مِنْطـــادُ عِشْق
***********
رسمْت خواطري قُــزحَ السَّماءِ
.........وصَار العشقُ نجـــــمًا بالنَّقاءِ
تَبارَك مَن يُعــــــــــانِقُها وسامًا
........كعِقدٍ زانَــــــــــــهُ مَاسُ الوَلاءِ
تهيمُ بعـــــــشقه الحسناءُ وجدًا
........وما فتِئَت تُــــــــــراودُ بالعَراءِ
وكـــمْ من عاشقٍ يسري جُنونًا
........جفاهُ الحــــبُّ في كنف الخَلاءِ
ألِفْـتُ العشقَ مـــن نبْع الحبيب
........فزادَ شراهَــتي شَـــــوْق اللّقاءِ
وكم نزفَ الفـــؤادُ من الكُظوم
........تَجلُّدهُ سِــــــوى فيْض القضاءِ
ركبْتُ غرامَـــــــها وأنا الأسيرُ
........وسجْنُ القـــــــلبِ حكمٌ بالفناءِ
وفيك مـــــن الدَّلالِ بريق حُسنٍ
..........كــليلٍ بـــــدرُه قرص البهاءِ
فسبحانَ الذِي أبْهــــــــاك حُسنًا
........وِسَام زُمـــــــــرُّدٍ لَمْع الصَّفاءِ
فكمْ عشقٍ غزلــــــتُ به ليالٍ
........وما كـــــحلٌ غَدَا نورَ الضِّياءِ
جِراحِي نزفُها بالغدْر فارَتْ
...........نَجيـــــــعًا لونه لا كالدِّماءِ
كأنِّي بالــــــغرامِ سألتُ قلبي
........وفاح عزوفَ نـــبضٍ بالعياءِ
ودمعُ العين جرحٌ من وصالٍ
........على خـــــــــدٍّ يداوي بالبُكاءِ
ولا كانَ الغــرامُ سعيرَ عمري
.........وما أهمـــلتُ عشقًا بالسَّخاءِ
لأنِّي قد عرفـــــتُ خداع ناسٍ
........وجُلُّ الخلق أغـــراسُ البلاءِ
وكم من مُقلــــةٍ نزفت سديمًا
.........وصار غروبُها مَسَّ الهُذاءِ
رجوتُ منَ الحبيب بهاءَ عشقٍ
........ولا سَكنَ الـهوى بعْد الرُّواءِ
وكنْ وردًا يشـــفُّ العطر منه
........كعبقٍ فائـــــــح رُوح الدُّعاءِ
تبيتُ ســــــهادَ ليلٍ والجفون
........تناشدُ دمـــــــعَ عينٍ بالدَّواءِ
تُلاطِفُها وشـــوق العشق زاهٍ
.........يفيـــضُ بريقُه بدر الفضاءِ
سِهـــــام ُالعين جارحة ٌبرمشٍ
..........تزيد لهيــبَ وجــدٍ بالولاءِ
ركبتُ عبابَ عشقٍ في ليالٍ
.......وبَاءَ ســــوادُها نورَ الرِّضاءِ
إذا الليل البـــهيمُ سَجَا رمادًا
.......فقد كانَ الهَوى حَطبَ البغاءِ
وما زاغ الفُـــــؤادُ سبيل داع
.......ولا مُـــحِيَ المُسطَّرُ بِالجلاءِ
إذا كشف الصَّدى بـؤرَ الغرام
..........يُغَــطيها فــــرَاءٌ للحَياءِ
شعارُ الحُـــــــــبِّ قلبٌ بالنِّبالِ
.......رحيـــــــمٌ سيله كنف الإخاءِ
سقاني العشقُ بالجرعات حتى
.......ظمِئْتُ وجفَّ حلـقي بالجَفاءِ
أدَاري الحُبَّ من قــــلبٍ سقيمٍ
.......وداءُ العشـقِ عدْوى بِالعناءِ
********
محمد خالد الأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق