لعبة برد!! // بقلم الأستاذ // شوقي كريم حسن

. . ليست هناك تعليقات:

!!لعبة برد

مسرودة قصصية
شوقي كريم حسن
الانهزام الداخلي الذي لعثم حياتي ،المخيف الوجع سيطر عليَّ بعنف أقعدني مدحوراً عند أبواب الدهشة القوية الامتهان، ورثني إياه قاري الكتب النهم مثل حصان جائع منسي هجرته ايام فتوته لتلقي به امام دروب انتظار الخاتمة التي لايعرف متى تجيء،الغريب الاحاديث والافعال خالي(صالح نعمة) مدرس التاريخ الحاذق المطرود بسبب إعلانه اليومي بين جموع طلبته (التواريخ هذر مستكين لضعفاء يحاولون تمجيد أنفسهم بأكاذيب جعلونا نوقن انها بطولات خارقة يتوجب علينا تمجيدها وتقديس أزمنة فاعليها الذين ما ارتوت عروشهم من الدم حتى الان ) كما تقول أمي التي لا تأبه لحضوره أو غيابة مادام لايجدي نفعاً،ولا يفيد بغير،ثمة كراهية من طرف واحد تحاول جاهدة إشعال نيران فتنتها كلما رأت اليه يتوسد تراب القاع شامراً قدميه الحالكتي السواد واحدة فوق أخرى دافعاًبرأسه بين دفتي كتاب عتيق، حاولت معرفة سر اهتمامه بالكتب المنزوعة الاغلفة بورقها المصفر المتهرئ الحواف لكني فشلت،بخبث لاندري من اين حصل عليه،يشير عليَّ بالابتعاد مأخوذاً بلحظات هيامه الشديدة الاتساع، يهرش عمق رأسه الشديد العتمة فاتحاً أبواب ابتساماته الملساءغير المتشابهة على اتساعها،ابتسامات لايعرف احداً منا مراميها،تصيب ارواحنا بالحيرة فنضطر الى الابتعاد أملين أن يلتفت لينا ذات زمن يختاره هو بعنايته المثيرة للجدل والاهتمام، خالي(صالح نعمة) ولد يوم صعد المشير لحماً ونزل فحماً ،يكبرني كما تعلن أمي بثمانية سنوات،فيما يؤكد والدي قبل غيابه القسري في حروب الشمال، أني ولدت يوم سرق (منير روفا) طائرة الميك ١٧ هارباً الى اسرائيل ،هذا الزمن القصير الحبل جعله يتخذني صديقاً يشرف على تربيته وتعليمه ما لايعرف من الاسرار والخبايا التي خبرها أيام أخذته السياسة الى أحضنها قبل أن يكتشف أنها أكثر اكاذيب العقل الانساني قسوة،،يهمس في أذني كلما كان رائقاً، بعد أن يشعل سيجارة روثمان وينفث دخانها بشكل يثير غرابة واستفزاز كل من ينظر اليه ،
—— لاتقف عند خط شروع واهم.حين تجد ومض ضوء أسعى اليه،جلوسك وسط هذه العتمة جعل منك حماراً متروكاً داخلَ حضيرة حمير صافنة،،!!
أبصره مبتسماً محاولاً الولوج الى مغاليق أسراره،مالذي يريد،،والى أين يروم الوصول،
أسئلة توقض في أعماقه إرتجافات ترمي به الى عمق بئر مخيف لا قرار له، يحاول الامساك بفكرة خروجه لكنه يندفع الى القاع السحيقة بعنف مصحوباً بالصراخ، نوبات وجع لاتستقر عند مكان أو زمان، يشير اليَّ بكلتا يديه طالباً العون،مردداً
/—ماكان عليها أختيار محنة كهذه توقفها أمام أمتحان عسير الفهم الذي لايتطابق ومراميه يغدو دوامة عاصفة تخلق فوضى!!
— عن ماذا تتحدث..متى تنتهي من إطلاق حكاياتك التي لامعنى لها .. فوضاك حطمت وقتك وجعلتك سلعة فائضة!!
— غبي تشبه أمك التي لاتعرف كيف تتجاوز أحلامها الساذجة.أشر المخلوقات فتنة النساء اللواتي تيبست احلامهن بين اياديهن دون ان يفعلن شيئا..يباس احلام الانثى رميها داخل محارق العبودية!!
—أبن نعمة دعك من أمي التي تهيم غضباً باسرارك ومجون ايامك وعرفني ماتريد..أغوارك عميقه ودهاؤك سحيق دعني أقترب من عوالمك المبهمة عليَّ أمسك بخيط وجودك الباعث على الحيرة؟
—- ما أ نا الذي أريد ،،هي الاتية من عمق أنوثتها الغزيرة التأثير كان عليها أن لاتقبل بحب خال من التوازن والثبات يغدو الحب مجرد ثرثرة ان غابت عنه ثوابت الارواح وانهزمت رغباته السامية..ليغدو من بحر لايخيف من يقتحم امواجه!!
— في رأسك سؤال يشبه نصل سيف لاتعرف كيف تغرزه في جسد حيرتك الفارغة من المعنى.. مرة قلت ليَّ /—ما من حقيقة ثابته مادامت للاكوان غيرثابته،،التغيير ديمومة الوجود، تافه من لايشعر به ويقره.. ويسعى الى ان يتغير هو ايضاً،،الجدران وحدها من تحب الثبات مجبرة،،/!!
—- الضفاف محنتي،،كلما حاولت ولوج الزمن الذي أريد صاحت بيَّ نداءات بعيدة حاذر لاتقترب أبحث عن معناك أولاً.. أنت كائن متكي الى جدران الهامش وستظل تلاعب عجزك الذي اوقف خطاك دون أن تدرك معاني هذا الوقوف
ومسارات أختياره،معناك حقيقتك الوحيدة التي تؤكد وجودك الملتاث برمال الحيرة!!
ماكانت حواراتنا الشديدة الغموض والوقاحة توصلنا الى مايمكن أن يدله على درب تستقر بين ثناياه أمانيه المزدادة قهرا،بعنف ملفت للنظر يطوح بالكتاب الذي ظل يرافقه اياماً عدة ،بعيداًمعدلاً من جلسته الامبراطورية التي لايجيد سواها جلسته فخمة تجذب إليه الانظار،قلت بود تقصدته محفوف بالمبالغة،،
— مالك لا تعرف ماتريد ملقياً بروحك الى نيران المجون والفجيعة أراك تمشي داخل فراغ بهيم
لاجدوى منه تدور وتدور دونما أنتهاء!!
فجأة استيقظت في أعماقه مواجع حيرته التي القت به الى عوالم ماكان يستطيع اتلافها او حتى مقاومتها،بحركة مباغتة هب واقفاً شامراً يديه الى علو/أيها الكون الخالي من الوضوح كلك مستحيل/ متشظي الحكمة خال من الود والرأفة/مارسمت أمامنا سوى ما ترغب أنت وتريد/محوت خياراتنا/القيت بنا الى مهالك اسئلتك/ لا أحتاج سؤال،،إطالب بإجابة تروي فضول اعماقي/ لم دفعتها الى حرائق الاسئلة/ خذي يدي الى يديك الباردتين / اريد منح سماتك الملكية بعض دفء/تلك هي الاجابة..تلك هي الاجابة/.خالي(صالح نعمة)الذي تتهمه أمي بالجنون،ممثل يقف أمامه كبار الممثلين حيرى،لو رضي إتخاذ التمثيل مهنة له،يضحك بالق المكتشف للكثير من الابعاد حين احدثه بهذا الامر،وبهدوء الرافض يقول .
—- مامن إنسان في كونك العفن هذا لايجيد التمثيل ولا يمارسه يومياً بدرايه منه او من غير دراية التمثيل اول مكتشف معرفي أحبه الانسان..الشيطان الممثل الاول والامهر الكون يستند على طوفان من الحكايات التي نمثلها كل برهة وقت!!
(العب وإياه لعبة الاستغماية،أطلب منه إغماض عينيه والاندفاع واياي الى أزمنة أختارها أنا بدراية أحاول من خلالها إثارة دهشته المغلوبة على أمرها، بهدوء ذئب يفتح عينيه مبصراً ما يستقر قدامه بحيادية فارغة من القبول،يبتسم اولاً ثم مايلبث يتفجر ضاحكاً من بركان رمى بحممه للتو،،الكتب التي اسرقها منه على الدوام جعلتني شبيهاً به،مطبقاً المثل الذي تردده أمي المليئة بالخوف عليَّ— ثلثين الولد على الخال!! احاول جاهداً الاطباق على الثلث الباقي مني لاكون كله الشيطاني الوقح المبالغات، الخالق لازمنة من لغو هجين يزيد من رياح مخاوفي واضطرابي،المدن بكل مباهجها ماكانت تعني له شيئاً مهماً يتفحص مكنوناتها ببرود متمتماً بكلمات لايفقهها سواه المدن بالنسبة له، قصصاً تافهة وحروباً أحالت جمالها الى خرائب واناسها الى وحوش تنهش بعضها البعض دونما معرفة ممكنة لحقيقة مايجري،وكيف،حاولت مراراًالتقرب من أمي الائذة باذيال احزانها من أجل معرفة سر كراهيتها المعلنة لخالي الذي ماكان ينظر اليها بغير أنها انثى دونما ملامح تميزها تشبه الى حد مقيت كل اناث الدنيا اللواتي يبحثن عن فراش يمتلك لهاث حناجرهن الملتاثة بالدلع، لكنها صدتني بقسوة جعلتني اقرر الابتعاد عنها واحترام عزلتها القاتمة برغم حبي المبالغ فيه لوجودها الخالص البهاء،منذ طفولتي الصامتة كانت تجدني ولد خال من الحياة مندفع امام رغبات (صالح نعمة)التي
وجدت فيه وليفاً لمجموعة شياطين يملون عليه اراداتهم التي جعلت منه كائناً مسخ لايجب الاقتراب منه او التعامل معه، ظلت الازمة تلاحق اماسيه التي كثيراً ما تحولت الى مشاهد مسرحية وآهات توجع، وأجوبة لايفقه سواه اسألتها التي بدأت تزداد غموضاً وريبة،حين ابصرته يحمل حقيبة على كتفه ملوحاً بيده التي كانت تقول وداعاً،أيقنت أنه قطع جذوره بعنف ورمى بها بعيداً مقرراً أن لايعود،لم يخبرني عن درب ذهابه ، لكني خمنت انه راح يبحث عن إجابة أوقفت سيول تداعياته أمام سياط الاسئلة وعبوديتها التي أحالته الى كائن يبحث عن منفذ لخلاصه. الخيبة أعادته يحمل فوق كاهله جثث أمالٍ مقتولة لايعرف كيفية التخلص منها، أطلقت أمي حسرات مواجعها دون أن تفوه بشيء يثير غضبه الساكن مثل بركان ، إنزوت روحه داخل صومعته التي ظلت مهجورة خربة طوال أيام غيابه، مراقباً أكوام الكتب التي ختلت خلف سواتر من الاتربة الخشنة الملمس، أشار اليَّ بالاقتراب وحين اقتربت دونما تردد همس ليَّ بصوتٍ يذوب استكانة،—- لاجدوى،..مادمنا لانعرف اسرار الأسئلة!!
قلت—كان عليك معرفة هذا قبل اتخاذ ماعزمت عليه!!
قال— لاجدوى من مطاردة وهم،،ما نحلم به ونريده وهم عبث مطاردته!!
/كلانا أمسك بقوة الخوف،التي جعلتنا شبحين
تدثرهما أردية الانتظار الذي مالبثت الحرب أن فتته حين وجدنا أنفسنا نعيش داخل أوهام اقسى من تلك التي كنا نعيشها معتقدين أن الكون مجرد فراغ معتم ندور فيه وندور دون معرفة السبب)!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك