فتحي مهذب تونس.
الجذع الذي يخادع حواسنا ببدلته السوداوية .
كل يوم
أتلو تأبينا بايقاع كنسي خالص لهذا الجذع المقهور..
جناز يسوعي تتحول فيه الكلمات الى حبال مستدقة لطيفة
تصل الصلب المتمرئي بأوساع المتعالي حيث الهواء رسول
قطعان ضوء تزرب من أقاصي قوس قزح الروح الى محكمة المطلق بينما ثمة عصافير غريبة تفلت من ظلال أصابعي بسرعة البرق مثل سعاة بريد الغيب واهبة كل شجرة مقطعا لذيذا من مطرزات جنازي اليومي..
تجاورنا شجرة ايروكاريا مثل ملكة أبدية تنفرد بطاقة خلاقة كما لو أنها ينبوع أسطوري مشبع بخضرة طازجة مبطنة صفة الديمومة في نسيج تركيبها الداخلي.
أحيانا نتبادل النظر بمرارة كما لو أننا متحدران من رحم واحد الى درجة الشك في عمق ماهية الآخر..
هل أنا ذاك الجذع المقطوع المهمل المكتظ بعواء الهامش
أم الجذع أناي الحقيقي التي طاله فعل الهشاشة..
أحيانا أحصي عدد الطعنات التي سددها لي الآخرون بفأس السخيمة..
بينما يتناهى الى سمعي صدى متلعثم..
أيها الجذع
هل أنا ظلك المتحرك في ضباب العالم.
هل أنا ذاك الأسير  الذي يلعب بذيله السفسطائي
مهرجا الليل والنهار..
أحيانا يمسني أحد المارة اذ تنثال نبراته كحبات الرمال
على مرايا اللاوعي..
كم موجع ملمس هذا الجذع المليئ بالندوب والنتوءات..
هل أنت ذاك الجذع  المقطوع
الذي ما عتم يقاوم جنازير الآخرين..
شبه خاتمة
ا**********
أحيانا أجلس مثل جذع على قارعة الطريق
حزينا وغاطسا في سيمياء تأملاتي العميقة
وحين يحملني حطاب سيئ الحظ الى مدفأة بيته
بعد تقطيعي الى حزم غير متكافئة
وما ان يضعني في المدفأة حتى أستحيل الى أفاعي مجلجلة وألتهم كل ما في البيت .
ثم أنسحب الى الشارع العدمي 
ناشبا أنيابي السامة في جلود العابرين
وبعد لأي أستحيل الى جذع مقطوع
مشكوكا في ماهيته الفلسفية.ذ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق