ناجي الجويني الشاعر
*** نزيف العبارات***
في زخم خطى العابرين
من هنا..
أفتش عن أثرٍ يتبعني
أو عن أثر قدمٍ تنتسب لي
ضئيلٌ هو متّسع المدى على أحلامي..
وهذا الوقتُ الكفيف
يرشدني حسب ما يتذكر
نسي أني الآن وحيد
دون أنيس إلى الزوال
أمضي...
وحدي كنت وحيدا في الحب
وحدي شاركت وحدتي
وحدة الطريق...
وحدي إمتلكت الضياع
و سرت في دروبه
طويلا...
******
الآن هو منتصف الشرود
و ستة و ثلاثين غياب
ما عدتُّ أقوى على وجعي
و عدد الكسور فات العدّ
أصرخ بأعلى صوتي
ما من صدىً.. لرؤياي القديمة..
وحلُ الطريق يكبّل خطاي
يا أيها العابرون على
هامشيّة المعنى..
توقفوا عن النحيب
و تهيأو للموت أحرارا
لا تطلبوا من الموت الانتظار...
فالموت لا يشفق على
الباكين..
لا تنتظرونني
لم أعمّر استمارة الوداع بعد
لي رسالة لم أنهها بعد
لي حبيبة لم أقبّلها بعد
لي منزل ما أزال أحلم
بأرضٍ كي أبنيه عليها
لي طفلة .. لم تكتمل
بسمتها للحياة...
يا أيها الموت..
كن رؤوفا بي حين تأخذني
لا تكن مثل من غدروا
فسيوف الطعن خلّفت
انكساراتي...
أنا من نزفته العبارات
من وجعٍ...
ألامسُ ملامح الوجود
كالرّذاذ على زهر الحديقة
و أمضي نحو صدى
الوجود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق