الحَربْ // بقلم الاستاذ الشاعر مصطفى الحاج حسين

. . ليست هناك تعليقات:

الحَربْ ...

               شعر : مصطفى الحاج حسين .

وَمِنْ سِمَاتِ الحَربِ

أَنْ تُملأَ الأرضُ بِالقُبُورِ

وأن تُهَدِّمَ المدَائِنُ العَامِرَةُ

بِالوَردِ والفَرَاشَاتِ

وَتَنْثُرَ الجَرحَى على العُشبِ

لِيَكُونِ الدَّمُ بَدِيلاً عَنِ النَّدَى

وَتَزدَحِمُ الطُّرُقَاتُ بِاليَتَامَى

وَالأَرَامِلِ البَائِسَاتِ

وَالمُشَوَّهِينَ الزَّاحِفِينَ بِعَجزِهِم

صَوبَ الرَّغِيفِ المَفقُودِ

الحَربُ بِذَاتِ الشَّهِيَّةِ

تَلْتَهِمُ الفُرَقَاءَ المُتَقَاتِلِينَ

لا تُفَرِّقُ بينَ طَوِيلٍ أو قَصِيرٍ

بَينَ شُجَاعٍ أو جَبَانٍ

أو بَينَ بَرِيءٍ أو مُتَوَرِّطٍ

لا يَهُمُّهَا سَوَى الدَّمِ

وَكُلُّ مُتَحَرِّكٍ أو ثَابِتٍ

هَارِبٍ أو مُقبِلٍ

تَشتَهِي قَتلَ الجَمِيعِ

دُونَ إنحِيَازٍ أو تَعَاطُفٍ

إنَّهَا الحَربُ الطَّاحِنَةُ

تَجُولُ في كُلِّ البِلادِ

عَينُهَا على الأبوابِ والنَّوافِذِ

وما يَتَنَفَّسُ على الأسطِحَةِ

تَحرُقُ ضُحكَةَ الشَّجَرِ

تُدَمِّرُ أجملَ البِيُوتِ وأحقَرَهَا

تَدُكُّ دُورَ المَعَابِدِ

دُونَمَا تَمْيِيزٍ  لِلطَوَائِفِ والأديَانِ

تَسحَقُ المَدَارِسَ

تَبطِشُ بِالمَشَافِي

تُرَمِّدُ المَخَابِزَ

وَتَبتَلِعُ المَاءَ والهَواءَ

الحَربُ

دُفقَةٌ مِنَ الجَحِيمِ

تَنْصَبُّ غِيْلَةً

على مَنْ يَتَهَاوَنُ بِحُبِّ بِلادِهِ

على من لا يُخلِصُ لِجَارِهِ

على من يَخُونُ نَفسِهُ

إنَّهَا العِقَابُ الأكبَرُ

لِمَنْ لا يُؤمِنُ بِالسَّلامِ  *

                           مصطفى الحاج حسين .
                                     إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

النصوص الأكثر قراءة اليوم

اخر المشاركات على موقعنا

بائعة البخور // بفلم الكاتبة // مها حيدر

بحث هذه المدونة الإلكترونية


مجلة نوافير للثقافة والآداب 📰 صاحب الإمتياز الاستاذ الشاعر والكاتب الأديب علاء الدين الحمداني شاعر وأديب / عضو اتحاد الصحفيين/ عضو وكالة انباء ابابيل الدولية/نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قلم

أحدث التعليقات

Translate

تابعنا على فيسبوك

من نحن

نـــوافــير للآداب والثــقافة ... مجلة عراقية عربية 📰 رئيس مجلس الأدارة الاستاذ الشاعر علاء الدين الحمداني
جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة نوافير الإليكترونية ©2018

تنوية

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المـجلة ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك