل الافكار والرؤى المحفّزة الوعي الجمعي للتمرد على جمودية وصدئية الفكر المؤسساتي والانعتاق من قيودة القاهرة
وهكذا هو الحال الرقابي والقيادي  في باقي الميادين الابداعية الادبية ، الفنية ، الاقتصادية ، الخ
وبعد ان تتجمع لدى المفكرين القادة معلومات تفصيلية كافية عن اسماء اولئك المبدعين الفاعلين بقوة في تحريك وعي الشارع ضد ظلاميتها واثارة ارادته الحرة لتمرد على قيود سلفيتها المنغلقة عن روح التجدد في الحياة ، تقوم بإرسال هذه الاسماء الى الفرق الاخرى مع توصياتها بكيفية التعامل مع اصحابها     
2 ـ فرقة تنفذ التوصيات السابقة بحق تلك الاسماء  ، فمن كانت بهم توصية بتسقيطهم : قامت هذه الفرقة بتشويه سمعتهم ( يتولى هذه المهمة افراد او صحفيون ، اعلاميون وغيرهم )   ان تعذر اقناع الناس بخطأ وفساد منجزهم الابداعي هنا يتولى كتاب وفنانو  المؤسسة هذه المهمة كل في مجاله ( الاديب منهم في ميدان الادب ، الفنان في ميدان الفن وهكذا ) ، ويكون الكاتم  ( المجهول الصوت ) هو اسهل واسرع الطرق في تنظيف الشارع من هؤلاء المارقين ( وهذه مهمة ميليشيات احزاب تلك المؤسسة او قتلة مأجورين )   
3 ـ فرقة الغواية وشراء الاقلام : تعمل بتوصية شراء ذمم من يضع من المبدعين مصلحته ومنفعته الشخصية اولوية في حياته ولايمانع ، من  اجل الحصول على مكسبٍ مادي اومعنوي ، في ان يكون ( بوقاً ) في جوقة التجهيل المؤسساتية ، وافراغ الكلمة الخلاقة من محتواها ، وتحويلها الى راقصة اجيرة في بلاط الخواء الفكري
......... هذه بعض وجوه قوة وسطوة  تلك المؤسسة القاهرة للفكر الحر ، القاتلة لروح الابداع في سائر اشكال النشاط الجمعي ، والمصادرة لانسانية الانسان ... فما هي وسائلنا الدفاعية لحماية مبدعينا ، وصيانة ( الشرف الرفيع ) لحرفنا من مغتصبي الكلمة الصادحة على افنان فجر الانسان ... الانسان ؟؟    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الاكسسة كما ذكرت في مقال سايق مشتقة من العلامة ( x ) وهي اشارة لاولئك الذين يضعون اكس على هذا المبدع او ذاك بغية تسقيطه في الشارع الثقافية .
ــــــــــــــ/ باسم الفضلي العراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك