بناء وتصنيف النص عند القاص الأستاذ // فاضل حمود // بقلم الأستاذ الشاعر والأديب // رجب الشيخ

القصة القصيرة جدا _ وكيفية بناء وتصنيف النص المكثف... عند القاص فاضل حمود

بقلم رجب الشيخ

المقدمة

ليس غريبا أن ينتقل القاص في مجريات الحدث اليومي ضمن انفعالاته اللارادية وهمومه الذاتية إلى واقع ملموس من خلال الطرح الرائع في عملية التأسيس إلابداعي في هذا الجنس الذي هو أقرب جدا إلى الشعر ومايحمله من دلالات الألفاظ والمعاني واستخدام الجانب الإبداعي في كيفية هذا المزج بين المنهج الجديد في عملية البناء التركيبي للنص وتشكيل النص الحكائي وذلك من خلال تلك الرؤى والأحلام التي يرسمها الناص في خلق الدهشة المعلنة والبوح المخفي خلف قصدية يرسمها بشكل قريب إلى الواقعية في هذا المجال الصعب وتذليل الفكرة وضبطها بأسلوب جديد وحداثوي يخضع لتصنيف القصة القصيرة جدا ، وهذه أدت الى ظهور نصوص نصية جديدة أدت الى الانفجار النوعي ، وهذا ماجعل القصة تؤدي دورها في هذا التطور الذي نشهده في زمننا الحالي ، كما ان الأسلوب الجديد ضمن علاقة جدلية بين الشعر والقصة القصيرة جدا من خلال التكثيف الاستعاري وتعدد الاساليب بطريقة المزج في التعبير والكتابة المعاصرة والاهتمام بمفاهيم المصادر المواجهة بهذا الخصوص حيث الرؤية الفلسفية المعتمدة على نقاء لغة السرد المضغوط ،ناهيك عن المشتركات اللغوية واللفظية من حيث التنظيم والانجاز وبناء الفكرة التي تنتهي بالضربة المدهشة التي كتبت بأسلوب رشيق ، كما جاء في نصه

تشابه / 1

بعدما جعل من جيبي موضعاً لعبث يده، أمسك بها الشرطي الذي كان واقفاً بجانبي،همست في اذنه مازحاً دعها تتجول فأنها في خواء آمن. أشاح بوجهه مردداً كنت أظن بأننا سنتقاسم الغنيمة.

المدخل

استخدم الناص التزويق الجمالي والتكتيكي لهذا المنحى بشكل جيد والاعتماد على مفردات ومعاني كثيرة والتفتيش على الصوت الواحد في أكثر كتاباته والاعتماد الشكلي الذي يرافق صوت المؤلف في بناء الصورة الرمزية وماخلف احداث سريعة تجبر المتلقي أن يفتش عن الغاية القصوى في دراماتيكية مثيرة للجدل وكيفية التعامل مع الانفعال الذاتي للاشياء ، من خلال مخياله التصوري الخصب والنماء في تركيبة مثيرة للاهتمام ، إضافة لاختزاله الكثير من الترهلات والحشو بطريقة يرتقي بها من خلال هذا الوعي الفكري والثقافي، ومن خلال متابعتي لكتاباته أشعر باني اتنفس قصصا تحمل كارزما عالية المستوى من حيث التركيبة المعقدة في عوالم البوح في سياق دهشوي الذي ورد في كتابته في القصة أدناه

تبرير/2

بعدما عادت منكسرة تجرجر خلفها أذيال الخيبة، هناك من اعترض طريق عفتها، أغراها بالمزيد من الإشباع ،هربت من سطوته مزدرءة ،حينما تحسست بيدها بطون أيتامها،توقفت تنتظر لحاقه. مرددة من اضطر غير باغٍ.

واخيرا فقد كانت تلك الإبداعات الصورية بمساحات كبيرة ورائعة جدا ترتقي لمستويات قياسية جديدة من شأنها أن تمثل وجهة أخرى في التأمل والتفكير الإبداعي ضمن مدلولات حقيقية في تلك النقلة النوعية من ابداعات الناص التى من خلالها إيضاح الأشياء الميثوليجية باشكال وصور متعددة الوظائف والمفاهيم