فتحي مهذب تونس
مسافة ممرات الروح الطويلة
مثل يد عمياء
ممسكة بعروة وهم
ترفو فراغ الأمكنة..
يكنس غباره الداخلي
نجمة نجمة..
خاطبه نيزك
عائد من برج المجرة..
رائحة قميص السماء..
قوائم آلهة
يجرها ذئاب وقسس..
وديان ضباب تئن
تحت أصابع الحقيقة..
كلما اقتربت أكثر
طوحت بي طواحين الأقاصي..
لم يدق مسامير المخيلة
في المكان المناسب...
مثل يد عمياء
أتحسس جلد الأفعى
بين رخام نهديك..
تتجاذبني الهاويات..
لا براهين على كناس الضوء..
الصاعدون قش وبخار..
الهاربون من سقف رأسي
الى أثباج الحواس..
لا بريد لهدهد الكلمات..
ومصابيحي مهشمة..
والدليل غراب..
لم يزل نائما هذا الشبيه
بهيرقليطس في بحيرة اللاوعي
وله حلم بايقاع الكواكب...
مثل يد عمياء
أملأ صوتها الفضي
في زجاجة..
أرتق تخاريم أشيائي
على سجاد البوح..
وتطير بي الكلمات
الى مقام النهوند..
ضيق هذا الجسد
ولحداء الروح غرف لا تحد..
أنا المتكهف
تقضم العزلة أصابع صمتي..
وعلى حافة بئري
جرار ملآى بالفراغ الطوطمي..
سأطير مخلفا اثري
حمامتين وشال قوس قزح..
مثل يد عمياء
أو بحة صنبور
في حديقة ميتة..
مثل يد ترفرف
فوق نهدين يتحاوران بلطف..
مثل خشخشة عظاءة
في منحدرات ابطيك..
مثل قرقعة غطاء القبر..
أحتفي بالآتي من رماد العمر
في ممر ضيق
تحرسه نوارس
بضحكتها المريبة..
لا ضوء يبرهن على الشرفات
وحلمي قرية مأهولة
بآلاف الأرامل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق