الأديب الأردني
فوزي الخطبا
أديب وكاتب ومؤرخ ومفكر مؤلف ٤٠ كتابا في مختلف حقول الأدب والفكر والتاريخ والسير والاعلام وعدد من الصالونات الأدبية.
رئيس مجلس أمناء سفراء العالم في الأردن
رئيس قمة الشباب العالمي في الأردن نائب ملتقى هوانا للسلام وحقوق الإنسان. عضو في رابطة الكتاب الأردنيين عضو الإتحاد الثقافي الدولي في الأردن مستشار مجلة المثقف العربي
عضو منظمة العفو الدولية
شارك في مؤتمرات أدبية وفكرية وبىيئة محلياً وعربياً وعالميا
خبير في النشاطات الأدبية ومحكّم دوليّ في المسابقات الأدبية وحقوق الإنسان والمناطرات
فاز بالعديد من الجوائز الأدبية ومنها َمشروع جائزة تحدي القراءة العربي في دورتها الاولى كأفضل مشرف ومنسق للمشروع
أجريت معه العديد من المقابلات في الصحف والمجلات والاذاعات والفضائيات العربية
نشر عشرات المقالات الأدبية والنقدية والفكرية في أرقى الصحف والمجلات
قدّم عشرات البرنامج الثقافية التاريخية عبر إذاعات وصالونات أدبية
الف ثلاثة كتب وكتاب مشترك وهوطالب على مقاعد الدراسة الجامعية الأولى وهذا اول مرّة يحدث في تاريخ الجامعات الأردنية
صاحب مبادرات ريادية نفذتها وزارة التربية والتعليم منها مجالس الطلبة وبرلمانات المدرسة والَمخيمات الإبداعية وورشات ابداعية واندية ثقافية
والمناظرات والأندية البيئية وادلة النشاطات التربوية
ومسابقة الإبداع الأدبي في الشعر والقصة والمقالة والخاطرة والَمعلم الأديب ومسابقة المتفوقين في الإبداع الأدبي
مدرب متدربين في المناظرات . عرافة الاحتفالات على مستوى جامعة الدول العربية حصل على العديد من التكريمات والدروع وشهادات التقدير ودرّب عشرات آلالاف من المعلمين والمعلمات ومدراء ومديرات وطلبة. نال جائزة افضل مدرب على مستوى اليونسيف
مدرب متدربين في حقوق الإنسان والتشريعات الدولية ودرب عشرات الدورات مع مؤسسات الدولية.
حاضر في الإبداع والفكر والادب والتاريخ والسيّر والاعلام وحقوق الإنسان في المنتديات العربية والبيئة محليا وعربيا وعالميا
عريف احتفالات في العديد من المنتديات الاجتماعية والأندية والصالونات الثقافية
كان لنا معه هذا الحوار القيم الثري ..
(1): متى اكتشفت موهبتك وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف طاقاتك؟
أول مقالة نقدية كانت عن مسرحية (نور السلطان) التي كتبها ماهر ابو الحمص عندما كان طالبا على مقاعد الدراسة في كلية الطب في الجامعة الأردنية، ونشرت المقالة في جريدة اللواء الأردنية وفي مجلة (صوت الطلبة) عندما كنت في السنة الدراسية الثانية من الدراسة الجامعية عام 1983.
والبدايات الأولى انطلقت من المدرسة كنت اشارك في المسابقات الأدبية التي تجريها وزارة التربية والتعليم للطلبة المبدعين في المدارس كتبت المقالة والشعر القصة القصيرة وكنت اشارك في إلقاء الكلمات الصباحية في الإذاعة المدرسية ثم جاءت مرحلة الجامعة وهي المرحلة المهمة والخطرة والاحتضان في حياتي، كانت الجامعة الأردنية حاضنة الإبداع والمبدعين لها عين على أبنائها من المبدعين وعين على العلم والمعرفة كنت اشارك في النشاطات الأدبية والشعرية التي تقوم بها الجامعة وكنت عضو الهيئة الإدارية في جمعية اللغة العربية التي كانت بديلا عن اتحاد الطلبة وأذكر في السنة التي ترشحت فيها لانتخابات الجمعية كانت المنافسة شديدة وفزتُ فيها ترشح لهذه الانتخابات والتيارات الفكرية والساسية التي كانت في ساحة الجامعة، ثم كنت أقدم الأدباء والشعراء في أمسيات أدبية وشعرية وشاركت في تأسيس النادي الأدبي مع ثلة من الزملاء من أصحاب الإبداعات الأدبية، وكنت أكتب في صحافة الجامعة صوت الطلبة، والصحف المحلية مثل صوت الشعب واللواء والسنة الأخيرة كتبت في صحيفة الرأي الأردنية في المحلق الثقافي والفت وانا على مقاعد الدراسة الجامعية الأولى ثلاث كتب وهي (الطفيلة الإنسان والتاريخ) وقمت بجمع وتحقيق (شعر ابن جبير) وكتاب (ابراهيم المبيضين حياته وشعر) مع زميلي د. حسن المبيضين. وكتبت الفصول الأولى من كتابي ( أعلام من الأردن) "محمد الشريقي حياتى واثارة" الذي صدر بعد تخرجي من الجامعة، كان تشجيع اساتذتي الكبار له الأثر الكبير في احتضان موهبتي الأدبية وابرازها الى حيز الوجود امثال معالي د. خالد الكركي ومعالي د. صلاح جرار والمرحوم الدكتور محمد بركات ابو علي والمرحوم نصرت عبد الرحمن والدكتور جاسر ابو صفية والدكتور نهاد الموسى و الدكتور محمد ابو عواد والدكتور محمد ابو حمدة اطال الله في عمر الاحياء منهم والرحمة والمغفرة لمن رحل منهم. كانت مرحلة الجامعة هي الشعلة الكبيرة في تشكيل شخصيتي الأدبية لاسيما أنه كتب عن كتابي الأول العديد من المقالات من أدباء وباحثين وأساتذة أجلاء لهم وزنهم في الحركة الأدبية الأردنية وصفوه بالعمق والشمول والبحث الرصين.
(2): الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي، ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟
الإنسان ابن بيئته ومحيطه ومجتمعه الذي يتحرك فيه، ولذلك فإن للبيئة الاجتماعية والثقافية أثرها في تشكيا بذور التجربة، إذا توفر لها الصبر على القراءة والمطالعة الجادة الهادفة، لأن المعادلة التي ينبغي أن تترسخ هي أنه اذا توفر قارئ جيد سيتوفر تبعا لذلك كاتب جيد، خاصة اذا تمت تنمية الخيال لدى الأديب وعزز ذلك بالتوفر على الالمام باللغة وتوفر له معجم لغوي ثري مشفوع برؤية كونية إنسانية ثاقبة وهدف سام عال.
(3): كثير من الشعراء لديهم الحظ، ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي، كيف نفسر ذلك؟
المعجم اللغوي الثري أساس لنجاح الأديب شاعرا كان أو ناثرا، ولكن يمكن لأديب ما أن يحقق شهرة من نوع ما في وقت ما إذا توفرت له شبكة من العلاقات أو مارس كتابة النص التأثيري الانفعالي، لأن الإنسان كائن عاطفي، إضافة إلى أنه ما زال هناك دور للجغرافيا أو القبيلة في رفع صوت أديب على حساب صوت النص ومكانه ومكانته على خارطة الأدب الرصين.
(4): ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة مع انتشار وسائل التواصل
الاجتماعي؟
الحركة الأدبية بخير وهناك حراك ثقافي عربي واضح، اذا استثنينا تحديات فترة انتشار جائحة كورونا، فالأدباء يبدعون، والمطابع تطبع، ودور النشر تستقبل الأعمال وتنجزها، وهناك فئة من الناس تقرأ، تماما كما ان هناك فئة تشاهد المباريات او تهتم بالأزياء، وقد كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور في التعريف بالأدباء وايصال اعمالهم خارج حدود الجغرافيا الضيقة، لكن يظل هناك تحدي يتمثل في وهم القراءة او وهم الابداع وهو المرتبط بعدد الإعجابات او التعليقات التي تتوجه للكاتب على حساب النص.
(5): هل يمكن القول ان المعلم هو الاساس لاطلاق أي موهبة ادبية؟
ان عجز البيت (كاد المعلم أن يكون رسولا) يختصر الحكاية، ذلك أن المعلم – وهنا نعني المعلم الذي يحمل رسالة صادقة وثقافة واسعة – هو حجر أساس في صقل موهبة الفرد وتوجيه قدراته والكشف عنها، لكنه بالتأكيد لا يستطيع وحده القيام بهذا الدور الا اذا توفرت لدى الفرد الرغبة والقدرة المبنية على أساس من الموهبة والميل الذي يغذى بالتدريب والقراءة وتوسيع المدارك واطلاق العنان للخيال، فيكون دور المعلم – كما يمكن ان يكون دور غيره – توجيهيا تحفيزيا.
(6): ما رأيك بالنقد؟
النقد ضرورة ملحة وليس ترفا فكريا او نثريا، ويظل النقد الموجه لبوصلة الإبداع وصمام الأمان للمبدع والنص والشكل والمضمون، ذلك أن الخطوط العريضة للنقد تحتم على الأديب الالتزام بالشكل الأدبي اللازم او ترصد ملامح التجديد فيه والخروج عليه.
(7): هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر؟
الشعر دائرة كبيرة تتناهبها اليوم تقسيمات الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر وقصيدة الهايكو وغيرها، لكن الشعر يظل اليوم نموذجا قادرا على التطور والتجديد بهمة الشعراء والنقاد. ومن الضروري أن نفهم أن زخم الجوائز والرعاية للرواية لا تنتقص ابدا من قيمة الشعر ومن قدرته على الصمود كنموذج ابداعي حي.
(8): ألا ترى أن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟
التباين علامة صحة ومؤشر على أن لكل عصر معاييره وقيمه وجمالياته الأدبية والفنية، فإذا كانت المقدمة الطللية متطلبا للقصيدة الجاهلية فإنها اليوم ليست كذلك، وإذا كان الشعر الجاهلي يحمل في طياته قيما جاهلية – وكثير منها محمود- فإن الشعر في صدر الاسلام حمل قيما إسلامية – منها ما لم يكن موجودا قبل الاسلام – ولذلك فإن طبيعة العصر وقيمه ومعاييره هي التي توجه النص الشعري، ومن الطبيعي أن يكون هناك تباين، ولكن على أن لا نحترم القديم لقدمه ونقلل من شأن الحديث لحداثته، والحقيقة ان هناك شعراء في العصر الحديث لا يشق لهم غبار، وهناك شعر ايضا يحظى بالاحترام على خارطة الشعر.
(9): ما نوع الشعر المفضل لديك؟
تهمني الفكرة والأسلوب أكثر من التصنيفات فيما ارغب، فثمة قصائد عمودية ما زالت تحظى بقيمة عالية عندي كما أن هناك نماذج من الشعر الحر او قصيدة النثر تستحق اعادة القراءة مرات ومرات.
(10): هل الشعر صناعة؟
الشعر موهبة تهذبها الصناعة شرط توافر عوامل الرغبة والقدرة والكفاءة اللغوية وخصوبة الخيال وثراء المعجم واتقاد العاطفة بناء على سعة القراءة والدربة والمران.
(11): ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر؟
الأجناس الأدبية تظهر نتيجة الحاجة لظهورها، فكما أن الحاجة اقتضت في عصر ما الى القصيدة التقليدية اقتضت الحاجة نشوء قصيدة النثر، وعلينا أن نؤمن بالتغيير، لأنه ثابت من ثوابت هذا الوجود، فنشوء لون ادبي جديد لا يعني اندثار لون ادبي قديم بالضرورة، كما أن استقرار التقاليد الشعرية في وقت ما على المعايير المعروفة، لا يعني بالضرورة الاستمرار بها والاقتصار عليها، وإنما ينبغي الانطلاق من أساس يتمثل في أن اللون الأدبي يظهر لتلبية متطلبات التعبير في الوقت الذي يظهر فيه، ولا ينبغي ان نحجر على طاقات المبدع او نقولبها في معايير لا يستطيع الخروج عنها، وانما ينبغي تقبل الجديد باعتباره لونا موازيا وليس لونا بديلا.
أما عن تصنيف قصيدة النثر تحت خانة الشعر، فأنا أميل الى إبقاء النثر في خانة النثر وإبقاء الشعر في خانة الشعر، فما ينسجم مع معايير الشعر الرئيسة أو مع بعضها يسمى شعرا وما ينسجم مع اشتراطات النثر أو مع بعضها يسمى نثرا، وبذلك نحافظ على الدوائر الكبرى لفنون القول من دائرة الشعر ودائرة النثر دون أن نطرد لونا من دائرة منها الا اذا فارق معاييرها مفارقة كلية.
(12): كيف ترى الوطن في ما تكتب؟
الوطن والتغني به وبفضائله وبمنجزاتهخ مضمون ينبغي ان يحترم، لأنه لون من الوان الحفاظ على الهوية، والشعر يظل حاملا لهذه المضامين وهذه القيم، ولذلك كان الوطن الصغير محط عناية في كتاباتي مثلما ظل الوطن الكبير محط عنايتي.
(13): ما هي العوامل التي ادت الى الحد من انتشار الكتاب الورقي؟
الكلفة العالية لتحصيل الكتاب الورقي بالمقارنة مع الكتاب الالكتروني عامل من عوامل انتشار الاخير على حساب الأول، مثلما ان سهولة الحصول على الاخير منحته فرصة الرواج، ومع ذلك تظل للكتاب الورقي قيمته ومتعته.
(14): كيف تجد المرأة كشاعرة؟
الإبداع ليس حكرا على نوع اجتماعي دون الآخر، وليس هناك مخيلة ذكورية ومخيلة انثوية، وانما هناك خيال خصب وخيال ضحل، ولذلك فإن الشعر هو الشعر بغض النظر عما اذا كان شعر رجل او شعر امرأة، وانما الفيصل هو التأثيرية وثراء المعجم الشعري وخصوبة الخيال.
(15): هل توافق على مقولة أن (اصدار الدواوين هو اثبات للذات أولا وأخيرا)؟
أوافق على أن لإثبات الذات أثر في اصدار دواوين شعرية، لكن اثبات الذات في اصدارها ليس كل غاية، وانما يكون الحرص على ظهور بنات الأفكار وتربيتها وريها باعثا ايضا كما ان اداء الاديب لرسالته وتقديمه لرؤيته الخاصة والعامة باعثا ايضا.
(16): ما هي كلمتك لجيل اليوم؟
الاقبال على القراءة وتعظيم دورها ومكانتها في الوجدان الفردي والجمعي، والاستفادة من تجارب الآخرين، والتأني والتروي عند التفكير في اصدار العمل الأول، حتى تنضج التجربة وتتعاظم الخبرة
ليلاس زرزور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق