فتحي مهذب. تونس
الشجرة التي تقود دراجة هوائية في الليل .
الى روح كل شهيد فلسطيني .
الى صديقي الأثير Alaa Mohsen
بعد موت ابنها مخنوقا بمخالب جندي صهيوني قذر لم تجد بدا من الفرار الى الغابة المجاورة..
ها هي تبكي بمرارة وتقاسمها الأشجار الحزينة عويلا جماعيا موجعا بينما العصافير تترجم هذه
الأنات العميقة الى جناز كنسي صاخب..
وبالدموع الساخنة تعمد ريشها المائل الى دكنة غامقة..
بعد موت ابنها على مرآى ومسمع من قطعان الثعالب العربية المهزومة تحولت الى شجرة دائمة البكاء .. مسكونة ببحران ليلي رجيم..
لكن لم تحمل معها في هجرتها اللاارادية الى الغابة سوى دراجة ابنها القتيل التي اقتنتها له يوم عيد الشهداء.
في الليل تقطع الغابة جيئة وذهابا
على متن تلك الدراجة الأثيرة موزعة رسائل سرية على جيرانها الأثيرين.. الأشجار المضطهدة ..
وفي النهار تتماهى بحركة صوفية
اشراقية مع طيف ابنها الذي أطلق نداء استغاثة وامعتصماه وبأصابعه المرهفة المصطفقة أتم طقس الشهادة (لقد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي) واضعة الدراجة داخل جسدها المليئ بكدمات زرقاء..
بينما الأشجار الحزينة تصفق بحرارة باذخة..
المجد والخلود للشهداء الأبرار
وليذهب الأعداء الى اصطبل النسيان .
ما أروعك أيتها الشجرة الأم التي
تخبئ دراجة ابنها الشهيد بين ضلوعها ذكرى لتضميد جرح الوطن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق