Fathi Mhadhbi
- لعنة الجن -
لما انطفأ النهار مثل عينين جميلتين ضربتهما صاعقة الشبكية. شحذ البوم مخالبه لالتقاط فريسة طائشة تتطوح في الهواء أو تدب على أديم الأرض..
بعد سهرة ممتعة ذهب جميع أفراد الأسرة على أطراف أعينهم الى برية النوم المدججة بالأحاجي..
كان (أ )ضيفهم الأثير آخر هذا الأسبوع متظاهرا بالنوم لعلمه أن ثمة وقائع غامضة تحدث في آخر الليل في هذا البيت القديم الذي ورثته العائلة منذ عقود خلت..
بعد سويعات تناهت الى سمعه خشخشة ثم رف جناحين
عملاقين ..ثم همهمة ..ثم طقطقة منقار اوزة جريحة..
انكمش (أ) على نفسه واستحالت أعصابه الى قطعة من القماش المتهدل ..قفز قلبه نحو سقف الغرفة مثل رصاصة طائشة..
وتحولت عيناه المذعورتان الى
حمامتين من الرخام ..
صارت له غلاصم سمكة..
خرج شيئ من الحائط .. شيئ هلامي ..جرم لا يعترف بالحواجز
الزمكانية..طرطق مرة ثانية ثم اختفى ثم عاود الظهور.. طارت عيناه ثم عادتا الى محجريهما
ساهمتين ..
ها هو يتلبسهم واحدا تلو الآخر..
كل يطلق صراخا لا يتطابق اطلاقا مع طبيعة الأصوات البشرية ولا الحيوانية..أصوات لها ايقاع غرائبي..مخيف مقرف يبعثر أطراف الروح ويفجر الرعب في مفاصل الجسد..
صوت واحد لا يشبه أي صوت في العالم يصدره كافة أفراد العائلة.. ا
وهم رقود..
لم يذق طعم النوم تلك الليلة التي
تعادل طابورا من الليالي الكابوسية..
ولما افتر الليل عن ثغر شنيب قص عليهم قصته تلك حينئذ أخبره رب العائلة بأن جدته قد دهست جنيا
ضريرا كان مستلقيا على ظهره
يغط في نوم عميق ..لم تنتبه اليه
الجدة فأحدثت له كسورا وجروحا بليغة انفجر على اثر ذلك صوت هائل بين ساقيها وسقطت مصروعة في تلك الخلوة المظلمة..
لقد قرر كبير الجن الانتقام من الجدة ونسلها الى أبد الآبدين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق