سداسيةُ .. الإفاقة المتأخرة
نص / سعدي عبد الكريم
* 1 *
قلبي ...
كمعبدٍ قديمٍ مهجورٍ
خالٍ من مرتاديهِ
ربما سَتأتي في ليلةٍ باردةٍ
لتشعلَ في المعبدِ
قبساً من نارٍ
يُرشدني لطريقِ
القبرْ !
* 2 *
السدرةُ لا تنأى بحملِ العصافيرِ
وقلبي تحملهُ عرافةَ الحبِ
تهيمُ في ملكوتِ اللهِ
تشكوّ جنوني !...
تسلط ُ كل نساء الزنبقِ
على قلبي
ثم تدعو عليَّ
بالفناء !
* 3 *
حين تفيقُ الزهرة من غفوتها
تلامسُ الندى
بأغصانٍ مرتعشةٍ
وأوراقٍ مرتجفةٍ
وحين يفيقُ الموتُ من سباتهِ
يحصدُ الأزهار
والبشر ...
ليدفنهم في اقربِ مقبرةٍ
منسيةٍ !
مهجورةٍ !
بلا خشية
أو حياء !
* 4 *
طفلةٌ سومريةٌ
اختبأتْ خلفَ تمثالٍ آشوريّ
في المعبدِ القديمِ
لائذة بالحجارةِ
من شظايا الحروبِ
ومن أسرار النبوءاتِ
والخرافاتِ ...
والذهولْ !...
* 5 *
استنفرُ كالخيلِ الْمُسَوَّمَةِ
للحربِ،
حين تتراءى لي مآقيكِ
عن بعدٍ !
.......
* 6 *
سأهاجرُ ...
لأخرِ نقطةٍ في المدى
لأخرِ ومضةٍ في الندى
كي لا أرَ لون الدمِ
واستنشقُ رائحة الموتِ
بأحلامي القادمةِ
وفي حضرةِ
إفاقتي المتأخرةِ !
من ديوان (وطنٌ من ورقْ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق