بقلم الدكتور محمد الملاحمة
يتبادر إلى ذهن القاريء لأول وهلة معنى العنوان ومضمونه ،داله ومدلوله ،ولا أخال أن أحدا ينكر أن دلالة الأولى " عقارب الساعة " هو تلك الآلة التي تقيس الزمن ، والمعنى القريب للشطر الثاني "لسعة العقرب "ذلك الكائن الحي الذي يبث سمومه .فأشاطركم الرأي في الأولى ، وأخالفكم في الثانية ،تماشيا مع لون التورية في البلاغة العربية .
عقارب الساعة ثلاثة ...ولمَ ثلاثة ؟ هل صنعت تماشيا مع الثالوث الموروث ....الكلمة ثلاثة أقسام .....الفعل ثلاثة أقسام .....الجملة ثلاثة أقسام ....والموروث العقائدي *الأب والابن والروح القدس *.مع أن الزمن وزيادة على ذلك يعد باليوم ،والشهر ،والعام ...أسئلة مشروعة تحتاج إلى توقف وتفكير .....
...عقارب الساعة ،حكاية مثل تقليدي لوصف إتجاه حركة دائرية حول مركز ما ،فإذا وافق إتجاه الدوران حركة دوران عقارب الساعة ،يوصف الشخص أو القرار بالقول :إن ذاك في إتجاه عقارب الساعة ،والعكس كذلك .
...عقارب الساعة ،دوما تسير باتجاه واحد ،ولا ترغب في العودة من تلقاء نفسها ،مقارنة مع أفكارنا وخططنا التي تحتاج إلى مراجعة .
...عقارب الساعة ،ذلك التحكم الآلي المنطقي ، كلحسب دوره ومهامه في الضبط الزمني .
...عقارب الساعة ، ذلك الاتجاه نحو اليمين " وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين " .
...عقارب الساعة ،حركات متفاوتة في سرعة الانتقال ،عقرب الدقائق دلالة على اتخاذ قرار سريع وجريء ..والتردد في اتخاذه ضعف ، عقرب الساعة تلك السرعة الثقيلة بدلالة التروي والدقة في إصدار الأحكام .
........"لسعة العقرب " ذلك المعنى البعيد بلاغيا ...إنها لسعة الزمن ..ماضيه، وحاضره، ومستقبله .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق